الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسباب الانهيار الامني في الموصل

فراس حاتم

2014 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


الموصل هي ثالث اكبر محافظة عراقية لما لها من قيمة تاريخية ,جغرافية و تجارية وتسكنها مختلف الجماعات الدينية و الاثنية و المذهبية و السياسية .لكن الموصل شانها شأن بقية المحافظات العراقية عانت من الاهمال الحكومي و الخلاف السياسي.و نتيجة لصراع ديني عميق سادت أجواء من الحزن الشارع العراقي في الداخل و الخارج إثر الانهيار الامني في الموصل حيث وقعت الموصل ضحية هذه الحرب الاهلية و لقمة سائغة بيد تنظيم داعش و اسباب هذا الانهيار كثيرة و متعددة و ابرزها سياسي و امني و اقتصادي و اجتماعي .
السبب السياسي كان الابرز في وجوه الصراع في الموصل حيث الصراع العربي و الكردي على محافظة نينوى نتيجة لطموحات كردية بضم الموصل الى اقليم كردستان لكون الاكراد هم غالبية في المحافظة وفقا لوجهة النظر الكرديّة و نفور عربي نتيجة للتمسك بالسيطرة العربية على الموصل ونتيجة لذلك تم حرمان بقية المكونات من المشاركة في صنع القرار في مجلس المحافظة و الدخول في نقطة صراع أزليّة و بالنتيجة هو يكشف جذور الصراع السياسي في بغداد و انعاكساتها على بقية المحافظات العراقية .
الفقرة الابرز في ما حدث تتمثّل في جهوزية الجيش حيث كانت السبب الرئيس وراء الانهيار السريع في الموصل نتيجة لضعف التدريب و التجهيز و عدم بسط سيطرة الجيش على كامل حدود الموصل مع سوريا او تركيا، حيث ساهم عدم ضبط الحدود من قبل الجيش كثيرا فيما حدث و الجيش يعزو السبب لكون حدود الموصل الطويلة و الوعرة مع كل من الجارتين سوريا و تركيا و هذه الوعورة الجغرافية نتيجة لوقوع الموصل ضمن منطقة متموجة حيث يشق اعظم نهرين طريقهما الى داخل المدينة تربطها سلاسل جبال ليكمل طريقه الى عموم العراق و خارجها هضاب و مناطق مفتوحة يسهل التسلل اليها و لكن هذا لا يعني بكل الاحوال اهمال الحدود بل مراقببتها جويا و تنسيق امني و مخابراتي مستمر مع دول الجوار .و بالرغم من ذلك شهدت الموصل حالات هروب من الجيش بعد الانهيار الامني داخل المدينة رغم الموصل الي تحتضن اكبر القواعد في العراق و تضم ضباط جيش اكفاء ولكن سوءا التدريب و التسليح ساعد على ظهور الجماعات المسلحة الى الوجود و انكفاء الجيش عن التصدي لهم . فواجب الجيش الاساسي هو حماية الدولة وليس حماية العشيرة او الطائفة من خلال تعزيز قدراته العسكرية لحماية سماء و ارض الدولة مسؤولية مقدسة لا مجال فيها للنقاش. و الازمة في الموصل اثبت ولاء الجيش للطائفة و العشيرة قبل و لاء الجيش للدولة اي غياب تثقيف الجندي او الشرطي حول اهمية العراق قبل اهمية العشيرة و الطائفة على حد سواء.
ناتي الى المكاشفة الكبرى وهي غياب التنمية داخل الموصل و حيث تعاني المحافظة من سوء الاوضاع الاقتصادية رغم المقدرات الهائلة بكونها محافظة سياحية لمناظرها الخلابة التي تعد من اهم مناطق السياحة و الاصطياف في العراق يتوافد عليها سواح من جميع انحاء العراق و العالم و لكن و نتيجة للاهمال و الفساد المستشري داخل مجلس محافظة نينوى اصبح الواقع الاقتصادي صعبا داخل المدينة و زيادة معادلات البطالة و سوء المعيشة دفع كثيرين من العائلات الموصلية الهجرة الى اقليم كردستان او الى خارج العراق .و ايضا سوء التخطيط داخل المدينة بغياب الكفاءت اما بهجرتهم او قتلهم وضعت المدينة في اسوء الاوضاع و تركها لمسلحي داعش لقمة سائغة بالإضافة إلى غياب اهم عوامل التنمية رغم وجود ثروة طبيعية، فالموصل مشهورة بحقل عين زالة للنفط و حمام العليل اكبر ينابيع الكبريت و الذي يضمن تطويرهما فرص عمل للمواطنين تضمن لهم سبل العيش الكريم و تضمن تنمية المدينة و تطويرها بدلا من جعلها نقطة صراع رئيسية و تخديرهم بوعود كاذبة لا تغير من واقع المدينة المرير .و ساعد في ذلك عدم جذب الاستثمارات للمدينة و تعزيز التكافؤ في فرص العمل بل سيادة المحسوبية و الفساد على مشهد المدينة المضطرب
و ليس لمكانة الموصل السياسية الاقتصادية بل لكونها مركز ثقافي و اجتماعي مهم لما هي اكبر مركز ديني للمسلمين و المسيحين و اليهود و اليزيدين و الشبك
و تحتضن الموصل جامعة الموصل والتي يتوافد اليها طلاب عراقيون و عرب من داخل المدينة او من خارجها و مدارس دينية مسيحية و اسلامية عريقة تخرج منها الاف المفكرين و العلماء ولكن وبالرغم من كل هذا شهدت الموصل صراعات دموية بين الطوائف و الاديان في السنوات الاخيرة نتيجة للاحتقان الطائفي و المذهبي المستشري فيها من اعتداءت على رجال دين او حرق مراكز دينية و تخللها تعدي على ممتلكات عامة و السبب في ذلك هو غياب ثقافة المساواة و التسامح في داخل المدينة بل جعل المدينة مركزا لللتعصب و التطرف داخلها و سيطرة داعش تاتي لخلفيات قد تكون دوافعها دينية او مذهبية بحتة نتيجة لغسيل متعمد في الادمغة و وسط حكومي غير مكثرث بالازمة و علاجها
في الختام عودة الاستقرار الى الموصل الحدباء كما تعرف لمناراتها الشهيرة و جميع الاطراف مدعوة للاقرار و الاعتراف بالخطا و تصحيحه قبل الحديث عن حوار مقبل يضمن حلا جذريا للاوضاع في الموصل يحفظها من شر العابثين.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس