الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟

جاسم محمد كاظم

2014 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟

ضحكنا كثيرا ونحن نستمع لأحد المهرجين ممن يسمون أنفسهم بالمثقف العراقي وهو يتشدق بشارب كث وكلمات متباعدة عن بعضها بان العراق بلد الحضارة الإنسانية في وقت كانت الطاقة الكهربائية مفقودة بوسط وصلت درجة الحرارة أشدها لم تستطع المروحة البسيطة من التغلب عليها بتيار المولد البيتي الصغير .

وانطلق هذا المستثقف كثيرا وترك لخيالة يسرح بلعبة الوصف بكلمات متباعدة عن بعضها البعض وسطور بكلمات تشبه إنشاء طلاب السادس الابتدائي المليء بالأغلاط الإملائية بان العراق بلد الحضارة وان الحضارة انطلقت من هنا وأصبح التاريخ لدية كالعجينة يقدم ما يشاء منة ويؤخر ما يشاء مع الضحكات المتبادلة مع مقدم البرنامج .
تعرف الحضارة بأنها نتاج مادي وتطور مستمر لصراع الإنسان مع الطبيعة وتطويعها لصالحة عن طريق العمل المنتج .
يقول الرفيق النمري في احد مقالاته :-
" الإنسان يُعرّف بأنه الحيوان الوحيد الذي له تاريخ، كما يُعرّف أيضاً بأنه الحيوان الوحيد الذي يستخدم الآلة وهو ما يعني أن الآلة هي التي تكتب تاريخ البشرية. ما كانت البشرية لتحتفظ ببقائها النوعي وعدم انقراضها بغير استخدامها للآلة في إنتاج وإعادة إنتاج حياتها. فلو لم تتمكن الأجناس البشرية الخمسة المعروفة اليوم من الخروج عن ذاتها وتناول أداة من خارج جسمها من أجل إنتاج غذائها لانقرضت كما انقرضت أجناس أخرى مثيلة لها دون أن نعرف عنها شيئاً كما يقول علماء الأنثروبولوجيا. "

ومع استخدام الآلة وتطويرها تقدم الإنسان كثيرا واختلفت عصوره عن بعضها البعض بدئا بالعصر الحجري حتى العصر النووي .
والحضارة ليست كلمة جوفاء تحددها الحروف المجردة بل نتاج العمل البشري المترافق مع تطور الإنسان في كل مستوياته الاجتماعية والثقافية والسياسية .
تتطور الحضارة مع تقدم وسائل الإنتاج وكلما وصلت تلك القوى إلى مرحلة متقدمة تقدمت معها الحضارة كثيرا .
والإنسان نفسه لم يعرف كانسان إلا بعد إن انسلخ عن عالم الحيوان عن طريق العمل المنتج وتطوير وسائل الإنتاج التي تفرد بها على كل الأصناف الأخرى .
يقول الرفيق النمري :-
" الإنسانية إنما هي العلاقة الديالكتيكية بين الإنسان والآلة، وأن الإنسان المتأنسن هو الطرف الآخر من هذه العلاقة أو النقيض للآلة. ولأن الإنسان والآلة متلازمان في تناقض ديالكتيكي أبدي وكل منها ينتج الآخر، فلن يتغير أحدهما إلا ويتغير الآخر، فالفرق بين الفأس الحجرية والمحطة النووية هو تماماً كالفرق بين الإنسان الأول والإنسان المعاصر. قد لا يكون الفرق في التكوين الجسماني كبيراً غير أنه كبير وكبير جداً في التعقل والإدراك كما في التربية والأخلاق والتحضر بصورة عامة، كما في التكوين النفسي والسايكولوجي بصورة خاصة.""

المستثقف العراقي لا يعرف التاريخ وسيرة وتغير أحواله لأنة مازال يعيش السكون لأنة يتغذى ويتنفس على مردودات السلطة وامتيازاتها .
ولا يتقن هذا المستثقف شيئا من العمل الإنساني سوى بيع الكلمات وبسترتها فقط وهو لا يفرق مابين الدولة التي تبنيها الإنتاج البضاعي والعمل البشري ومابين السلطة القائمة على الريع .

وينظر هذا المستثقف إلى الحضارة بأنها قصيدة يقولها شاعر أو مقالة في جريدة أو لوحة تتصارع فيها الألوان تعلق على حائط وهو لا يفرق مابين الثقافة المتولدة من النسق الحضاري ومابين الحضارة نفسها كنتاج .
ولا يعرف أكثر مستثقفي العراق مطلقا بان مكتشفي الغرب عندما أطلقوا في كتبهم على هذه البلاد بأنها مهد الحضارة لم ينظروا إلى قصائد الشعراء ولوحات الرسامين بل إلى النتاج العملي وتطور وسائل الإنتاج التي تقدمت على زمنها كثيرا كما يذكر جورج طرابيشي نقلا عن جورج رو :-

" إن حضارة بلاد الرافدين كانت خالية من السحر والوهم والمثال ... وبفضل ما آتوا من حس حاد بالملاحظة سجلوا كتلة هائلة من المعطيات وحققوا في بعض الميادين كشوفا هامة وان رياضياتهم تظهر أن إلى أي حد كانوا قادرين على التفكير المجرد .. ففضلا عن اختراع المزولة الشمسية كان كبير الفلكيين البابليين كيدونو يحدد مدة السنة الشمسية بخطأ لا يزيد عن أربع دقائق و32 ثانية عن خطا ...ابولزر في عام 1887 "
حتى يصل جورج طرابيشي إل الحد الذي يجزم فيه جورج رو بان حضارة العقل اليونانية قامت على أصلها الرافيديني " .
لكن مشكلة المستثقف العراقي أنة مازال نائما وغائبا عن الوعي في فهمة للحضارة لذلك فهو يساوي مابين السلطة العراقية البدائية القائمة على حكم العشائر ومابين الدولة المتكاملة في السويد ويعتبر الكل سيان في ميزان التحكيم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خسرتم حتى المقعد وما زلتم تتشدقون
محمود شاكر شبلي ( 2014 / 6 / 10 - 05:20 )
لماذا يتشدق ..لا حاجه له للتشدق..صحيح ان العراق كان مهد الحضارة .. هذا تاريخ ..فقط ..وليس له علاقه بالتيار الكهربائي سواء توفر أم لا .. أي نمري ذلك الذ تتحدث عنه وتسميه رفيق.. رفيق في ماذا .. في خيبتكم وسقوط نظريتكم وتفتت سلطانكم .. اي أنتم الان ..انكم خارج التاريخ ..وخارج الجغرافيا ..لا بل خارج المنظومه الشمسية .. هذا هو العراق .. كان لكم مقعد واحد في البرلمان والان لديكم صفر.. اذن موقعكم صفر ..لا أحد يصوت لكم سوى بقاياكم .. فكفاكم تشدقا ولعبا بالكلمات .. ولو أنه لم يبقى لكم سوى التشدق واللعب بالكلمات


2 - يكفينا رد المتنبي
جاسم محمد كاظم ( 2014 / 6 / 10 - 17:28 )
- وما انتفاع اخي الدنيا ناظرة ..... اذا استوت عندة الانوار والظلم

اخر الافلام

.. تغطية خاصة - لبنان بعد اغتيال نصر الله • فرانس 24 / FRANCE


.. عاجل | نتنياهو: مقتل نصر الله سيغير موازين القوى لسنوات في ا




.. بدأت باختراق تردداته.. إسرائيل ترسل رسائل مبطنة باستهداف مطا


.. نتنياهو: تصفية نصر الله هي الشرط الأساسي لعودة مواطنينا إلى




.. موازين | الاحتلال وحق مقاومته