الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة السر - خربتا- ........... وكلكم قيس بن سعد

محمود جابر

2014 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ما يحدث الآن فى مصر وفى المنطقة يعيد بعض من دروس التاريخ، ما يفعله بعض من عرب الخليج او كلهم هو انهم قاموا بتربية وحش مجرم، ولكنهم ادركوا – ربما بعد فوات الآوان – أن هذا الوحش تم الاستيلاء عليه من قبل آخرين، وهؤلاء الاخرين سوف يدفعونه فى اتجاههم، واثناء هذا وجدوا هؤلاء ان هذا الوحش تكسرت قدمياه فى مصر، فهب هؤلاء فى دعم مصر نكاية فى الاخرين ونكاية فى هذا الوحش الذى يريدون ان يتخلصوا منه.
وأيضا هو اعتراف منهم ان لمصر فضلا عليهم ولما لا الم يكن هؤلاء يعيشون فى حالة من الفقر منذ اربعين عاما حتى اندلعت حرب اكتوبر/ تشرين، فقفز النفط الى عشرة اضعاف ثمنه وهو ما جعلهم فى هذه البحبوحةن فدماء المصريين تحولت الى اموال يحصدها هؤلاء ... إذا الدرس يقول ان مصر القوية تساوى تضاعف سلع الخليج ...
وفى المقابل ظل الجار الذى على الجانب الاخر من الخليج فى حالة عداء مع جيرانه الغربيين – غرب الخليج – رأى انهم هم من سمنوا وحش الارهاب الدينى، ولكنهم صنعوا مثلما صنع قيس بن سعد فى زمن امير المؤمنين، قاموا بتأمين هذا الوحش الارهابى، وقدموا له الامان والدعم، بل وقاموا برعاية احد الدول التى ترعى هذا الارهاب منذ اكثر من خمسة قرون ....
وفى النهاية يجب أن نعيد قراءة درس هذا الوحش الارهابى الاموى والذى صنع بؤرة ارهابية كما صنع فى سيناء وفى رابعة فى النهضة وكانت هذه البؤرة تسمى ( خربتا).....

***

من المعلوم أنه بعد تولى الامام على بن ابى طالب بعد مقتل عثمان، اراد ان ينتصر للانصار الذين ظلموا كثيرا، فولى قيس بن سعد بن عبادة ولاية مصر .
ذهب قيس الى مصر فبايعه أهلها ، ما عدا بقايا النظام الذين كانوا في قرية « خربتا» ، وكان يرأسهم شخصان من أخبث الناس وأسفكهم للدماء: معاوية بن حديج السكوني ، وبسر بن أبي أرطاة ، وكان محمد بن أبي حذيفة (رض) حبسهما في بيتيهما ، ومنعهما من الخروج ، حتى لايفسدا مصر فأطلقهما قيس ، فاتخذا قرية خَرَبْتَا قاعدة لهما !
وقرية خربتا ..... هى من اعمال محافظة البحيرة الحالية .... التابعة لمركز كوم حمادة
وقد اشترطا على قيس للبيعة أن يعلن علي(ع) الطلب بدم عثمان ، أي يقاتل الجيش الذي حاصر عثمان ، ومن ساعدهم من البصريين والكوفيين ، ومن حماهم من قبائل العرب وأهل الأمصار!
ومعناه أن يتصرف كأنه رئيس قبيلة بني أمية ، ويكون برنامج حكومته فتح الحرب على العرب ثأراً لعثمان !
وعندما رفض قيس بن سعد شروط أهل خربتا ، طلبوا منه أن يعفيهم من البيعة ، فأجابهم ، وصالحهم على ذلك .
وتصور قيس أنه حقق بذلك نصراً وكف عنه عدواً ، بينما كان عمله اعترافاً بوجود الخط الأموي في مصر، فقواهم بذلك وحولوا القرية الى معسكر يجمعون فيه الجنود ، لينقضُّوا على مصر في أول فرصة !
ولهذا فرح معاوية ، واعتبر أنه حقق أكبر نصر على قيس !
قال الطبري:3/553: « كان معاوية يحدث رجالاً من ذوي الرأي من قريش يقول: ما ابتدعت مكايدة قط كانت أعجب عندي من مكايدة كدت بها قيساً من قبل علي وهو بالعراق حين امتنع مني قيس . قلت لأهل الشام: لاتسبوا قيس بن سعد ، ولا تدعوا إلى غزوه ، فإنه لنا شيعة يأتينا كيس نصيحته سراً ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا ، يُجرى عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، ويؤمِّن سِرْبهم ، ويحسن إلى كل راكب قدم عليه منكم ، لايستنكرونه في شئ !
وهكذا تبنى قيس بسذاجته الأنصارية ، رعاية قاعدة عسكرية موالية لمعاوية يتجمع فيها المعادون له ولعلي (ع) في مصر ، وقاعدة دعاية أموية .
وقد حاول أمير المؤمنين (ع) أن يفهِّم قيساً خطورة ما أقدم عليه ، لكن بساطة قيس وعدم وعيه لعصمة الإمام (ع) ، منعاه من فهم الأمر ، فأصرَّ على موقفه ، بل خَطَّأ أمير المؤمنين (ع(.
واستغل معاوية الوضع وأخذ يرسل الى قاعدته أموالاً وقادة ومبلغين ليكسبوا له مؤيدين مصريين ، حتى صاروا مئاتٍ وآلافاً!
وكان أسوأ من أرسلهم معاوية: مسلمة بن مخلدة الأنصاري ، وهو ثاني اثنين من الأنصار كانا مع معاوية ، ولم يكن معه غيرهما .
ومسلمة هذا وزميله النعمان بن بشير ، من صبيان الأنصار من عوائل عادية جداً ، وُلدا بعد هجرة النبي (ص) ، وكانا من خدم عثمان ومروان ، وتربيا على حب بني أمية وبغض علي (ع) والعترة النبوية !
ولما وصل مسلمة الى مصر أعلن شعار الطلب بدم عثمان ، فغضب قيس ، فطمأنه مسلمة بأنك ما دمت أنت والياً ، فلا أثور عليك !
ففرح قيس بحيلة مسلمة ، ورفض تطبيق أمر علي (ع) أن يجتث بؤرة الفساد ، بل ذهب قيس بعيداً فقال: إن سلطاناً لايتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء ، والله ما أحب أن لي سلطان الشام مع سلطان مصروإني قتلت ابن مخلد ! كل ذلك لأن ابن مخلد أنصاري نسباً !
لكن ندم قيس كان بعد فوات الأوان ، وبعد أن رعا تكوين سرطان الأمويين في مصر، فثاروا على خلفه محمد بن أبي بكر ، وقتلوا سلفه محمد بن أبي حذيفة ، ثم قتلوا مالك الأشتر ، الذي سارع لنجدة مصر قبل أن يذبحها الأمويون !
ثم تسلط عمرو العاص والأمويون مجدداً على مصر ، وجعلوها مفتوحة عُنوة ، يحق لهم تملك أهلها وأرضها ، فكان شعار ولاتهم كما في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة :1/231: (إحلب الدرَّ حتى ينقطع، واحلب الدم حتى ينصرم!

**
ما يفعله الاخوة الكارهين لمصر والداعمين للإخوان هو نفس الدور الذى قام به قيس بن سعد .... لكن ربما كان سعد أحمقا فهل ياترى من يدعم الاخوان ويكيد لمصر جيش وشعبا احمق أم متآمر ؟!
وسوف يدفع قيس بن سعد الثمن مجددا .......... والايام بيننا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع