الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموصل :الإنتكاسة الثانية للجيش العراقي.............. من تجب محاسبته؟

علي الصفار

2014 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في تطور متوقع ينهزم الجيش العراقي بفرقه ودباباته وطائراته أمام مجاميع إرهابية والتي مهما بولغ في قوتها فإنها عادة ما تتجنب مجابهة جيش أي دولة مهما كانت ضعيفة، لأن إمكانيات الدولة أكبر من إمكانيات الإرهابيين الذين لايستطيعون غير الضرب بإسلوب الكر والفر.
هذه هي الإنتكاسة التاريخية الثانية للجيش العراقي بعد إنتكاسته الكبيرة في حرب الكويت عام 1991،في تلك الحرب أدخل صدام الجيش العراقي في مغامرة كان من الواضح فيها عدم التكافؤ مع العدو الأممي ولكن عنجهية الديكتاتور وإصراره في الإعتماد على الإنتهازيين بدلا من القادة العسكريين الحقيقيين أدت إلى هزيمة منكرة أهينت فيها العسكرية العراقية المعروفة بشجاعتها وجسارتها، ظلت آثار تلك الإهانة باقية لغاية 2003 وكانت السبب الرئيس في تكرار الهزيمة في مواجهة المحتل الأميركي عام 2003 ،في وقتها صرح لي صديق من قادة الجيش العراقي بخوفه على الجيش العراقي من عقلية وغباء الديكتاتور أكثر من خوفه عليه من الأميركان وهو ما حصل بالفعل.
في قول بليغ للإمام علي ( إعتبر من غيرك ...و لاتكن عبرة لغيرك)،هذا القول يجب أن يكون حاضرا في عقل كل إنسان وخاصة القادة ولكن يبدو إن المالكي وحزبه وكل الأحزاب الشيعية لا تعرف من آل البيت إلا الإسم المستخدم كغطاء فقط لأن أفعالهم في العراق منذ 2003 تدل على إنهم أبعد مايكونوا عن آل البيت وفكرهم وياريتهم كانوا قريبين من معاوية في دهائه ولكنهم جمعوا الغباء مع سوء النية ،وأنصع مثال هو السيد المالكي الذي يتحمل وحده مسؤولية ماحدث في الموصل يوم9/10 حزيران لأنه كرر وبشكل مسخ أخطاء الديكتاتور فيما يخص تعامله مع الجيش مثلما يفعل مع مستقبل العراق ومؤسسات الدولة بتقليده الكاريكاتوري للطاغية وخاصة تصديقه لما يردده الإنتهازيين حوله من إنه القائد الضرورة والوحيد القادر على إدارة العراق فصدق الرجل نفسه حتى وصل مرحلة الهيستريا فأنشغل في معركة الولاية الثالثة بإعتبارها قضية موت وحياة له ولحزبه تاركا ومتغافلا عن كل المعلومات التي وصلته وأذيعت حتى في الإعلام عن إنهيار الجيش في الأنبار وعن نية داعش في إحتلال الموصل،ولعب مرتزقة الدعوة مثل السنيد والشلاه والفتلاوي وإنضم إليهم الحلي دورا كبيرا في تشويه الحقائق من خلال إستهزائهم بما كان الإعلام والقوى السياسية تشير إليه،الغريب إن ظاهرة العلم المسبق بخطط الإرهابيين تكررت دون أن يفعل المالكي شيئا لمنعها مثل أحداث سجن أبو غريب والفلوجة والحويجة ، فما سر ما يحدث؟
ليس أمامنا إلا إحتماليين أما إنه ليس ضدها بل يريدها أن تحدث لأنها تصب في مصلحة تعزيز قبضته الحديدية على السلطة خاصة وإن رد فعله وجوقة الإنتهازيين من الدعوة لا تركز في تعليقها على أحداث الموصل إلا على أهمية فرض حالة الطوارىء وكأن العراق لايعيش حالة طوارىء متعمدين إغفال إية إشارة لمسؤولية القيادات العسكرية وما هو معروف إن الجيش العراقي الحالي ليس لديه عقيدة عسكرية وطنية وإن الكثير من القادة التي يعتمد عليهم المالكي هم مرتزقة همهم الوحيد هو السرقات خاصة وإنه إعتمد على حثالة البعثيين ولم يقرب القادة العسكريين المهنيين الذين يعتزون بوطنهم وخبراتهم،الإحتمال الثاني هو غباء ونرجسية المالكي الذي وجد نفسه في غفلة من الزمن وفي لحظة تاريخية غير متوقعة ،وجد نفسه رئيسا للوزراء بعد إن كان أعلى مايحلم به أن يكون موظفا في الحكومة وبسبب غبائه وسذاجته وعدم كفائته أضاع البلد بإعتماده على الإنتهازيين المتملقين سواء في إدارته للدولة أو في قيادته للقوات المسلحة ضاربا حلفائه من الشيعة والكورد ومعارضيه من السنة بعد أن صدق إنه القائد الضرورة وتغافل عن كل ماكان يقال له عن ضعف المؤسسة العسكرية بل عن ماكان رجل الشارع يعرفه من إنتشار الرشوة والفساد وعدم الإنضباط،هل سمعتم بما قاله قائد الفرقة الثانية في الموصل عندما أمره عبود كنبر بالهجوم على الإرهابيين ،أجابه : ما أهجم ...آني بطلت!!!!هل تتوقعون أن يحدث هذا في الجيش الصومالي ‘وهل هذا الجيش هو نفسه الذي أسسه جعفر العسكري؟
مهما حاول المالكي وزمرته التهرب من المسؤولية كما يفعلون في ملف الخدمات بإعتبارها مسؤولية الوزراء إلا إنهم لايستطيعون تحميل غيرهم المسؤولية كون المالكي وزيرا للوزارات الأمنية الثلاث وقائدا عاما للقوات المسلحة وهو الوحيد المسيطر على الأجهزة الأمنية وبالتالي فهو الوزير والقائد ويتحمل وحده المسؤولية ، أما تبريره لما حدث بإنها مؤامرة وخدعة فهو تبرير تافه لأن القائد الذي يخدع ولايستطيع إكتشاف المؤامرة عليه وعلى الوطن أن يجلس في بيته.
لو دخل اللصوص إلى موقع فيه حارس ولم يستطع الحارس منعهم فأن المنطق يقول أن تحاول طرد اللصوص بالتعاون مع آخرين ولاتعتمد على الحارس نفسه،فكيف بقائد عام للقوات المسلحة ووزير ثلاث وزارات ورئيس مجلس وزراء بين يديه طائرات ودبابات ومدافع ومليون ونصف مقاتل لا يستطيع رد هجوم بضعة آلاف مسلحين بأسلحة خفيفة،من يفعل ذلك يجب أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى هو وقادة الجيش وأركان حزبه الذين فعلوا بالعراق مالم يفعله البعثيون الذين كانوا يحرصون على بقاء الوطن إن لم تكن لأسباب وطنية فعلى الأقل ليبقو سادة على العراقيين ولأن أمنهم كان مرتيطا بأمن الوطن، أما حزب الدعوة فأنه باع الوطن لإيران وسرقت قيادته البلد ونهبوه ليبنوا في بلدان أخرى حيث تستقر عوائلهم ووفروا لأنفسهم منطقة خضراء تحميهم فيما يقتل من العراقيين يوميا بالمئات وبالتالي فأن أمن الوطن ( الذي لايعترفون به) لايهمهم ولهذا يجب محاكمتهم.
من يتابع قناة آفاق والعراقية يخجل مما وصل إليه الإنتهازيون وأعضاء حزب الدعوة من تدني أخلاقي وفكري، ففي الوقت الذي تهجر العوائل الموصلية والفلوجية باحثة عن مكان آمن، تقدم هذه القنوات الأغاني والرقصات وبرقيات التأييد للقائد المهزوم مقلدين ما كان يفعله صدام حيث كنا نعرف من المبالغة بالأغااني الوطنية أيام الحرب مع إيران إننا مهزومون في معركة ما.
يجب محاسبة المالكي وحزبه بتهمة الخيانة العظمى لكونهم أضاعوا البلد،وأسفا على تضامننا معهم أيام محنتهم زمن الطاغية ،يبدو إننا كنا مخدوعين بهم، وإلا ماهذا السكوت من قيادات الدعوة على أفعال المالكي .
لو عاد الطاغية صدام للحياة لكان أول شيء يفعله هو شكر المالكي لأنه أنسى العراقيين جرائمه وهزائمه.
لو كان المالكي يملك ذرة حياء لأعتذر للشعب وتنحى عن المسؤولية كما فعل عبد الناصر وكما فعل هتلر وكما يفعل كل قائد يحترم نفسه وتاريخه .
الحساب هو الخطوة الأولى في إعادة بناء الدولة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة