الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
2014 / 6 / 11
مقابلات و حوارات
![](https://ahewar.net/Upload/user/images/f81ee17d-cad2-4536-824c-22d744ac64ba.jpg)
حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ " المثقف العضوي الفاعل" من " بؤرة ضوء" - الحلقة الثانية
أ. من شؤون الوطن
2. كيف ترى حين تغيّرت سياسة أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر، واتجهت على إنتاج " إسلام سياسيّ "تضرب به تطرّف القاعدة ربيبتها، وأي نشاط للحركات التقدميّة والوطنية . . تحت يافطة "محاربة الإرهاب " ، وإعطاء الضوء الأخضر لبقاء المالكي في السلطة بحجة مسؤوليته عن محاربة الإرهاب؟
الجواب :
*
لابد للإجابة عن هذا السؤال أن نعود للوراء . الرؤساء الأمريكان ، كلهم بلا إستثناء - منذ مبدأ آيزنهاور و إلى أوباما - أغبياء في التخطيط السياسي الستراتيجي ، لأن خططهم تستند على مبدأ واحد أوحد : العمل على إضعاف الأعداء المفترضين ( أي كل الدول التي لا تسمح حكوماتها لنفسها بالدوران في فلك أمريكا ) بأي ثمن كان ، مع تقوية الأنظمة التابعة ، كي تبقى أمريكا هي الأقوى في العالم . هذه السياسة الرعناء هي التي أنتجت كل الأنظمة العسكرية و الملكية الشمولية في بلدان إفريقيا و آسيا و أمريكا الجنوبية منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية و لحد الآن . و هي التي تسببت في عشرات الحروب المحلية ، آخرها ما يحصل و سيحصل في اليمن و ليبيا و سوريا و العراق و نايجيريا و السودان و أوكرايينيا .
و عندما كانت الإشتراكية و القومية هما الموجتان السياسيتان الأقوى تأثيراً في العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد تكفلت المخابرات الامريكية بشراء ذمم زعماء الأحزاب الإشتراكية في أوربا الغربية كلها ، و إقصاء الثوريين منهم . كما قامت بتأسيس الأحزاب الإشتراكية أو القومية الكرتونية في بلدان العالم الثالث (و منها حزب رستاخيز لشاه إيران ، و حزب البعث في العالم العربي ) لتسليطها على الأحزاب الثورية . و إلى جانب هذا ، فقد قامت بلغم الأحزاب الشيوعية ، حيثما أمكن ذلك ، خصوصاً في أمريكا الجنوبية (كولومبيا هي أقوى مثال) . و أخيراً ، فلم تتورع عن غزو البلدان الضعيفة القريبة أو ترتيب الإنقلابات العسكرية أو الإنقلابات المضادة في البلدان التي يقودها إشتراكيون أو ثوريون وطنيون ، مثل حكومات أربنيتز (في غواتيمالا ) و حكومة مصدق (في إيران) و حكومة باتريس لومومبا (في الكونغو) و خوان بوش (في الدومنيكان) و عبد الكريم قاسم (في العراق) و هشام العطا (في السودان) و سوكارنو (في إندونيسيا) و الليندي (في تشيلي) إلخ .
في الثمانينات من القرن الماضي، تنبهت المخابرات الأمريكية للدور المتنامي للأحزاب الدينجية اليمينية في الدول الإسلامية ، فوضعت كل ثقلها معها لتقويتها لكي تصبح تابعاً أميناً لها يسهر على المصالح الأمريكية في بلدانها ، لكون هذه الدول تقبع على أكبر مصدر لطاقة العالم : النفط و الغاز . كما رحبت أمريكا بهذا المد الرجعي لأن من شأنه تحجيم الحركات الثورية الإشتراكية . و هكذا فقد تم النفخ في الأحزاب الدينجية ، و تولت السعودية و قطر و غيرها مهمة تمويلها بلا حساب ، فصعد نجم التطرف الرجعي المتمثل بالوهابية و السلفية وإلإخوان ، إلخ ، في العالم الإسلامي ، خصوصاً في البلدان ذات الحكم الإستبدادي القائم برعاية أمريكا نفسها ، و منها حكومة طالبان . كما قامت إيران - بالمقابل - بالنفخ الطائفي الشيعي المضاد . و حالما تستلم أي من هذه الحركات الرجعية المتخلفة الحكم في أي بلد غالبيته إسلامية ، حتى تنقلب على الديمقراطية و الحرية و الثقافة و التعليم و المرأة و حقوق الإنسان ، فتتسعر الخلافات الطوافدينية و الأثنية .
كل هذا لم و لن يقلق السياسات الأمريكية ، التي تتعايش معه ما دام ينصب على تثبيت الأنظمة التابعة لها ، لكون أمريكا غير مهتمة بمن يحكم هذا البلد أو ذاك ، و لا كيف يحكمه ، ما دام هو دمية لها . المشكلة تحصل عندما تتفرخ أحزاب رجعية جديدة من أحزابها الأم (مثل تفريخ طالبان للقاعدة) ، فتعمل على زعزعة حكم حلفاء أمريكا أنفسهم ، فينقلب السحر على الساحر الأمريكي . عندها تعمد أمريكا على إزاحة عملائها السابقين المارقين أو المحروقين ، إما مباشرة بواسطة قوات الحلف الأطلسي (أفغانستان ، العراق ، ليبيا) ، أو بالنيابة (تونس ، اليمن ، مصر ، سوريا) ، لتنصيب عملاء جدد " متقنَعين و مُقنعين و مقبولين " بدلاً منهم . من هؤلاء ، تحوز القيادات الجديدة التي صنعتها المخابرات الأمريكية للأحزاب الدينجية قصب السبق - بعد إحتراق أشرطة أغلب الأحزاب القومجية في المنطقة - و منهم البشير و مرسي و الحكام الجدد في العراق و تونس و ليبيا و الجربا . و عليه ، فإذا كانت هذه السياسة قد نجحت في لجم العدد ألأكبر من المقارعين للإمبريالية الأمريكية في العالم الثالث عبر فرض الأنظمة الإستبدادية على بلدانها ، إلا أنها ستكون السبب الأول في إنفجار الموجة القادمة من ربيع التحرر في دول العالم الثالث ، المصدر الآتي للثورات الإشتراكية . نحن نعيش اليوم مرحلة أفول الإمبراطورية الأمريكية ، و حسناً تفعل هذه في أفولها ، فقد بقيت في القمة أكثر مما يجب .
انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان عند ناصية السؤال " الكفاح ضد المركزية الاستبدادية " والنظام " الخانق " في 3. أيلوح في الأفق بتوافر تجمعات ،أو طبقة قادرة على العمل بشكل منهجي ، منظم ثابت وحازم دون أن تبقى تحت رحمة الأحداث؟ " الحلقة الثالثة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رئيس الوزراء أتال يقدم استقالته للرئيس ماكرون الذي يطلب منه
![](https://i4.ytimg.com/vi/ohcMqW7afZ0/default.jpg)
.. مدير الشاباك الإسرائيلي يتوجه لمصر لمواصلة المحادثات بشأن وق
![](https://i4.ytimg.com/vi/uTG0pPApp3E/default.jpg)
.. قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على جنوبي غزة وسط توغل بري وإطلاق ل
![](https://i4.ytimg.com/vi/rJDT2YNFb70/default.jpg)
.. قراءة عسكرية.. فصائل المقاومة تكثف قصفها لمحور نتساريم.. ما
![](https://i4.ytimg.com/vi/vUryd0MvHwE/default.jpg)
.. هآرتس: الجيش الإسرائيلي أمر بتفعيل بروتوكول -هانيبال- خلال ه
![](https://i4.ytimg.com/vi/kJImQuON4ek/default.jpg)