الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رحم واحد : نبوءة للفناء .. نبوءة للخلاص..

شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)

2014 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنا ولازلنا نعمل من أجل تحرير السياسة من تأثير الفكر الديني المتطرف ومن تأثير العسكرتارية المسلحة ومن تحويلها إلى فزعة قبلية وعشائرية.. والسبب في كل ذلك هو أننا نفهم السياسة بغير ما يفهمونها هم .. نحن نريد من خلالها بناء دولة قوية عادلة تحقق الحرية للجميع والسلام الاجتماعي والإقليمي والعالمي وتعمل على ازدهار المجتمع اقتصاديا وحضاريا وتوفير كل سبل الحياة الحرة الكريمة للمواطن العراقي .. هكذا باختصار شديد.. في حين أن هذه الشرائح الثلاث المشار إليها أعلاه تفهم السياسة على أنها مطية لها ولأغراضها ولتطلعاتها بغض النظر عن مدى نزاهة وقدسية هذه الأغراض.. فالفكر الديني المتطرف المتسم عادة بالمغالاة يقوم على أساس نفي الآخر وتكفيره واعتباره منحرفا فيحق عليه القول " فدمرناهم تدميرا". والعسكرتارية تفهم السياسة هي الوصول الى السلطة والحفاظ عليها والتمسك بها بكل السبل وأولها سبيل العنف والسلاح والقوة.. والعشائرية في السياسة هي إمعان في تفتيت المجتمع وتشظيته وجره نحو عصور متخلفة وبائدة ونحو قيم ماضية عتيقة. إن كل هذه المدارس تقوم على أساس إيقاف عجلة التاريخ والزمن والحيلولة دون التقدم الحضاري ورفض المدنية والتنكر لكل قيم ومباديء الديمقراطية وإن تلبست ثيابها واستفادت منها بشكل أو بآخر.
ولحد الآن فإننا في إطار طبيعي من الصراع بين قوى التقدم والتطور والمدنية والديمقراطية الحقيقة والسلام والازدهار الاقتصادي من جهة وقوى الظلام والتخلف والمحافظين والديكتاتورية والعنف والإرهاب من جهة أخرى..
لكن العراق وشعبه وهو يناضل ضد هذه الشرائح بالسبل الديمقراطية والسلمية يتعرض اليوم ( والحقيقة منذ بضعة سنين ) إلى دخول ذراع رابع جديد من إخطبوط الخراب والتخريب المتعمد والمقنن والمدروس.. يتمثل هذا الذراع بدخول من يسمون أنفسهم ظلما وبهتانا بــ " رجال الأعمال ". إن تحفظي هنا ووضعهم بين أقواس يأتي فقط احتراما لرجال الأعمال الوطنيين النزيهين والأشراف من العراقيين ومن غير العراقيين. لكنني ألاحظ أن من دس أنفه القذر والكريه مؤخرا في المشهد السياسي العراقي من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بـ " رجال الأعمال " وما هم في الحقيقة إلا " لصوص أموال " لن يحدوهم هنا لا حب الوطن ولا إنقاذ الشعب ولا بناء الدولة القوية العادلة كما يفترض برجال الأعمال الوطنيين. إنما هؤلاء جاءوا للسحت الحرام وللكسب غير المشروع حتى لو كلف هذا إبقاء العراق في دوامة الحروب الطائفية ( لا بل هم الذين سيستفيدون بكل تأكيد من هذه الحرب ) وحتى لو تزايدت سرعة تدهور العراق كدولة ومجتمع في ظلمات الخراب والتخلف والانحدار نحو القرون الوسطى .. وحتى لو أرتهن العراق واقتصاده مئات السنين لقوى أجنبية . لا بل حتى لو تقسم العراق إلى أقاليم وولايات منفصلة عن بعضها .. فالمهم لهؤلاء ,, الفلوس .. وحسب ولا غير.. أنظروا أنهم يؤسسون تكتلات سياسية وعيونهم على الوزارات الاقتصادية والخدمية ذات العلاقة بالمشاريع والمقاولات والتجارة وما إلى ذلك.. هذا الذراع الرابع لإخطبوط الخراب سيستدعي قريبا الذراع الخامس والمتمثل بالمافيات السياسية .. آنذاك ستبدأ إحدى الرحلتين : رحلة فناء العراق .. أو رحلة الثورة العراقية الشعبية الكبرى نحو الخلاص ألأبدي
.. يا أيها الناس هل بلغت ؟؟؟
أللهم هل بلغت.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ


.. مفاوضات التهدئة.. أجواء إيجابية ومخاوف من انعطافة إسرائيل أو




.. يديعوت أحرنوت: إجماع من قادة الأجهزة على فقد إسرائيل ميزتين


.. صحيفة يديعوت أحرنوت: الجيش الإسرائيلي يستدعي مروحيات إلى موق




.. حرب غزة.. ماذا يحدث عند معبر كرم أبو سالم؟