الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف معاطي او ناجي عطا الله ونظرية{الدوول ودوول}

عالية خليل ابراهيم

2014 / 6 / 8
الادب والفن


يوسف معاطي{مؤلف مسلسل فرقة ناجي عطا الله} الاعلامي المصري السابق والذي توجه لكتابة السيناريو منذ فترة ليست بالبعيدة،وقد حقق نجاحا ملحوظا في كتابة الافلام السينمائية خاصة،هذا النجاح لايعود لموهبة معاطي الفذة في الكتابة او طروحاته الفكرية الرصينة بقدر ما يعود لجملة عوامل منها،ذكائه في ركوب موجة الاضحاك السينمائية المصرية من خلال سيناريوهات تتميز بطرافة المواضيع وخفتها،ومستثمرا ومنذ اعماله الاولى ومنها مسلسل{عباس الابيض في اليوم الاسود}ليحيى الفخراني،انجذاب الجمهور المصري نحو الاعمال ذات التلميح السياسي ،السياسة والتي كانت تشكل عقدة المواطن العربي حتى وقت قريب،وبما ان الممنوع مرغوب دائما،فأن اعطاء هذا المواطن جرعة من السياسة في الفن يعد طبا شافيا واذا كان هذا الطب ممزوجا بالفكاهة والضحك وملامسة المشاكل المستعصية بشكل سطحي ومبسط يبقي المواطن المصري في دائرة الخمول والسلبية ولايثير حفيظة النظام السياسي فأنه يشهد اقبالا واسعا،تلك وصفة يوسف معاطي في جميع اعماله التي كتبها{سياسة،فكاهة،خفة وسطحية في التناول} والتي شكل بها ثنائيا سينمائيا مع عادل امام في اعمال{التجربة الدنماركية،السفارة في العمارة،مرجان احمد مرجان وغيرها.}.في جميع نصوصه السينمائية والتلفزيونية يكرر معاطي شخصيات ابطاله،ففيها يتجسد الانسان الازدواجي الشخصية انعكاسا لزمن ازدواجي تتغير فيه القيم وتتبدل فيه الثوابت وتزدوج فيه المعايير وتختلط فيه الاوراق،فالبطل يكون دائما جزءا من سلطة المال اوالسلطة السياسية وفي الوقت ذاته نجده يمقت هذه السلطة ويزدريها؟.وهو ايضا فوضوي وساخر وغير مبال بما يحدث من حوله من احداث سياسية او اقتصادية لكنه في نهاية القصة يخرج شاهرا سيفه مدافعا عن قضايا شعبه المصيرية وتلك ؟.
،اراد معاطي من خلال{فرقة ناجي عطا الله}ان يعبر محليته وان يكون كاتب الهموم السياسية للمواطن العربي بشكل عام ،واراد ان يصدر انموذج ابطاله الغارقين في الفوضى والعدمية والبطولة الخارقة التي لا تستعصي عليها اكثر المشاكل حراجة في العالم العربي، وهذا هو الخطأ والوهم الذي وقع فيه معاطي والذي اوقعه هو وعادل امام في عمل كان من اضعف الاعمال الدرامية المصرية التي قدمت هذا العام على المستويين الفكري والفني . فما معنى ان يقوم موظف في الخارجية المصرية في سرقة بنك في اسرائيل مورطا معه مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل،الاطار الدرامي والذي لاشك انه متلازم مع الجانب الموضوعي اطار اقل ما يقال عنه انه مفرغ من اي دلالة قريبة او بعيدة الا اذا كانت الدلالة البعيدة تشير الى خطل المواطن العربي/المصري وسفاهته وانهزامه ،{اذا لم تستطع ان تهزم عدوك فاسرقه}، يبدو ان شخصية ناجي عطا الله قريبة من شخصية جحا وربما نظلم جحا لانه اكثر دهاءا وحنكة من ذلك . اتخذ من هذا الاطار ليقوم بسياحة سياسية في البلدان العربية،ابتدأ من غزة مرورا بجنوب لبنان ثم سوريا والعراق والوصومال حيث تنتهي الرحلة. لقد اكتشف اثناء سياحته في البلدان العربية ان مشكلة المشاكل هي الاستقطاب الطائفي الذي يأخذ طابعا سياسيا في بلدان لبنان والعراق بالاضافة الى مصر وان لم يشر الى ذلك،وقد عبر عنها ساخرا بمقولة الدوول ودوول{اصل دوول واقعين مع دوول قاموا دوول استنجدوا بدوول......الخ} حلقة دائرة من الصراعات لايعرف لها بداية او نهاية،ونستطيع ان نلاحظ كم ان المعالجة بالرغم ما فيها سخرية لاذعة وتشخيص دقيق للأزمة العربية كانت غير معنية بأيجاد مقاربة منطقية لمشكلة خطيرة مثل الطائفية الدينية والسياسية في المنطقة،فكل ما جاء به العمل هي تلك الكلمات التي يرددها عادل امام عندما يطلب منه شرح سبب الازمة في بلد ما .
عندما تصل السياحة الى العراق ،ويسأل احد اعضاء الفرقة{في العراق دوول ودوول كمان} يجيب امام{في دوول ودوول ودوول،في العراق كل واحد واقع مع نفسو}.لقد جمع معاطي جميع ما قرئه وسمع به ورأه على الفضائيات عن العراق بعد التغيير مستثمرا عدم وجود الرقيب والمحاسب وغير مباليا بمشاعر الشعب العراقي وليس الحال كذلك عندما تعرض للدول العربية الاخرى مثل سوريا ولبنان حيث كان على اشد الحذر والحيطة في التناول لان وراء تلك الدول حكومات مركزية منتمية لنظام عربي مستبد صارم لايقبل النقد. قدم العراق بأنه بلد العجائب والغرائب والاسرار وذلك صحيح بالتأكيد ولم يزد معاطي على الصورة النمطية التي يقدمها الاعلام العربي بكل ما فيها من حقائق تارة وزيف وافتراء وتشويه من ناحية ثانية.مسلسل ناجي عطا كتب قبل الثورة المصرية بل وكان في صالح النظام المصري البائد وهو يصف التغيير السياسي في العراق وكأنه لعنة وعلى الدول العربية الاخرى تجنبها .
كما اشرت فأن معاطي غير مؤهل بأن يكون الناطق بأسم هموم الشعب العربي السياسية،،واذا كان معاطي سعيدا بشئ بعد عرض المسلسل الذي لم يرض جمهور او نخبة فهو سعادته بردود افعال الشارع العراقي وبعض المثقفين والكتاب الذين ردوا وجادلوا في الاخطاء والتشويه الوارد في العمل والتي رفعته الى مصاف الاهمية التي لايستحقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاكرين القصيدة دى من فيلم عسكر في المعسكر؟ سليمان عيد حكال


.. حديث السوشال | 1.6 مليون شخص.. مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرت




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص