الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات رفض الولاية الثالثة و مصير العراق

حسن سامي

2014 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لم اكن ارغب ان اتحدث عن هذا الموضوع من قبل و لكن ما يحدث الان و صمت الكتل السياسية و عدم اعلانها دعم القوات المسلحة و تمادي بعض الكتل على مصداق و مفهوم الديمقراطية و محاولة سحب البساط عن رأي الاغلبية.

اتوقع عودة سيناريو عام 2003 اذا ما تم تنحية المالكي عن الولاية الثالثة الا و هو انهيار الجيش العراقي و ذوبانه ذوبان الثلج في حر الصيف ... و هي عودة لنقطة الصفر و فوضى عارمة ستطيح بالبلاد.. ربما لم يع البعض الملازمة بين الولاية الثالثة و ذوبان الجيش .. من حيث استخدم ان هذا الجيش شيع له اعلاميا ان يكون جيش المالكي و انه مبني بناء طائفيا .. هذا الترويج الاعلامي الذي روج له بعض الساسة و معارضي النظام و اعدائه على حد سواء ربط مصير هذا الجيش و قادته بمصير الولاية الثالثة للمالكي ..هؤلاء الضباط و القادة في القوات المسلحة الذين حاربوا الميليشيات المسلحة هنا وهناك سيكونون هدفا سهلا لاعداءهم اذا تمكن من وقفوا منه موقفا سلبيا من تسنم ادارة الحكم في البلاد ... ان الجيش ينظر الى المالكي على انه مشروع وطني لاعادة هيبة الدولة العراقية و قوة قرارها السياسي و لا ينظرون له كقائد عسكري محنك حتى يكون ضرورة لابد منها... لعل بعض الساسة يعي هذه التوقعات و يسعى لها سعي الذئب للفريسة و اخرون لا يرون الامور ابعد من سجونهم العقلية الحبيسة تحت نار الحقد و البغض .. مثل هؤلاء من مراهقي السياسة لم يدرك تداعيات حتى تصريحاتهم اللامسؤولة التي تقتل جندي او مدني هنا و هناك من بقاع الوطن .. اعلم علم اليقين ان عقبة المطالب الكردية ستكون حسنة في دعم تشكيل التحالف المضاد الذي قد يتفق عليه اخوة يوسف الذي تبينوا في اخر الدراسات انهم عراقيون على رأي صديقي ابو محمد.

هل يوجد سيناريو اخر لو حدث ما يكره الجيش حدوثه .. نعم و هي ان تتحول كرة الثلج الى صخرة تدعس الديمقراطية و العودة الى حكم العسكر... و دخول اطراف دولية على خط الازمة و تتحول بلادنا الى سوريا اخرى في منطقة الصراع الدولي ..

اخيرا السبيل الوحيد لاستقرار البلاد هي دعم الجيش و تطمينه و حمايتهم قانونيا و قضاءيا لا على سبيل الوعود و انما تشريع قوانيين و تبديل مواقف خلال الاربع سنوات القادمة التي لا بديل فيها عن حكومة جديدة للمالكي تدعم من كافة الاطراف لحفظ امن واستقرار البلاد ... مؤتمر الانبار ستكون اللبنة الاولى لمشروع الاستقرار الامني و السياسي .. لان الانبار جربت كل ما يمكن تجريبه و وجدت ان الشعارات و المهاترات و العصبيات و الطائفية ليس حلا و لا يحقق الاستقرار بل على العكس دمار و تشريد و غربة و خسائر مادية و بشرية ..

ما لم تعيه معظم الاطراف المسيرة بسجونها العقلية و المذهبية و الفكرية ان الفجوة التي تتسع يوميا بيننا وبين العالم الغربي سببها نحن اولا و اخرا لاننا بتدمير بلداننا نساهم بشكل او باخر في توسيع الفجوة ثقافيا و حضاريا ..

لعلي على ثقة كبيرة ان الشعور بالمسؤولية الامنية و الاستقرار و الحفاظ على الامن سوف يشعر بها ابناء الموصل و الانبار و ديالى و صلاح الدين ... لست بطرا حتى اعطي بارقة أمل في عمق الازمة و تداعياتها الامنية والعسكرية و لكنها قراءة موضوعية بعد التحرر من ضغط العمائم الصفراء كما تحرر منها ابناء الوسط والجنوب و تحييدها تحييدا تاما و اجبارها على الالتزام بالحقائق والوقائع على الارض و خضوعهم لرأي الاغلبية في هذه المدن التي تميل الى الاستقرار و الهدوء.

خلاصة القول ..
1. الجيش وقياداته العليا غير مطمئنة لاساليب بعض الكتل السياسية الساعية لتغيير قائدها العام اثناء المعركة
2. لا يثق الجيش ببديل قيادته اذا كانت من جهات لا تدعم الجيش وسبق لها حمل السلاح بوجهه
3. ردة فعل العسكر على عدم تجديد الولاية الثالثة للمالكي ستكون اما بانقلاب عسكري او بمغادرتهم البلاد وترك الخدمة و كلا الحالتين ستعيد البلاد الى زمن الفوضى و نقطة الصفر و فتح الباب امام التدخلات الدولية و الاقليمية
4. نجاح مؤتمرات التصالح والتفاهم بين الحكومة و القوى الفاعلة على الارض في المدن الساخنة سيسهم في صد الارهاب و تحقيق الامن والاستقرار بشرط معقولية المطاليب
5. دعم الجيش ماديا ومعنويا و منحه الحصانة القانونية و القضائية في حربه ضد الارهاب
6. استمرار التنافر والتناحر بين القوى السياسية و حمل السلاح سيؤدي الى توسيع الفجوة بيننا وبين العالم المتحضر في كافة مجالات الحياة
7. ما لم تنشر ثقافة المحبة و السلام و التسامح و احترام الرأي و الرأي الاخر و تعزيز روح الانتماء الوطني فلن تكون لنا دولة محترمة
8. البلاد مهددة بالتقسيم ما لم تتظافر القوى المختلفة و دعم الجيش في حربه على الارهاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم