الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراءات

أنس مصطفى

2014 / 6 / 9
الادب والفن


عَرَاءَات


قُلتُ لكِ الهدَندَوَة هَكَذَا..
وَاجِمونَ فِي المغَارِب،
ولايَنطِقُونَ الحزْنَ أبدَاً..
..
..

وإذاً لَمْ تَرفَعي جَبِينَكِ كُلَّ مَرَّة
كَي تُلَوِّحِي لِي..

هَكَذَا أَسلَمْتِنِي المسَافِرِينْ..

هَكذَا ذَهَبتُ غَرِيبَاً،
وَكُنْتُ عَلَى وَشْكِ أَنْ أُنَادِي عَليك..
وَلِوَهلَةٍ انتَابَتْنِي بُيُوت..
وَلِوهلَةٍ اقتَفَيتُ أَثَرَك..

لكنِّي تَذَكَّرْت..

قُلْتُ لا تَذهَب حمَيماً هَكذَا

فقَد تَعودُ وَحدَك..
لأنَّ العَرَاءاتِ عَلى كَاهِلِك..
لأنَّ اللَّيلَ مَهدُودٌ عَلَيك..
..
..


قُلتُ سَأقطَعُ بِكِ الوديَانَ وَالشُّعُوب،
وَأُتوِّجُكِ بِالقُرَى كُلِّهَا،
وأَمْشِيكِ على الأرصفةِ الأجنبيَّة،
وأُنْشِدُ اسْمَكِ في المعَابِد،
وأُعِيرُ قُمصَانَكِ للمَطَر،
كَيْ يَكُونَ حَنُونَاً تَمَامَاً..

وقلتُ لا تُمْعِنِي فِي الخفَاء،
لأنَّ الوَقتَ يَعبُر..
..
..

كَانَ الصَّمتُ رَحِيمَاً
لَوْلا رَنَّة الغِيَاب..

وَمَنحتُكِ النُّورَ كلَّه
فَتَقَاسَمَتْنِي العَتمَات..

ثمَّ أَوْصَيتُكِ بالكِتمَان،
كَي يأخُذَنِي الليلُ وَحدِي..
..
..



كُنْتُ أتعثَّرُ بالأمَل
كُلَّمَا رَافقتُ يَأسَاً حَنُونَاً..

وكنتُ فِي اللَّيلِ تَنْشُدُنِي نجومٌ غَاليَة..
ثمَّ تَماثَلْت..
وأوشكتُ أن أغفُو عَلَيك..
لَولا نَافِذَتُكِ تَفتَحُنِي عَلى غُربَةٍ سَاهِرَة..
..
..



كُنتِ تَنْسَيْنَ قَافِلَتي..
كُنتِ تَنسِينْ..

تَنسينَ قَافِلَتِي..

وكُنتُ أقولُ فِي سرِّي:

يا لهُ من تَعَب..

ياااا لهُ من تَعَب..



وقلتُ لمرَّةٍ أخِيرَة:



يا ضَرَاكِ فِي هَذهِ البَرَاثِنْ..
..
..


أنس مصطفى
الخرطوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع