الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل باتت حكومة المحاصصة , قدر العراقيين ؟ !!

عادل كنيهر حافظ

2014 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



يطالب جل الطيف السياسي العراقي , بل وينضر البعض ,لحكومة الشراكة الوطنية !! والتي هي تعبير محور لحكومة المحاصصة الطائفية , في الحال الذي جرب الشعب العراقي , حكومتين من هذا النوع , وتجرع مرارة العيش في ضلهما , و لكن يقول السيد جواد الجبوري الناطق الرسمي باسم كتلة الأحرار , في برنامج ما وراء الخبر , الذي بثته قناة الفيحاء يوم 9حزيران : أن حكومة الأغلبية هي بعيدة المنال في الظرف الراهن , وان حكومة الشراكة هي الأكثر تناسباً , مع ماهية الديمقراطية العراقية وطبيعة الثقافة .... , وهنا يلقى بالوم على نقص الثقافة الديمقراطية وضعف وعي المواطن العراقي , بإمكانية استيعاب حكومة من أغلبية تحكم وأقلية تراقب وترشد الحكم .
وهذا الرأي يؤيده رؤساء وقيادات الكتل السياسية الكبيرة , لذلك لا بد من العودة لحكومة شراكة ثالثة !!, وهكذا نجدنا من جديد أمام شركة مساهمة وليست حكومة , الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه , لمفاوضات شاقة ومعذبة للمواطن العراقي المدمي , وربما تطول لأشهر لكي تولد الحكومة الجديد وفي بلد يتألم من تفاقم الأزمات والقتل المجاني الذي أمسى مألوفاً , وليست استثناءً في المألوف . وأوباش داعش تقضم أجزاء من الموصل ومدن أخرى , بالرغم من أن السياسة الوطنية التي تعتمد الإمكانيات الملموسة , تبحث في السبل والقوى البشرية والمادية والقوانين وكل ما من شأنه بناء دولة قوية عادلة , تحقق ألرفاه الاقتصادي والثقافي لمواطنيها .
ولكن السؤال يبقى معقولاً , لماذا تحبذ الكتل السياسية الكبيرة في العراق تشكيل حكومة الشراكة ؟ !! وهي تعرف تماماً ما خلفته حكومات الشراكة , من ويلات ودمار للشعب العراقي , والجواب يتأتى واضحاً جلياً لمن تفحص بدوافع السلوك السياسي السابق لتلك القوى , ويمكن القول أن هناك من بين أسباب أخرى , ثلاثة هي أكثر تحفيزاً, في دفع الكتل السياسية إلى الإصرار, على تشكيل حكومة شراكة : أولاً- لأنها لا تنطلق بفعلها السياسي من مصلحة الوطن في المقام الأول , وإنما تفكر في مقدار ما يحققه جهدها السياسي والإعلامي والنظري من مغانم , تعود لمنافعها الخاصة , وملي الجيوب , قبل الاهتمام وإمعان الفكر بأي مشروع له مردود إيجابي للشعب والوطن ,
ثانياً- هي لا تعتبر أن المساهمة في مراقبة عمل السلطة التنفيذية من خلال البرلمان , أو المشاركة في إنضاج مقترحات القوانين التي تقدمها الحكومة , أو ترشيد وتنضيج مشاريع القوانين , واقتراح ما هو مفيد من المشاريع وطرحها على البرلمان ...لا تعتبره الوجه الآخر للحكم , كما يسمونه في الغرب , ولا يدور في خلدها , أن المعارضة هي ضل الحكم , ومشاركتها هو عنصر مكمل لجهد السلطة التنفيذية ,في قيادة البلاد , وإنما تفهم المشاركة فقط في تقاسم وزارات الدولة , لغرض توظيف أعضائها والاستيلاء على أموال الشعب المخصصة لتلك الوزارات .
ثالثاً-عدم الثقة بين الكتل السياسية بنوايا بعضها البعض , حيث يعتقد من يكون في الصف المعارض , انه مستهدف بالانتهاك والاضطهاد والتصفية ... لأنه لا يفهم أن ألمعارضة البرلمانية , هي جزء مكمل ومحفز لعمل الحكومة , ولا يفقه بشيء اسمه العارضة الإيجابية .
وبالمقال لا يعي من في السلطة التنفيذية , أن من واجب ومهمة الأقلية البرلمانية , نقد وتقويم وتقديم مقترحات , لتعزيز وتطوير عمل الحكومة ومؤسساتها , وإنما ينظر للأقلية البرلمانية على إنها تنتقد , لغرض النقد والتشهير في السلطة التنفيذية , بغية إضعافها وبالتالي إسقاطها ... .
عموم الحال الذي لا يرتجى منه ,غير ولادة عسيرة لحكومة المحاصصة الكسيحة , التي أمست وكأنما هي قدر العراق المنكوب منها ومن قادتها , والمفجع في الأمر أن هكذا شكل من الحكم , سيؤدي حتماً إلى ضياع ثروة البلاد وتفتيت وحدة الشعب العراقي , وقتل روح المواطنة وبالتالي ضياع الوطن , إذا لم يهب أبنائه , كما هب أبناء مصر , وانتزعوا مصيرهم من براثن , الجهل والبدائية من الحكومة الفي تقودها قوى الماضي المؤسف .

عادل كنيهر حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة