الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يصبح لداعش دولتها الممتدة من الموصل إلى أطراف حلب؟

لؤي حاج بكري

2014 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر دولة العراق والشام (داعش) تنظيما جهاديا اسلاميا ، يضم في صفوفه العديد من المجاهدين القادمين من مختلف المناطق التي تنشط فيها أفكار تنظيم القاعدة ، القائمة على مفهوم الامارات الاسلامية البعيدة عن كل مفاهيم الديمقراطية، من افغانستان والباكستان والشيشان كما من اليمن وتونس وليبيا، وإذا كانت هذا التنظيم قد إنتشر في المناطق السنيّة من العراق مع سقوط نظام صدام حسين بدعوى منع إقامة دولة شيعية، فإن الكثير من الوقائع تشير إلى ارتباط الكثير من قياداته بأجهزة أمنية مختلفة، كما في الحالة التي يعرفها أهالي حلب عن شخصية أبو القعقاع الذي عمل مع الأمن السوري لتجنيد الشباب في هذه الدولة وإرسالهم إلى العراق.
مع انطلاقة الثورة السورية ولجوء النظام للرّد العنيف على التظاهرات السلمية بالقتل والاعتقال والتعذيب ، تشكلت العديد من التشكيلات المسلحة تحت عناوين مختلفة للمعارضة الاسلامية ، كما استطاع التنظيم القاعدي في بلاد الشام والمعروف بجبهة النصرة من الانتشار والتوسع بين الاوساط الأكثر تدينا ، فيما لم يعرف أي وجود لداعش ، مع تفاقم حدة العنف والتزايد الكبير في عمليات القتل والتدمير تعالت الدعوات القاعدية من مختلف المناطق الاسلامية لنصرة الشعب المسلم الذي يذبح في سورية على يد النصيريين ( علويي سورية )والروافضة ( شيعة لبنان والعراق وايران)، وهكذا عرفت داعش وجودها كتنظيم على الاراضي السورية وبواسطة المجاهدين غير السوريين بصورة اساسية.
تشكل مسألة السيطرة المستمرة لداعش على مدينة الرقة منذ أكثر من سنة نقطة استفهام أساسية لدى جميع معارضي النظام السوري ، في حين تتعرض معظم التشكيلات المعارضة المسلحة لهجمات مستمرة من قوات النظام وفي مختلف المناطق ، فمدينة الرقة التي سقطت بيد المعارضة المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام ، تحولت بثلاثة أيام إلى وقوعها تحت السيطرة الكاملة لداعش ، وبقيت بعيدة عن تفكير النظام بعملية التطهير التي يطلقها في كل المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة ، وإن كان يركّز فيها على بعض المناطق بشكل استراتيجي كما في حمص والقلمون، كذلك فإن ما جرى في مناطق مختلفة من حلب وادلب وفي المناطق الكردية من اقتتال بين داعش وكل التشكيلات المسلحة ، يثير العديد من التساؤلات حول هذا الدور المناط بذلك التنظيم القاعدي ، وكذلك حول دوره في قتل واعتقال العديد من المعارضين السوريين.
في هذه الأيام وبالإشارة إلى المعارك التي تخوضها داعش في دير الزور، ومع مختلف التنظيمات المسلحة المنتشرة شرق سوريا للسيطرة على المواقع الممتدة من الباب ومنبج في ريف حلب وحتى حدود العراق، وفي ظل محاصرة قوات النظام لهذه المناطق، يمكن تلمس سعي كلاً من النظام وداعش وإن بصورة غير مشتركة للتضييق على كل المناطق التي تقع تحت سيطرة غيرهما، فيما يأتي الإعلان الأخير عن انسحاب مفاجىء لما يقال عن 60000 مقاتل من الجيش العراقي من الموصل وتسليمها لداعش مع كل الاسلحة ، ليشكل على ما يبدو مؤشراً قوياً نحو إقامة داعش لدولة اسلامية سنّية ؛ على الرغم من طبيعة هذا التنظيم من حيث ضعف قوته العددية التي قد لا تتجاوز بضعة آلاف وضعف قاعدته الاجتماعية، استنادا لكل الأحاديث حول علاقاته الخفية بإيران وبعملائها في العراق وسوريا، كما حدث في الموصل والرقة، وكما يقال في عمليات بيع النفط السوري من قبل داعش للنظام ، فهل يمكن القول بأن الفشل الذريع للنظام السوري في إخماد الثورة السورية في السنوات الثلاث الفائتة وتكبده خسارات جسيمة، على الرغم من كل الدعم الذي يتلقاه من حركات الاسلام الشيعي ( من حزب الله اللبناني المعروف بحالش وبغيره من الحوالش العراقية والايرانية)، قد يدفع بنظام المرشد الايراني لتسهيل قيام دولة لداعش على ذلك القسم السنّي من سوريا والعراق، مقابل استمرار وتمتين دول الحوالش في بغداد ودمشق وبيروت، أو لتبرير وجود هذه الدول في محاربة الارهاب القاعدي والاستفادة من ذلك في تهجير أكبر عدد ممكن من المكون السنّي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو