الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويستمر مسلسل الانحدار!

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2014 / 6 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما كان "الرجل المريض" (الدولة العثمانية) يعاني من سكرات الموت، عمد وزيرا خارجية أقوى إمبراطوريتين في تلك الحقبة ـ مارك سايكس وفرانسوا بيكو ـ إلى تقطيع أوصال بلاد الشام، وتقسيمها إلى دول، ووضع حدود رسمية لها. ثم عملا على استنباط واختلاق خصوصيات لكلٍ من الدول المستحدثة، بما يجعل من المستحيل إعادة لملمتها.
يجب الاعتراف بأنهما نجحا إلى حد بعيد، لأن سكان هذه المنطقة كانوا يلعبون دور الـ"مفعول به" الأبله.
وبعد فترة ـ ليست بطويلة ـ وجد النيام في بلهنية أنفسَهم أمام حقائق راسخة على الأرض، حيث أصبح اللبناني يشعر بتميزه عن بقية الشوام، وكذا فعل الأردني والسوري والفلسطيني وسكان الجزء العراقي من بلاد الشام.
ومنذ انتصار ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" سنة 1979، باشر الإيرانيون بدراسة الخريطة الجيو ـ سياسية للمنطقة، بهدف استعادة إمبراطوريتهم المفقودة. ولقد أجج طموحهم هذا ـ نجاح العملية الجيو سياسية التي أجراها البريطانيون والفرنسيون، وكذلك استمرار العرب في سلبيتهم وبلاهتهم. ولتحقيق هدفهم هذا، عزف الإيرانيون بحنكة ودهاء على الوتر الديني.
وهنا أيضا يجب الاعتراف بأن الإيرانيين حققوا نجاحات باهرة. حيث تمكنوا من زرع عملاء لهم في كل بلدان المنطقة، ومن التغلغل في كل مفاصل الحياة في العراق وسوريا ولبنان.
وعندما اندلعت الثورة السورية المجيدة، وجدت إيران أن المكاسب التي حققتها على مدى أكثر من أربعة عقود مهددة بالضياع. لهذا كان عليها أن تنبذ الحذر، وأن تبدأ بـ"اللعب على المكشوف"، فأوعزت للمالكي بتناسي كل الجرائم التي ارتكبتها العصابة العائلية الطائفية "السورية" في العراق، وأوعزت لحسن نصر الله بالتحرك والتدخل العلني والسريع، وجندت كل أصحاب العقول المتخلفة، وكل مؤمن بالخرافات، للحيلولة دون سقوط الحلم الفارسي.
إن إيران اليوم في سباق مع الزمن، فهي تسعى جاهدة لخلق واقع ديموغرافي جديد في سورية. حيث تشير معلومات من مصادر مختلفة، إلى أنها تتبع نفس الخطوات التي اتخذها ويتخذها الصهاينة في فلسطين؛ من تشريد السكان الأصليين وإحلال آخرين مكانهم، وشراء المساكن والعقارات بطريقة شبه قانونية أو مزورة كليا، هذا بالإضافة إلى حملات التشييع المسعورة والمأجورة.
وبما أننا أمام هذا الواقع الخطير جدا، ينبغي على كل سوري حريص على وحدة سورية أرضا وشعبا، أن يعي أبعاد المخطط الفارسي الجهنمي المسكوت عنه من قبل كافة القوى المؤثرة في العالم، ويساهم من موقعه، وبما يستطيع، في إفشال هذا المخطط، دون التعويل على القادة العرب المشغولين في الحفاظ على عروشهم، ودون تعليق آمال كبيرة على الضمير الإنساني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟


.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب




.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم