الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكردي والريح وغزوة الموصل

فرهاد شامي

2014 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن مقولة الشاعر الفلسطيني محمود درويش "ليس للكردي إلا الريح" لا تزال تنفع الحالة التي يمر بها الكرد في كردستان، وخاصة مع الغزوات الأخيرة التي قام بها تنظيم داعش المصنف ارهابياً على الصعيد الدولي، والتي استهدف بها المناطق الآمنة في غربي كردستان، ومن ثم انتقل إلى مدينة الموصل باتجاه جنوب كردستان بحسب المراقبين، ودخول بيشمركة اقليم جنوب كردستان على خطّ المواجهة مع اقتراب داعش في السيطرة على الأحياء الكردية في المدينة، وانسحاب القوات العراقية منها.
تنبؤات كرد روجآفا كانت صحيحة ودقيقة عندما كانوا يناشدون قيادة الاقليم الكردي بعدم التشهير بتضحياتهم، ودعمهم لمواجهة داعش والتنظيمات المرتزقة الأخرى، بالتوازي مع الصمت الرهيب من جانب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان، وكذلك الدعم المباشر لتلك الجماعات من قبل ما تسمى بمراكز المعارضة السورية على اختلاف تصنيفاتها وتوجهاتها، والتي يشارك في معظمها أحزاب وتنظيمات كردية مدعومة من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، على المجازر التي ارتكبتها داعش ولا تزال بحق المدنيين في غرب كردستان، قبل أن تصل جنون ومخططات تلك المجموعات إلى هولير، وإن كان متأخراً.
إلا أن قيادة الاقليم وخاصة قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني كثيراً ما كانت تستهزئ بصرخات الثكالى في روجآفا، وتعتبره ضعفاً، وتنكر ثورتهم ضد الارهاب كما جاء على لسان رئيس الحزب مسعود البرزاني نفسه، بل تجاوز ذلك ليصل إلى درجة محاصرة روجآفا، ودعم كلّ من يعادي ثورته وشعبه على شاكلة الائتلاف السوري والمجلس الوطني السوري، ومجموعات أخرى كردية من روجآفا وجدت في الاقليم حاضنة لتوجهاتها المعادية، وفي الثورة مصدر رزق مالي ودعائي لا أكثر.
الديمقراطي الكردستاني وتوابعه في روجآفا الذين ألصقوا فكرة المسرحية بكل مقاومة ضد طغيان داعش والنظام البعثي في روجآفا، باتوا اليوم جيراناً لداعش، بل باتت خلايا داعش تتغلغل في مدن الاقليم على الرغم من الحالة الأمنية المشددة المفروضة، في حالة مسرحية ستكلّف الاقليم الكردي كثيراً إن استمر الديمقراطي الكردستاني في حالته العدائية لأبناءه، ولأجزاء كردستان الأخرى، ولشعوب المنطقة التي تحيط به، خدمة لأجندات ضيقة اقليمية مشتركة لم تنعم بها الدكتاتوريات المتساقطة في الشرق الأوسط، فمعارك داعش في الموصل ليست بعادية أو عرضية، بل بداية لمشروع تغلغل جديد في المناطق الكردية، ومن ضمنها اقليم جنوب كردستان بعد فشله في روجآفا، ومخطط اقليمي مشترك لارباك الكرد وإجهاض مشاريعهم التحررية والتنموية.
داعش الذي بات له حدود مشتركة مع عدد من أجزاء كردستان بعد غزوة الموصل، كان سبباً في الالتفات الكردي حول الوحدة وتقاسم الهموم، وخاصة من جانب أبناء روجآفا أنصار وأعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، الذين بادر المئات منهم على إطلاق حملات التضامن مع شعب الموصل وقوات الأمن الكردية ضد الارهاب، في بادرة وصفوها بأنها لليست للقفز فوق الخلافات السياسية، ونسيان المواقف العدائية للحزب الديمقراطي الكردستاني تجاههم، بل للفصل بين تلك المواقف العدائية ومستقبل شعب كردستان، والتأكيد على أن الدماء الكردية واحدة مهما كان حجم الاختلاف السياسي والعقائدي.
لن نسمي حربه ضد داعش مسرحية كما سمى ثورتنا مسرحية؛ الذي جعلنا نذوق مرارة الموت هو من دمي و دمك، شعارات أطلقها رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى التضامن مع القوات الكردية بمواجهة داعش في جنوب كردستان بالرغم من الاختلاف مع الديمقراطي الكردستاني، إلا أنه للكردي إلى جانب الريح كما قال درويش الكردي نفسه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن