الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سهرة مع الظلام

صالح برو

2014 / 6 / 11
الادب والفن





أيها الظلام
أذكر، وكأني رأيتك جنابة قبل الجنابة
أذكر أني رأيتك تستحم بداء المطر
ثم تشوي صمت التوبة على فحم الكلمات.
أذكر أنك من أدخل العتمة في رحم معان ٍ حبلى
تحمل عمرالأرض جنيناً!
إذ أبكيت الناس دموعاً
ثم سلخت اللحوم النابتة من عظام الكلمات
حتى أجهضوا البكاء.
جيوبك كثيرة
وحقائبك لا تزال غنية بالأسماء
أقفلتها بأرقام سرية
بعدما استوحيتها عن مساء الجريمة.
كم مرةٍ
مثلنا تفاصيل البكاء في كلمة بكاء!
إذ أشبعتك الصباحات من أخبار الدخان
وحولت خلايا النسيان إلى رخام.
كم مرةٍ
حرضت الخوف برشق الحجارة
التي كسّرت زجاج الصلاة
في مساجد القصيدة !
حتى نزف وريد السكون بدم أبيض
أودت بالحلم ضحية.
كم فتنة
علمت أحفاد الظلام!
مزقوا أديم الماء
إنه لعشب يدعو الشمس حليفاً,فلتغِبِ الحقيقة.
أذكر أني
رأيتك قبل الخطيئة....
دنست حوض الأمسيات
أسرت ذكور المعابد
وخطفت أنثى الكنيسة.
أتذكر
أيها العميل
يوم كانت رتبة أخرى تلزمك
وعمرٌ آخر للرحيل إلى رحيق الحياة
أخذت العالم أسيراً
بين فكَّي عبارتين مدميتين
ليستلقي بهدوئه المتعثر
على جبين العراء.
فها أنا ذا أسالك ثانية......
ماذا عن تلك الشاهدة التي كانت
تحرس اسم الحياة على حفنة من تراب
أكانت تأكيداً على شاعرية الأرض
أم انتقاماً وتشهيراً لأهل التراب.
أيها الظلام
لم نلتقِ كي نختلف ثانية
أكان مطلوباً منك
أن تكون أكثر حياءً من القطط.....
طمرت نصف العالم كالبراز جواباً كفيفاً
وبقيت سؤالاً واضحاً كعادتك......
نخرت جسد الحياة
ثم سلخت أديم المعاني وملحتها بالغياب
كنتَ مصراً أن تبيعها تلك العادات
وكانت الصغيرة حينها صغيرة
فأجبرتها على شراء تلك الصفات
حتى اقتنت لنفسها فستان عرس
مطرزاً بالمذاهب والقوميات
إلى أن دخل عليها العالم قبراً
وفضّ بكارتها بالرصاص
أيها الظلام
أعرف أن ملامح كلماتي
توحي بتعب مزمن
وقصائدي متثاقلة الخطى....
فمن درب حزين جاءت
وبحمل ثقيل قد تكفلت.
أيها الظلام
يبدو أنك لا ترى
ولا يهمك فيما إذ رأيت
أيّها الظلام
لم أنسَ
إنك احتّلت على اللغة
صفة لا فاعلاً حتى أصبحت منسياً
في كل اللغات...
أيها الظلام
يا أيتها الصفة الأبدية
هل جربت ذات شاعر
أن ترافق القصيدة......
هل فكرت ذات حنين
أن تشم عطر الشمس
من ثوب القصيدة.
أيها الظلام
لا..لا ألوم الشمس
فلو بقي الربيع كما هو
والساعة كما هي
والليل والنهار كما هما
وسكان الأرض كما هم
لبقيت القصيدة مثلما هي.
أيها الظلام
لا تنسَ
أن العالم ليس أكثر من وصفة عقار ابتكرته السماء
دواءً لك.
واعلم أن سيلان الإنسانية من البشرية
هي من الآثار الجانبية
وهذا ما حذرت به القصيدة ذات يوم.
أيّها الظلام
لقد حان الوقت لتموت.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو