الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق حقوق الانسان فيه تذهب الى الهاوية

قصي طارق

2014 / 6 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


شهد العراق على مدى الأسبوع الماضي هجمات متعددة طرحت مجددا تساؤلات عمن يتحمل المسؤولية عن عودة العنف إلى الشارع العراقي من جديد وهل هناك دعم لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني التي لم نجد شخص واحد منها يتجه الى هذه المناطق المنكوبة وسط حديث عن تعاظم لدور تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية المعروف اختصارا باسم داعش. وتطرح الهجمات المتتالية أسئلة متعددة عن مدى القوة التي يحظى بها تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية ومدى تغلغله ووصوله لمناطق لم يكن متواجدا بها كما يطرح تساؤلات عن مدى نجاح الحكومة العراقية في إرساء الاستقرار بالبلاد وسط إلقاء اللوم من قبل سياسيين معارضين على حكومة المالكي وتحميل أدائها الضعيف على حد قولهم المسؤولية عن هذه الحوادث.
إن الدفاع عن حقوق الإنسان شرط مسبق لكل جانب من جوانب أي استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب ومن هذا المنطلق فان أي جهود تتم في إطار مكافحة الإرهاب دون الأخذ بعين الاعتبار بحماية وتعزيز حقوق الإنسان ستكون هدراً للجهد والأموال بل أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية بتوسع دائرة الإرهاب وزيادة ناشطيها نتيجة لهدر الحقوق وانتهاك الحريات.
أن الحق في الحياة بات أهم هذه الحقوق الانسانية وذلك نتيجة المشكلات الضخمة التي تشهدها دول الشرق اوسط وفي مقدمتها الإرهاب والعنف الممنهج الذي تمارسه بعض الدوائر وهو ما يؤثر سلبا على وضعية حقوق الإنسان بصورة عامة غير أنه أوضح أنه في حالة دولة كالعراق فإن هناك دستورا جديدا يركز على تكريس الحريات العامة وحقوق الإنسان وهو ما يعبر عن تغيير واسع ونقلة نوعية في هذا الشأن. إذا كان الإرهاب يؤدي إلى انتهاك ما للإنسان من حقوق، والتعدي عليها، وصولاً إلى أعظم هذه الحقوق وهو حقه في الحياة؛ فإن الحديث يدور دائماً عن أثر إجراءات محاربة الإرهاب على حقوق الإنسان أيضاً، وذلك في الطرف المقابل للقضية...ويتجدد الجدل دائماً حول هذا الموضوع كلما قامت إحدى الدول بسن أنظمة وتشريعات للتعامل مع جرائم الإرهاب، إذ غالباً ما يتوجه الانتقاد إلى بعض تفاصيل هذه الأنظمة، واستنكار ما فيها من اختلاف عن أنظمة الإجراءات الجزائية في الظروف العادية...فمن المعلوم أن نظام مكافحة الإرهاب في العراق إنما صدر في أعقاب حرب شرسة خاضتها الدولة ضد هذا الاستهداف الواضح لأرواح الناس وأمنهم وممتلكاتهم، ولأمن الوطن واستقراره...واليوم البلاد تعاني كما يعانيه غيرها من الدول من استمرار مسلسل القتل والترويع والتفجير.
عموما فأن الإرهاب وجرائمه يمثلان اعتداء مباشر على مجموعة من حقوق الإنسان التقليدية ويأتي في مقدمتها الحق في الحياة لما ينطوي عليه الإرهاب من قتل عشوائي , والحق في سلامة الجسد وما ينطوي عليه الإرهاب من إلحاق الضرر ببدن الإنسان , وأيضا حرية الرأي والتعبير معا بما ينطوي عليه الإرهاب من إشاعة الخوف والرعب في مواجهة الجهر بالرأي إضافة لمجمل الحقوق والحريات الأخرى التي يكتسحها الإرهاب كالحق في التملك والتنقل والسكن والثقافة والتعليم وغيرها ... حماية حقوق الإنسان والحفاظ عليها من الانتهاكات لابد أن لا يعد ذريعة لتقييد الدول في مواجهة الإرهاب فلابد أن يكون للدولة إجراءاتها الاستثنائية لمواجهته إلا إنها يجب أن تكون إجراءات مؤقتة ومفروضة بقانون وان تطبق بإشراف القضاء المستقل وان لا تمس هذه الإجراءات حقوق الإنسان غير القابلة للمساس .
وعليه الإرهاب بحد ذاته يشكل اعتداءً على حقوق الإنسان وعلى سيادة القانون، ولا يمكن التضحية بحقوق الإنسان وبسيادة القانون في التصدي للإرهاب فذلك من شأنه أن يكون انتصاراً للإرهابيين، كما أن ضمان احترام حقوق الإنسان للجميع في سياق مكافحة الإرهاب أمر أساسي، حتى لمن يُشتبه في ممارستهم الإرهاب ومن يقعون ضحية للإرهاب، ولمن يتأثرون بعواقب الإرهاب.
وهنا نصل الى نقطه هي يجب دعم مجلس حقوق الإنسان والإسهام، وهو في طور التشكيل، في عمله المتعلق بمسألة تعزيز وحماية حقوق الإنسان ‏للجميع في سياق مكافحة الإرهاب؛ودعم عملية تعزيز القدرة التشغيلية لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مع التركيز بشكل خاص على العمليات الميدانية والاستمرار في الاضطلاع في دراسة مسألة حماية ‏حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، بتقديم المساعدة والمشورة للدول، ولاسيما في مجال التوعية بالقانون الدولي لحقوق ‏الإنسان في أوساط وكالات إنفاذ القانون الوطنية، وذلك بناء على طلب الدول ؛ ودعم الدور الذي يضطلع به المقرر الخاص المعني بتشجيع وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب.‏‎ ‎وينبغي للمقرر الخاص مواصلة دعم جهود الدول وإسداء المشورة العملية عن طريق المراسلة مع ‏الحكومات، وإقامة اتصال مع الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، وتقديم ‏تقارير عن هذه المسائل.
و تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب بناءً على رفع اللجنة الأمنية العليا وهو الأمر الذي أضفى الطابع الأمني والعسكري على كافة جوانب الإجراءات التي تضمنتها وعدم إيلاءها للجوانب الأخرى وخصوصا الحقوقية والإنسانية
وهنا نصل الى الاحداث الاخيرة والارهاب الذي تفشى فقد دخل تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش في العاصمة بغداد و قد شهدت السبت الماضي سلسلة هجمات وتفجيرات انتحارية أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل فيما مثل الحلقة الأحدث في سلسلة التفجيرات التي شهدتها ثلاثة أيام متواصلة في سامراء والموصل والأنباء، وكانت القوات العراقية قد تمكنت من تحرير مئات من الطلاب والطالبات في جامعة الأنبار بعد اقتحام مسلحين للجامعة صباح السبت. وعرضت خلال الساعات الأخيرة على موقع شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عملية أسر الجنود العراقيين ووضعهم في سيارة مكشوفة والتجوال بهم في مناطق في ضواحي الفلوجة.وأكد موقع "ملاحم الأنبار الكبرى" اليوم أن تنظيم داعش قد أعدم الجنود الأسرى، الذين أسرهم في الفلوجة، بعد مهاجمة مسلحيه ثكنة للجيش في منطقة النعيمية في جنوب مدينة الفلوجة. ونقلت مواقع عراقية عن مصادر عشائرية عراقية في الأنبار قولها إن عناصر داعش أعدمت الجنود التسعة الأسرى بعد أقل من 24 ساعة من أسرهم على مرأى من الناس.
وبدت الهجمات متتالية إذ جاء اقتحام جامعة الأنبار بعد هجومين لداعش في سامراء والموصل أيضا ، وكانت قوات الجيش العراقي قد تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة سامراء شمال بغداد بعد أن سيطر عليها مسلحون من "داعش" فجر الخميس الماضي مدججين بأسلحة متطورة وحديثة لم تتمكن القوات الحكومية من مواجهتها مما دفعها الى ترك مواقعها وطلب دعم من الجيش العراقي من بغداد، وأسفرت العملية وفق محافظ سامراء عن مقتل 100 مسلح من "داعش" إضافة إلى مقتل ثمانية من الشرطة المحلية وجرح 32 آخرين من الشرطة والجيش.
وفي أعقاب انتهاء عملية سامراء تدفق عشرات المسلحين من "داعش" على مدينة الموصل شمال غرب بغداد ودخلوا أحياءها، حيث خاضوا معارك مع القوات الأمنية ، مما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات.
و يتضح تماما عدم الأخذ بالاستراتيجية الدولية لمكافحة الإرهاب في إعداد مصفوفة الإجراءات التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية وهو الأمر الذي كان سيفيد كثيرا في شمولها لكافة الجوانب وعدم اقتصارها على إجراءات محددة لا تفي بالغرض من اعتمادها. و أن سلسلة الهجمات، التي شهدتها بغداد السبت أسفرت عن مقتل 60 شخصا على الأقل. وقالت وكالة أسوشيتد بريس إن هجوما وقع مساء السبت في حي البياع غرب بغداد أدى إلى مقتل تسعة وجرح 22.وفي الساعة التي تلت انفجرت سبع سيارات ملغومة في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية فقتلت 35 وجرحت 68. حررت القوات العراقية جميع الطلبة الرهائن في جامعة الأنبار في الرمادي التي سيطر عليها مسلحون صباح السبت، فيما قتل 59 شرطيا ومسلحا في اشتباكات في مدينة الموصل شمال البلاد.وبدأت "قوات النخبة" العراقية عملية لتحرير الطلبة الرهائن في جامعة الأنبار رغم الإجراءات التي اتخذها المسلحون لمنع قوات الأمن من التقدم في اتجاه مبانى الجامعة.
qusay tariq








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين