الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالتزكية

حسين رشيد

2014 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بالتزكية
حسين رشيد
في فترة من فترات حكم البعث، كان للتزكية الحزبية دور كبير في العمل والدراسة والتعيين، الامر الذي جعل الكثير من الكفاءات والقدرات الادارية والعلمية خارج استحقاقها الوظيفي لأنها خارج نطاق التزكية او لانها ترفض الفكرة بشكل العام. الامر الذي فسح المجال لأعضاء الحزب وممن قريب عليهم بتسنم مناصب مهمة لايستحقوها ولا يملكون مؤهل تسنمها، لكن للتزكية الحزبية دوار اخر بالامر، وبالطبع ثمن التزكية هنا لايتعدى عزومة او تعين شخصا من اقرباء من جاء بالتزكية الحزبية.
وانتهى زمن النظام السابق والبعث والزيتوني واستبشرانا خيرا، بعهد جديد من غير وساطة ولا ولا محسوبية ولا حزبية ولا رشوة ولا ولا ، لكن الذي يبدو ان حلمنا كان كبيرا جدا، لذا لم يتحقق سوا بعضه القليل جدا. وعادت المحسوبية والحزبية وهذه المرة اكبر واكثر فداحة، لابل جاءت بصديقات معها الطائفية، والقومية، والعرقية، والمذهبية، والمناطقية، لتظهر التزكية بحلة جديدة لتوصل الكثير الى مناصب لا يستحقوها.
في عهد النظام السابق كانت التزكية مقتصرة على موظف بسيط من غير منصب، او من يريد اكمال دراسته بزمالة في الخارج، مع تقديم ضمانات طبعا بالعودة، وبعض الامور الصغيرة الاخرى. في العهد الحالي اختلف الامر كثيرا، وشغل اناس لاشان لهم بما شغلوه،من مناصب كبيرة كمدير عام، وكيل وزارة، مدراء هيهات مستقلة، اعضاء مجالس امناء، ومناصب اخرى كثيرة وكبيرة. والطامة الكبرى ان منهم من لا يحمل شهادة جامعية معترف بها في العراق او نالها من جامعة عراقية، ومنهم من اكمل حوزة دينية وتم معادلتها بالاعدادية، وطبعا بالتزكية، وهو لم يكمل الدراسة الابتدائية، وبقدرة قادر ينال الماجستير، ليعد العدة بعدها للدكتوارة. وهكذا نجد العشرات ان لم يكونوا بالمئات يديرون المؤسسات العراقية بالتزكية، والطامة الكبرى ان بعض هذه المؤسسات مهمة ومؤثرة جدا في واقع الحال العراقي سوا في مجال الامن او الاقتصاد او الاعلام وبقية المفاصل الاخرى .
ومن المفارقات المؤلمة انه بعد حين، وفي حال وصول تلك المؤسسة التي جاء مديرها بالتزكية الى حالة سيئة جدا في الادارة والعمل وتقديم الخدمات، وبعد كثرة الخلافات مع من زكاه وجاء به لهذا المنصب، تبدا المطالبة بإقالته واستبداله بشخص اخر ربما يأتي عن طريق التزكية ايضا او المحسوبية والحزبية. وبالطبع الامر يكون على حساب اصحاب الكفاءة والخبرة .
المفارقة الاخرى الاكثر ايلائم ان طلب استبدال ذاك المدير يرفض كونه عرف تفاصيل اللعبة واحشى جيوب من قبل بتزكيته برزم وشدات من الدولارات، وفي احيان اخرى يتردد صاحب التزكية بنقل الامر للجهة القادرة على استبدال ذاك المدير خوف من الملائمة، ولا يهم حال المؤسسة او من يعمل بها او ما تقدمه للناس ضمن اختصاصها، ومثل هولاء تعج بهم مؤسسات ودوائر الدولة العراقية التي تمنيها ان تكون جديدة لكن للاسف، بالمناسبة اتمنى ان لايفهم احد ان هناك دفاعا عن النظام السابق بل هي مقارنة بسيطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوضوح
علي فهد ياسين ( 2014 / 6 / 9 - 19:18 )
العزيز حسين
الذي يريد ان يفهم ان هناك دفاع عن النظام السابق واحد من اثنين
اما هو في موقعه الوظيفي بالتزكية او يطمح لموقع وظيفي عن طريقها ..

تقبل خالص الود

اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات