الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجديد رموز الإفساد والنهب والجريمة في نظام حكم عائلة الأسد الطائفي

سفيان الحمامي

2014 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


جاء حافظ الأسد إلى السلطة منقلبا على رفاقه الذين رفّعوه في الرتب العسكرية وسمّوه لوظيفة وزير دفاع وقائد القوى الجوية السورية وقيادي في حزب البعث الطوائفي ووضعهم جميعا في القبور أو السجون أو طردهم من سوريا ، بشعارات براقة أعلنها منذ اللحظة الأولى وهي بناء اقتصاد سليم ومجتمع منفتح وسياسة للجميع ومحاسبة عن كل فساد يرتكب بحق الدولة والمواطنين السوريين،وكان من أوائل المطبّلين لوصوله للسلطة تجار دمشق الإنتهازيين المحتكرين وغيرهم من شاكلتهم في المدن السورية الأخرى ورجال الدين(عبد الستار السيد وأزلامه المداحين في الأوقاف / احمد كفتارو ومفتيه المنافقين/ البوطي وغيرهم من مرتزقة الدين الإسلامي في سوريا في العلن، وشيعة لبنان وايران والعراق في الخفاء ) .
لقد استبشر بسطاء الشعب السوري وأبناء الريف والمدن الصغيرة بمجيء هذا الشخص للتخلّص من سابقيه الإقطاع والبرجوازية الطفيلية ومن حكم الأولاد والمراهقين السياسيين والطائفيين خلال فترة صلاح جديد ومرتزقته، مع معرفتهم الفعلية بأنه ليس سوى لصا تسلّل إلى قصر السلطة باستخدام كافة أساليب اللصوصية بين الترهيب والترغيب والقتل وغيرها للوصول إلى هدفه الخبيث .
لكن ، ما أن تمكّن حافظ الأسد من مفاصل السلطة حتى كشّر عن أنيابه الطائفية والإجرامية والإفسادية والتخريبية التي طالت كل شيء ( الاقتصاد / السياسة / المجتمع / الثقافة / التربية / بل حتى الهواء والأرض والثروات بأنواعها ) ، وفرض توريث السلطة لعائلته التي نهبت ثروات سوريا في كافة الميادين .
باختصار ووفق مصادر عديدة ، كانت محصلة حكم عائلة الأسد خلق رموز للإفساد والفساد والجريمة المنظمة خلال 40 عاما كالتالي :
أولاً- آل الأسد وملحقاتهم : يجرّم القانون السوري نقد رئيس الجمهورية مهما فعل، كما عملت وسائل الإعلام على تأليه الرئيس وجعله فوق مستوى النقد والشبهات، وتصاعدت عبارات الألوهية لحافظ الأسد بعد أحداث 1980 ولبشار الأسد بعد ثورة 2011 من قبل أبناء الطائفة العلوية المنضوين في قوى الجيش والأمن والحزب والشبيحة ، وساعد هذا الوضع حافظ ووريثه بشار في أن يحكما حكماً مطلقاً دون رقيب أو محاسبة، فالرئيس يهيمن على الإنفاق العسكري الذي يستهلك 60% من الميزانية السنوية دون أن تخضع هذه النفقات لرقابة الحكومة، كما أن مبيعات النفط التي تدر أرباحاً سنوية بقيمة 3 مليارات تتبع الأمين العام لحزب البعث وتدخل في حسابه الشخصي ولا تدخل في الميزانية السنوية ، لذلك امتلك حافظ وأسرته أموالا طائلة :
- تقدر ثروة أسرة حافظ الأسد ( الزوجة والأبناء ) بأكثر من (40 ) مليار دولار مودعة في مصارف عالمية في روسيا وإيران وفنزويلا وكوريا ولبنان ودول غربية وعربية أخرى .
- باسل الأسد : قدرت ثروته حين مقتله عام 1994 (20 ) مليار دولار كانت موضوعة في المصارف الأجنبية وخاصة السويسرية ، ولم يعرف مصير تلك الأموال من قبل سكان سوريا .
- ماهر الأسد : إضافة إلى حصته من أموال الأسرة ، تقدر ثروته خارجها بحدود ( 2 ) مليار دولار وواجهته محمد حمشو الذي يدير شركاته .
- رفعت الأسد وأبنائه : تقدر ثروته ب( 4 ) مليارات دولار على شكل عقارات في فرنسا واستثمارات في البورصة في مشاريع نفق المانش ومصانع وشركات كبرى ، وأتت ثروته من الرشاوى والتهريب وتجارة المخدرات وفرض الأتاوات على رجال الأعمال وكذلك من تهريب الآثار السورية وخصوصا من منطقة السويداء ومن دير الشيروبيم قرب صيدنايا ،إضافة إلى سجله السيء بعدد من الجرائم المروعة في سوريا وممارسة الاغتيالات للمعارضين خارجها.
- جميل الأسد وأبنائه: تقدر ثروته ب(5 ) مليارات دولار من عقارات يصل عددها 163 عقار داخل سوريا وخارجها إضافة إلى الأموال المودعة في البنوك الأوروبية التي تحفّظت عليها تلك البنوك بسبب الخلاف على التركة بين الورثة.
ويبرز حاليا أبناء عائلة الأسد مثل : فواز جميل الأسد ، وفراس رفعت الأسد ومحمد توفيق الأسد، ومالك الأسد، ومحمد إبراهيم الأسد ، وهلال الأسد منذر ، كمال ، شيخ الجبل ، نمير ولكل من هؤلاء ألف قصة في استغلال ثروات البلاد وتسخيرها لمصالحهم، وممارسة الإرهاب والتهديد والتشبيح ودورهم الكبير في إدارة منظومة الفساد في سوريا والذين عاثوا فسادا وترهيبا بالمواطنين في اللاذقية وطرطوس ولكل منهم ثروته الخاصة ورجاله المخفيّين.
- محمد مخلوف وأبنائه (رامي مخلوف ، حافظ ، إيهاب ) : تحكّم محمد مخلوف بقطاع الإستثمار طيلة 40 عاما إذ لم يكن يمر استثمارا واحدا خارجيا أو داخليا إلا بتحويل حصة له لا تقّل عن 20 % من القيمة الإجمالية للإستثمار مما أوجد له ثروات طائلة ظهرت مع ابنه رامي الذي لا يتجاوز سنه (45 ) عاما لكنه يمتلك ثروة مع والده تقدر ب( 16 ) مليار دولار بسبب المشاريع الإحتكارية والعمولات وما حصل عليها من ابن عمته ( بشار الأسد ) كالخلوي / الأسواق الحرة ، والسيطرة على المنافذ الحدودية السورية مثل إدارة مرفأ طرطوس ومرفأ اللاذقية ، وكذلك مطار دمشق من خلال تأسيسه لشركة طيران خاصة ، وأسس شركة شام القابضة مع بعض رجال الأعمال المرتزقة لتهيمن على كافة الإستثمارات في سوريا ، وبعد الثورة السورية أوكل إدارتها إلى ( ديالا حاج عارف ) التي كانت تسكن إيجارا في غرفتين في عام 2003 بسكن جامعة دمشق كونها لا تملك بيت شخصي ، وهي حاليا من كبار رجال ونساء الأعمال في سوريا .
كما أن ايهاب محمد مخلوف اشترى حصة 50 % من الجامعة السورية الدولية بمبلغ 1200 مليون ليرة سورية وهو خريج جديد من كلية الاقتصاد عمره لا يتجاوز 25 عاما .
مؤخرا ، نظرا لقراررات الرئيس الاميركي بملاحقة المسؤولين الفاسدين في أي مكان في العالم فقد تم إعادة توزيع ثروة آل الأسد على عدة أسماء كي لا تبقى باسم واحد ، لذلك تم إحداث عدد كبير من الشركات الفرعية بأسماء مختلفة من عائلة الأسد ومخلوف وشاليش والأخرس وأقربائهم من الذكور والإناث وأصدقائهم الذين أنعموا عليهم خلال حكم العائلة ، وضعت بإسمهم مبالغ مختلفة في بنوك الدول الغربية والشرقية والعربية وغيرها .
- عائلة شاليش : تقدر ثروتها ب( 3 ) مليارات دولار ، وتتألف من رئيس مرافقة الرئيس ذو الهمة شاليش وفراس وآصف شاليش الذين يعملون في تهريب الأسلحة للعراق و رياض شاليش مدير عام مؤسسة الانشاءات العسكرية والمعروف عنه فساده في التنفيذ وسرقته للمواد.
- آصف شوكت : تقدر ثروته ب( 1.5 ) مليار دولار وواجهته أخيه في طرطوس مفيد شوكت ، وتسيطر هذه العائلة على التجارة والصناعة ومرفأ طرطوس.
- عائلة الأخرس : (أهل زوجة بشار الأسد) تقدر ثروتها ب( 1 ) مليار دولاروتشمل ثروات تم وضعها بإسمهم من أجل استغلال جنسيتهم الإنكليزية ، حيث تم شراء عقارات كبيرة في العاصمة لندن بأسماء فواز الأخرس وإبنه إياد ، ووضع عقارات وشركات في لبنان بإسم شفيق الأخرس ، وتم تشكيل شركة قابضة وإنشاء عدة مشاريع في سوريا بإسم طريف الأخرس .
- المسؤولون في قيادة حزب البعث وقيادات الجيش والشرطة والأجهزة الإدارية : امتلك هؤلاء خلال السنوات الأربعين السابقة ثروات هائلة لا يقل مبلغها عن مليار ل س لكل منهم لقاء الولاء المطلق لعائلة الأسد الحاكمة والصمت عن جرائمها المتعددة .
- هناك رجال أعمال الأسد المرتبطين بالنظام على سبيل المثال : صائب النحاس ، عثمان العائدي، نبيل طعمة ،عماد غريواتي ، الشلاح ، وتقدر ثروة الواحد منهم بنصف مليار دولار، وغيرهم ....
ثانياً - الجيش وأجهزة الأمن والحزب وإدارات المؤسسات الحكومية :
شكّلت هذه الفئة سلطة مستقلة تمتّع أعضاؤها ومعظمهم من أبناء الطائفة العلوية بالإمتيازات الكبيرة، وكان لهم الدور الكبير في رسم مسار الأحداث حتى صاروا "سلطة خفية"قاهرة ونافذة في كل ميدان، وكان الضباط الكبار المتنفذون يصطدمون بالحكومة حين التعارض مع مصالحهم المشبعة بالفساد ،وتتم إقالة كل من يعترض طريقهم .يبرز من هذه القائمة(علي حيدر،علي دوبا،محمد ناصيف ،محمد الخولي،شفيق فياض،إبراهيم الصافي ،علي حبيب ،علي أصلان ،أحمد عبود ،عدنان بدر حسن ،حسن خليل ، بهجت سليمان ،علي حوري ،إبراهيم حويجة ،وآل وقاف ،وآل عيسى ،وغيرهم الذين يصعب إحصاءهم... ) وبعض من أبناء السنة مثل (حكمت الشهابي ، مصطفى طلاس ، عبد الحليم خدام ، ...) .وبإستثناء الشهابي وطلاس, فإن جميع الأسماء المذكورة من قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، هم من العلويين الذين أصبحوا طبقة أرستقراطية بسبب ما يحصلون عليه من إمتيازات وما يسخرونه من الإمكانات لخدمتهم.
ثالثا- المؤسسات الدينية ) الأوقاف والإفتاء وملحقاتها من رجال الدين ) :
يستغرب أي صاحب ضمير وحس إنساني موقف المؤسسة الدينية بكافة مكوناتها وقوفها الأعمى والمطلق مع نظام عائلة الأسد، لكن عندما يعرف هؤلاء أن أفراد تلك المؤسسة يعملون تجارا ويتلقون خوات من رجال أعمال النظام ويتشاركون معهم فيبطل العجب. هناك تقديرات بأن ثروة أحمد حسون تقدر ب4 مليارات ل س مودعة في بنوك روسيا وايران الشيعية المجوسية ، لذلك دورهم الإفسادي والنهبوي والإجرامي لا يقل عن أركان النظام الأخرى.
ختاما، كتب باتريك سيل عن حافظ الأسد في تفسير نشوء البرجوازية الطائفية الجديدة برعايته:
"في سبيل حكم سوريا وتحديثها ، يعتقد أنه بحاجة إلى طبقة قوية ومتموّلة من بين رجاله أنفسهم لتحلّ محلّ البرجوازية السورية القديمة"، وثمة تفسيراً آخر يقول ( بأن السلطة الطائفية ستتعرّض بكاملها للإنهيار في حالة إقصاء رموز الفساد الذين يشكلون العصب الرئيس للنظام ).
لقد كان كل من حافظ الأسد ومن بعده بشار رأس عمليات الإفساد و الفساد والجريمة في سوريا وكل منهما حامي الفساد الكبير ومحارب الفساد الصغير،وحقّقت عائلة الأسد ونظامها الطائفي هذه المحصلة المالية الهائلة من نهب سوريا خلال الأعوام الأربعين الماضية بغطاء دولي وعربي وبصمت القهر السوري . لكن ، هل سيصمت الشعب السوري ليعاد تجديد رموز الإفساد والفساد والجريمة المنظمة مرة أخرى ؟
لذلك نقول ، لعبت عائلة الأسد أكبر الأدوار في نشوب الثورة السورية التي ستقضي على نظام حكمهما العائلي الطائفي المجوسي .

سفيان الحمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع