الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد درس -تحرير نينوى-، اعتراف متأخر لقادة السنة ومحافظاتهم على حافة الهاوية

سامان نوح

2014 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بعد درس "تحرير نينوى"، اعتراف متأخر لقادة السنة ومحافظاتهم على حافة الهاوية
سامان نوح
اخيرا اقر القادة السنة، وعلى لسان ابرز زعمائهم اسامة النجيفي، بوجود تنظيم داعش في مناطقهم، وهم نفسهم طالما انكروا وجوده وطالما قالوا ان مقاتلي العشائر واحرار نينوى هم من يقاتلون "جيش المالكي" الذي يضيق على الأهالي ويضطهد المكون السني ويمارس الاعتقالات العشوائية بحق ابنائهم.
واخيرا خلت محافظة نينوى السنية من "جيش المالكي الطائفي الشيعي" ومن الحرس الوطني العميل لايران ومن الحرس المحلي الفاشل، وصارت المحافظة بيد اهلها تماما، صارت بيد قادة الحرس الجمهوري السابق ممن يعملون تحت لواء الدولة الاسلامية فهم يعرفون كيف يقاتلون وكيف يديرون المدن وكيف يطورون الاقتصاد والخدمات والتعليم والصحة.
وفق ذلك على الأهالي ان يستقبلوا بأهازيج الفرح تحرير مدينتهم، وينعموا بالسلام الذي سيتحقق أخيرا وبالاعمار والخدمات التي ستقدم والتي كان جنود المالكي يحولون دون تقديمها.
لكن الغريب ان ذات القادة وكثير من الناس الذين طالما اتهموا الكرد والبيشمركة بعد 2003 بتدمير الموصل والعداء لأهلها والصقوا بهم انواع التهم، والذين طالما اتهموا الجيش العراقي بعدها بتخريب المدينة وزعزعة الامن فيها والعمل لصالح ايران وليس للوطن وطالبوا بانسحابه..... الغريب انهم يفرون اليوم من المدينة وحتى قبل حصول القتال فيها، يفرون من قادة واعضاء الدولة الاسلامية وهم يفترض ان يكونوا ابناء مدينتهم المخلصين القادمين لانقاذها واعمارها.
هكذا فجأة ظهر ان هناك داعش في نينوى، وفجأة صار فرض قانون الطوارئ ضروريا، وفجأة صارت مقاتلة افراد الدولة الاسلامية واجبا، وفجأة غير خطباء المنابر خطابهم وها هم يدعون الجيش والبيشمركة للتدخل وعدم الانسحاب والعمل معا لطرد الدولة الاسلامية.
لكن هل ابن الجنوب العراقي مستعد للموت في نينوى وهو يعامل في المحافظة بشكل سلبي ويهاجم صباح مساء على وسائل الاعلام ويوصف بأنه طائفي يزعزع الامن وجاء لاستهداف السنة، وهل البيشمركة مستعدون للتضحية بأنفسهم من اجل اهالي مدينة طالما نصبوا العداء لهم ووصفوهم بأسوا الأوصاف؟!.
ألم يحن للقادة السنة التعلم من دروس السنوات العشر الأخيرة .. وهم الأعلم بان تنظيم داعش وقبله تنظيم القاعدة لا يمكن ان يكون قادرا على البناء ولا حتى على خلق التوازن مع الشيعة.. فالتنظيم فشل رغم كل الدعم الخليجي في اختراق حزام بغداد، والواقع يؤكد ان قوات الجيش والاجهزة الامنية والعشائر الشيعية منعت وصول "ثوار السنة" الى بغداد كما نجحت في ابعادهم من محافظة بابل وانهاء خطرهم بشكل شبه كامل في باقي محافظات جنوب العراق، النجاح الوحيد لثوار العشائر او لمقاتلي داعش هو ارسال موجات من السيارات المفخخة كل اسبوع او اثنين لايقاف الحياة في بغداد لبضع ساعات كل مرة.
لكنهم بالمقابل جعلوا محافظاتهم واولها الأنبار تشتعل كل يوم بالنار وتسببوا بقتل المئات من ابنائها، وابقوا محافظة عريقة مثل نينوى تعاني من الويلات، وبعد سنوات من حكم الحكومة المنتخبة فيها بزعامة اثيل النجيفي، مازالت ترقد في آخر سلم انجاز المشاريع وتقديم الخدمات وبنسبة تقارب الصفر%، في حين ان النسبة وصلت في كردستان الى 90% وفي الجنوب الى اكثر من 70%.
اشارة: مازالت قنوات الرافدين والتغيير والفلوجة التي يديرها بعض رموز السنة من خارج البلاد، تسمي ما حصل في نينوى وبعض مناطق صلاح الدين بانها "انتفاضة ابناء العشائر وانها صولة التحرير الأخيرة"، وان لا "داعش" في الامر، وان الثائرين قادون هذه المرة لتحرير بغداد نفسها واعادة الحكم لأهلها.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-