الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب الشعبية - قواعد الإرتكاز الثورية - على جدار الثورة السورية - رقم 84 .
جريس الهامس
2014 / 6 / 10مواضيع وابحاث سياسية
الحرب الشعبية – قواعد الإرتكاز الثورية ,, على جدار الثورة السورية – رقم 84 ..
على ضوءتجارب ثورتي فييتنام والصين وغيرها -2 –
الشروط الضرورية لتأسيس القواعد الثورية في الأرياف السورية لطرد قوات نظام القتلة واللصوص الأسدي المحتلة لحماية الكرسي وتدمير بلاد نا ونهب خيراتها وإذلال شعبنا وتشريدنا ...
رأينا في القسم الأول بناء قوات الثورة والأنصار من الطلقة الأولى والمجابهة المسلحة الأولى لحرب الغوار أوحرب العصابات لتوطيد انتزاع النصر بالكفاح المسلح الذي إختاره النظام منذ اليوم الأول لإنتفاضة شعبنا السلمية – النظام الفاشي غاصب السلطة بالدبابة والمدفع وجيش المخابرات والقمع والإرهاب الطائفي هو الذي إختار المجابهة المسلحة منذ اليوم الأول لإنتفاضة شعبنا السلمية وشعاراتها الوطنية الديمقراطية العادلة . الشعوب لاتختار الحروب وسفك الدماء إذا تحققت مطالبها المشروعة بالطرق السلمية ...ألمستعمرون وأرباب المال وسلطة الإستبداد هم صنّاع الحروب دوماً ..للإحتفاظ بطغيانهم ونهبهم للبلاد والعباد ....
واليوم ننتقل لتوفير الشروط الحيوية الرئيسية لتأسيس القواعد الثورية لحرب الأنصار والثورة في مجابهة عدو يملك أحدث الأسلحة مدعوم من دول الإستلاط الإستعماري والطائفي و الصهيوني الدولي ..وتحقيق الإنتصار عليه وعلى جيوش المرتزقة التي جاءت لنصرته على الباطل من كل حدب وصوب .....
في بحث القضايا الإستراتيجية لتأسيس القواعد الثورية أثناء مرخلة مقاومة الغزو الياباني للصين قال ماوتسي تونغ مايلي : ( إن قواعد حرب الأنصار الشعبية هي قواعد إستراتيجية تعتمد على وجودها فرق الثوّار لإنجاز مهماتها الإستراتيجية في ضرب قوات العدو وتمزيق صفوفها , وبلوغ أهدافها مع الحفاظ على قوتها الضاربة وزيادتها وإبادة قوات العدو وطردها ... وبدون هذه القواعد الصامدة والثابتة ) أو المتحركة في مناطق السهول والمستنقعات ( الأهوار ) --- مثل قواعد الثورة الصامدة أو المتحركة ( في سهول حوران والمرج وغوطة دمشق وسهول حمص والرستن وريف حماة ,وغيرها -)-- بدونها لانستطيع أن نعتمد على أي شيء لإنجاز جميع مهماتنا الإستراتيجية ,, وبلوغ أهداف ثورتنا ..)
وفي سبيل حماية هذه القواعد وتوسيعها وجعلها حصوناً قوية للثورة يجب قبل كل شيء إنشاء فصائل مسلحة لمقاومة العدو الداخلي الغادر والمتسلل لحواشي الثورة المختلفة ( الذي نسميه اليوم الثورة المضادة ) إلى جانب الفصائل المسلحة لقيادة الثورة ومقاومة العدو الرئيسي الداخلي والخارجي ,,,والدخلاء المستعمرين الذين يدعمونه ويقاتلون شعبنا معه.. ولولا وجودهم لسقط العدو الأسدي منذ عام الثورة الأول رغم بدائيتها وعفويتها ...
وعلى قيادة حرب الأنصار بذل الجهود المضنية لبناء هذه الفصائل المجربة وتطويرها وتحويلها فيما بعدإلى جيش نظامي للدولة الجديدة المتحررة والديمقراطية .. لذلك حددت قيادة ماو وبعده قيادة هوتشي منه وجياب في فييتنام :: إن بناء قواعد الإرتكاز الثورية هي قبل كل شيء مسألة بناء قوات الثورة المسلحة وإتحادها مع الجماهير الشعبية وعلى ضوء تحديد شروط بناء هذه القواعد في ثورتي الصين وفييتنام نستطيع تحديد ثلاثة شروط يمكن تطبيقها منطقياً بالقياس على ثورتنا السورية مع الأخذ بالإعتبار الفوارق الكبيرة في الزمان والموقع الجيوبوليتيك والمناخ الدولي – مع القواسم المشتركة والتشابه في الخط العام ...
والشروط الثلاثةالضرورية للإنتصار :
1- إنشاء قواعد مسلحة معادية للمحتلين الأجانب --- في سورية اليوم بناء قواعد مسلحة ضد المحتلين الإيرانيين بكل جيوشهم وشراذمهم وضد جميع الدخلاء باسم الطائفية والدين الخليجيين وغيرهم الذين إنتهكوا حرمة أرضنا وسيادتنا ,, لإنقاذ القاتل وعصابته من السقوط ...
2- هدف القواعد الثورية في جميع المناطق توحيد المقاتلين السوريين وتوحيد الجيش الحر وتطهيره من العناصر المندسة دون رحمة أو مسايرة لأحد ..
3- تعبئة الجماهير الشعبية صاحبة المصلحة المباشرة والشخصية والأخلاقية والوطنية في إنتصار الثورة وتحرير البلاد من الإستبداد والإستغلال والطائفية والتخلف وسائر الأمراض المستشرية منذ أكثر من نصف قرن ..تحت الحكم البوليسي الشمولي ...وفي سبيل بلوغ ذلك ثلاثة شروط أخرى ::
1 -- الشرط الأول : لابد من الفرز الوطني والطبقي لتحديد من هم أصدقاء الثورة ومن هم أعداؤها ؟؟؟ وهي أول خطوة كان يجب القيام بها....
بالنسبة لثورتنا السورية وهو المطلوب في هذه المرحلة المفصلية . أصدقاء الثورة ونواة تكوين قواعدها الثورية من العمال والفلاحين الفقراء السوريين , والمثقفين الثوريين وأبناء البورجوازية الوطنية المتوسطة في سورية التي ضربت مصالحها بالتأميم المزيف وحكم العسكر والقمع الذي وطد رأسمالية الدولة وشبكات لصوصيتها في مختلف العهود الشمولية التي سيطرت فيها البورجوازية الوضيعة والطائفية العنصرية والكومبرادور اللصوصي المرتبط بالنظام الإستهلاكي العالمي الذي تقوده أمريكا بدولارها المزيف المدمر للبشرية جمعاء ....
وعلى قادة الثورة الأوفياء بذل جهودهم منذ الخطوة الأولى لبناء الفصائل المسلحة من أصدقاء الثورة المخلصين ويطوروها إلى قواعد أكبر تكسب تأييد الجماهير المضطهدة والمستعبدة منذ عقود طويلة في المملكة الأسدية العنصرية والصهيونية ... وبهذا تتطور القواعد الثورية وتزداد وعياً وثقة بالنفس لإنتزاع النصر على نطاق الوطن كله ..وبدون القوة المسلحة الوطنية التي تتطور باستمرار إلى الجيش الشعبي والوطني لخدمة الوطن وإستقلاله الوطني وتحريره من الإستبداد والإحتلال المزمن ..بدون ذلك لايمكن تحقيق أي شيء للشعب والمستقبل ..ويبقى التشدق بالثورة مجرد ألهية وكلام في كلام ,, وبدون أن يملك الشعب البنادق والإسهام المنظم في الثورة بقيادة موحدة ومجربة ومنتخبة من الثوار أنفسهم ومن صفوفهم لن يتحقق شيء.... ويبقى التشدق بالثورة والنصر مجرد كلام في كلام ..وبدون أن نتقن الثورة ونملك السلاح أو ننتزعه من العدو لن يكون شيئاً للشعب ولن نستطيع طرد العدو ومحاصرته في أوكاره المحصنة وتحريرها – كما سقطت قلعة ( ديان بيان فو ) المحصنة بمئات الفوهات وعدة طبقات واّلاف الجنود وخيرة جنرالات الجيش الفرنسي وأسلحته الحديثة في فييتنام ...
وهنا تتوضح العلاقة العلاقة الوطيدة بين تأسيس القواعد الثورية الحصينة أو المتحركة والحرب الستراتيجية والكفاخ المسلح ..فالكفاح المسلح ركن وأساس صلب لبناء القواعد الثورية , والقواعد سند قوي للجيش والقوات المسلحة الثورية , والعلاقة بينهما تشبه العلاقة بين الدولة الديمقراطية الجديدة والجيش الشعبي ..
وبإختصار يجب أن نملك القوة المسلحة قبل تأسيس القواعد الثورية ...
2- الشرط الثاني :: يجب على قوى الثورة المسلحة سحق العدو بالتنسيق مع الجماهير الشعبية ,, وتحويل قواعد إرتكازه ومناطق تمركزه إلى قواعد لحرب الغوار أو حرب الأنصار ...لهذا قاد الرفيق ماو مع تشوئن لاي في خريف 1927 الجيش الشعبي وتبعه القائد تشوته قائد الجيش الرابع من الجنوب إلى الشمال في المسيرة الكبرى الفريدة في التاريخ بطول عشرة اّلاف كيلومتر ونيف إلى جبال تشين كان شانغ – إلى منطقة (تسبين )المحاطة بجبال عالية وعرة المسالك بعد القضاء على الطغاة المحليين فيها .. شبيحة العدو وعملائه وطبقة الإقطاع واللصوص المرتبطة به ليبنوا فيها أول قاعدة ثورية في الصين .كما بنوامدارس ومراكزتدريب هامة فيها ..
وبدون النضال المسلح وبناء قواعدنا الثورية في الأرياف ,, يبقى عملنا بين الفلاحين دون جدوى --- لذلك في الصين وفييتنام إرتبط الإصلاح الزراعي عضوياً ببناء القواعد الثورية وجيش التحرير الشعبي ووضع برنامج عمل زراعي ثوري ودراسة حياة الجماهير وشروط استقطابها للثورة ...
...أما عندنا فيجب تحويل مزارع وأملاك العصابة الحاكمة في الريف إلى ملكية عامة للشعب والفلاحين الفقراء والثورة وجيشها الحر بإدارات نزيهة ومجربة ونظيفة اليد تحت طائلة المحاسبة ..
ويجب إخضاع كل شيء للدراسة الجماعية المفيدة لتلافي الأخطاء وتصحيحها دوماً بجرأة الثوري ...فبناء القواعد الثورية في شمال فييتنام أو شمال الصين لم يتوقف على توفر الشروط الجغرافية الملائمة وحسب , بل دراسة حياة الجماهير والتقسيم الطبقي في المنطقة والوضع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي فيها ..وكذلك دراسة وضع قوات العدو وطرق إمدادها إليها ....وإختيار نقاط الضعف لدى قوات العدو وإمكانية توسيعها لسحقه دون هوادة ...
وقواعد الإرتكاز لحرب الأنصار ثلاثة كما رأينا :
- في الجبال – في السهول --- وفي شبكات الأنهر والبحيرات والمصبات ...ويمكن أن تضاف البادية السورية كواقع موضوعي إلى قواعد الإرتكاز الثورية ..ومن الطبيعي أن تشكل قواعد الجبال أفضل القواعد الحصينة التي يسهل الدفاع عنها ..وتطويرها وتوسيع عملياتها إلى السهول ...
- وهذا لايعني إستحالة بناء قواعد الإرتكاز في السهول , وتطويرها ... غير أن قواعد السهول يجب أن تتمتع بسرعة الحركة والتنقل—وقديماً كانت تفضل فرق الخيالة الغير ثابتة نسبياً. فيها .
ومن الممكن إنشاء مراكز لفرق صغيرة أو قواعد موسمية , وهناك مئات الأمثلة الثورية لبناء قواعد الإرتكاز في السهول مثل سهول حوران وحمص والجزيرة السورية وغيرها – كما بنيت قواعد الثورة الفييتنامية في سهول الجنوب ودلتات الأنهرحتى سقوط سايغون ..أو في سهول منطقة – ويي – أثناء الثورة الصينية ... والمهم في هذه الحالة وجود مدى كاف يتيح لفرق الأنصار أن تناور وتتجنب حملات التطويق والإبادة ...
4- الشرط الثالث : تعبئة الجماهير
=======
تحدثنا كثيراً عن دور الجماهير في دعم الثورة وحمايتها ورفدها باستمرار بمقاتلين جدد ودم جديد.. لذا في رأيي يجب بناء نقاط الإرتكاز الثورية في المناطق المؤيد ة للثورة والتي يمكن بناء التنظيمات الإجتماعية والطبية والسياسية والإعلامية .وسائر منظمات المجتمع المدني لدعم الثورة فيها , وتنظيم حياة الناس وصمودهم في المنطقة وقيادة نضالاتهم الطبقية والسياسية ...وتطوير ثورية الجماهيرووعيها وثقافتها وقياداتها وتمتين وحدتها القتالية وتطويرها بإستمرار تحت قيادة واحدة مجربة ومنتخبة ..
وبمقدار مايكون الثواررفاقنا قدوة واعية ومتحررة من الأمراض الطائفية والجهل .. وقدوة في التضحية والنضال والأخلاق الثورية السامية والتضحية في سبيل الاّخرين ونكران الذات والوعي الوطني والطبقي .بمقدار ما تنضوي الجماهير الثورية تحت قيادتهم ..وعلى ثوارنا في فصائل الثورة أو الجيش الحرفي كل مكان خدمة الجماهيرالبائسة والوطنية ومشاركتها في الأفراح والأتراح ونبذ الطائفية والعشائرية التي زرعها نظام الإستبداد الهمجي المزمن ,, والصهيونية ومشتقاتها في صفوفنا منذ عقود طويلة ..كما يجب مساعدة الطبقات الفقيرة لحل قضاياها المعيشية ... لنا من أخلاق وسلوك ثوار فييتنام والصين وأمريكا اللاتينية بل ثوار ظفار في اليمن الجنوبي أو ثوار الجزائر في ستينات القرن الماضي خير الدروس في هذا المجال ...
هذه هي الشروط الأساسية لبناء وحماية القواعد الثورية في الأرياف ..
...................
الثورة تربي أجيالا من الثوار والقادة المخلصين المرتبطين بسرة الوطن والشعب نتيجة قناعة وجدانية لا تتزعزع وبمقدار نمو الوعي السياسي والروح الكفاحية لدى العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين , والشباب والنساء والأطفال وصغار الحرفيين والمهن الحرة الذين يمكن توحيدهم في منظمات ثورية ضد الغزاة الإيرانيين والروس والنفطيين والطائفيين وكل الإرهابيين الذين يقاتلوا إلى جانب القتلة ,, وعملاء الدول الكبرى وتطويرها لحماية الثورة والشعب وتصفية جميع الخونة المتسترين أو المكشوفين بمساعدة الجماهير والإعتماد عليها ....
وإذا درسنا هذه الشروط التي صاغتهاتجربة الثورتين الصينية والفييتنامية التي مرّت في ظروف مشابهة حيناً ومختلفة أحيانا .. وبشكل رئيسي توفر القيادة السياسية ,والعسكرية الموحدة ..والبرنامج العملي هناك وافتقار الكثير من هذه الأسس في ثورتنا .. فهذا يحتم علينا وعلى ثوارنا التطبيق وفق الواقع الموضوعي لثورتنا والظروف النوعية للثورة العربية ...
ولا يمكن نقل قوانين الحرب بصورة ميكانيكية من بلد لاّخر لأن لكل بلد خصائصه وواقعه الملموس وإن إلتقت في الخطوط العامة .. وهذا ماحذّر منه الرئيس ماو بقوله : ( إن تطبيق قواعد الحرب الأهلية في الإتحاد السوفياتي دون تعديلها حسب الواقع الصيني أو الفييتنامي يؤول مرة أخرى إلى " بري القدم لإدخالها في حذاء الاّخرين " الأمر الذي يقودنا إلى السقوط والهزيمة مرة أخرى .. )
كما قال أيضاً :: ( تختلف فوانين الحرب وفقاً لظروفها الخاصة وزمانها ومكانها وأهميتها الجيو بوليتيكية .. وتتطور قوانين الحروب وخصائصها من مرحلة لأخرى , وينبغي تجنب النقل الميكانيكي لهذه القوانين .. )
علينا أن نتعلم الحرب من الحرب والسباحة من السباحة ..ونطوّر حربنا مع العدو وفق الواقع الموضوعي لشعبنا وبلدنا .. مع الإفادة من تجارب وخبرات ثورات شعوب العالم المنتصرة .. وبهذا نكون قد دمجنا حقيقة النظرية العلمية وتجارب الثورتين الصينية والفييتناميية العظيمتين مع الثورة السورية الرائدة لتحقيق هدفنا الإستراتيجي – إسقاط نظام القتلة واللصوص والعملاء الأسدي ...وبناء الديمقراطية السورية الجديدة .
وفي الختام فإن تاكتيك حرب الغوار – الأنصار-- يجب أن يكون دوماً وفق المبادئ التالية :: إذاتقدم العدو نتراجع وإذا توقف نزعجه ,, وإذا تعب نفاجئه بضرباتنا المتلاحقة ..وإذا تراجع نطارده .. ثم نلجأ إلى تاكتيك التقدم على دفعات لبناء القواعد الثورية ,,, وعندما يلاحقنا عدو أقوى منا نعتمد تاكتيك الدوران والعودة حتى ننهكه ...يتبع --- 9/ 6 - لاهاي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر