الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة واسعة على العراق

محمد ضياء عيسى العقابي

2014 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



لدى التفحص والتدقيق وصلتُ إلى قناعة بأن العراق يتعرض إلى مؤامرة عالمية منسقة تقودها شركات النفط وإسرائيل اللتان تسخران الحكومات السعودية والقطرية والتركية ويستخدمون الطغمويين(1) والإرهابيين في الداخل العراقي. كنتُ قد بينتُ في مقالات عديدة سابقة مصلحة ودافع كل طرف من هذه الأطراف التي يحمل بعضها منفرداً قدرة تدميرية هائلة على مختلف جبهات الحياة فناهيكم عن قدرتها وهي تعمل مجتمعة.
تجري هذه المؤامرة على ثلاث محاور هي:

أولاً: المحور المسلح:
كما قال السيد واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الستراتيجية، في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 6/6/2014 فإن جميع العمليات الإرهابية التي تجري هنا وهناك في جميع أنحاء العراق هي مترابطة تخدم بعضها البعض الآخر بمهام متنوعة. كما نبه، وهو على حق، إلى خطأ تكرار مصطلح "المجاميع المسلحة" لأن هؤلاء إرهابيون وهم جزء من حركة إرهابية عالمية لها ستراتيجية موحدة .
أعتقد أن الهدف الأول لإرهابيي داعش ومن يدعمهم هو إقامة دويلة إرهابية في الفلوجة والإنطلاق منها نحو التوسع ونشر الإرهاب. لما إزداد الضغط العسكري عليهم فتحوا معارك أخرى في عدة مناطق كذي قار مثلاً لتقييد حركة القوات العسكرية ومنعها من التحرك نحو الفلوجة. كذلك الهجوم على سامراء كان يهدف إلى تدمير مرقدي الإمامين العسكريين لخلق فتنة طائفية وغطاء وربما حرب أهلية يأملون من ورائها إستقدام تدخل عسكري أجنبي وإلغاء الدستور وصياغة دستور جديد يصب في صالح الطغمويين. وكذلك ما يجري اليوم في الموصل. وهكذا.
لكن القوات العسكرية أثبتت جدارتها وردتهم على أعقابهم ومازالت العمليات قائمة بنشاط.

يبدو أن الحصول على السلاح المتنوع والطيران بكميات كافية وفي أسرع فرصة بات أمراً ملحاً، وإذا تلكأت أمريكا فعلينا الإتجاه إلى روسيا دون أدنى وجل أو تردد فلا أحد في هذه الدنيا يرضى أن تستباح حرماته على يد إرهابيين مجرمين ولا يتحرك للحصول على السلاح من أي مصدر مقتدر.

أرى أن أمريكا تتحمل المسؤولية المباشرة(2) ومسؤولية "حلفائها" في المنطقة الذين زرعوا وسلحوا بسلاح متطور التنظيمات الإرهابية بأنواعها المختلفة في سوريا ذات الحدود الطويلة جداً مع العراق ما يعني أن تلك التنظيمات الإرهابية لم تكن موجهة نحو سوريا وحسب بل لها وللعراق.

لقد مهد الطغمويون لكل هذه الأعمال الإرهابية بمطالبات طغموية في الأنبار والموصل والفلوجة وسامراء إذ طالبوا بإخراج القوات العسكرية من هذه المدن والإعتماد على قوات الشرطة . يعرفون جيداً أن قوات الشرطة ضعيفة. وبالفعل تم التغلب عليها وقتل الكثيرين من أفرادها الشهداء في الرمادي والفلوجة وسامراء والموصل ودخول داعش إليها حتى تصدى لهم الجيش لتحريرها ومازالت المعارك قائمة في بعضها.

لابد من إنتزاع المبادرة من يد الإرهابيين وشن حملة تعرضية (هجومية) على جميع الجبهات عليهم وفق خطة متكاملة. فخير وسيلة للدفاع هو الهجوم. وهذا يتطلب أعداداً إضافية من الطائرات المتنوعة لرصد ومهاجمة الإرهابيين على طول الحدود وفي الصحراء وجبال حمرين والمستنقعات وغيرها من الأماكن الوعرة .

ثانياً: المحور المدني:
هنا أيضاً تجري نشاطات كثيرة لعرقلة مسيرة الدولة العراقية وأعتقد أنها كلها مترابطة مع بعضها البعض وليست متناثرة كما تبدو على السطح؛ وهي تمهد أو تدعم الجهد الإرهابي المسلح . أذكر أدناه أهم هذه النشاطات التخريبية :

1- عدم إقرار ميزانية عام 2014 وتوقف ملا يقل عن 4000 مشروع أي تجميد الدولة. هذه أزمة مفتعلة.
2- هناك إحتمال كبير بعدم إقرار ميزانية عام 2015 أيضاً
3- التعمد في تجميد نشاط مجلس النواب
4- الإمعان في أعمال الفساد والتمدد فيه عمودياً وأفقياً.
5- أزمة النفط مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني هي أزمة مفتعلة وجزء من مخطط الإرباك والتشويش.
6- أزمة الكهرباء هي أزمة مفتعلة بإمتياز من قبل الطغمويين المعشعشين في وزارة الكهرباء
7- حتى بعض التوترات العشائرية التي حصلت في البصرة قد تكون فيها اياد خفية لإقلاق الوضع العام

ثالثاً: المحور الديني:
إصدار الفتاوى المتطرفة التي تدعو إلى التمرد والهجوم على الجيش والشرطة وإثارة النزعة الطائفية والقبلية بين أفراد الشعب العراقي. يقف على رأس الداعين بهذا الإتجاه، للأسف، الشيخ عبد الملك السعدي والشيخ رافع الرافعي.

مسؤولية التصدي للمخطط:
يضع كل هذا مسؤوليات مضاعفة على عاتق جميع القوى الحريصة على ديمقراطية العراق وبالأخص أطراف التحالف الوطني وهو التحالف الأكبر حسب إفرازات صناديق الإقتراع. يقتضي هذا تغليب المصلحة الوطنية العليا على جميع الإعتبارات الجانبية والتحلي بروح المسؤولية وتصرف الجميع تصرف رجال دولة شرفاء وناضجين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على "مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي" بمفرداته: "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(2): إعترفت مسؤولة الأمن القومي الأمريكي السيدة (سوزانا رايس) يوم 8/6/2014 بأن بلادها جهزت "المعارضة" السورية بأسلحة فتاكة وغير فتاكة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة