الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمسيات داعشية سياسية في العراق

حسين الركابي

2014 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أمسيات داعشية سياسية في العراق
يبدو إن الأمسيات الشعبانية في العراق أكثر تطورا، وتقدما في العالم الإنساني، كونهم يعيشون بين من يتقرب إلى الله تعالى بتقطيع الأجساد، ونحر الرؤوس، وتناثر الأشلاء من اجل الظفر بحبل الله، والجلوس على مائدة الرسول الكريم(صل الله عليه واله) وبين الكراسي المختبئة خلف الكتل الكونكريتية، وتلوح بالنصر المنهزم.!
ان شهر شعبان هذا العام يختلف تماما عن الأشهر السابقة، كونه دخل في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل، ووقع بين أنياب الحقد، والطامعين؛ وقد ضربت العراق سلسله من التفجيرات، والاغتيالات خلال هذا الشهر الفضيل، وهي واحدة من أشرس الهجمات منذ سقوط النظام ألبعثي؛ حيث أتت هذه المرة باحتلال الجامعات، ومراكز للشرطة، ومدن بالكامل، وتهجير جماعي؛ ليس هذه المرة على الهوية الطائفية، وإنما على الهوية"السياسية والسلطوية".
محافظة الانبار كانت هي الأولى على هذا المسرح الداعشي الرهيب، وتلتها نينوى، وصلاح الدين، وامتدت شرارتها إلى بغداد بعشر تفجيرات في يوم واحد؛ ولم يكن في مأمن منها قضاء طوز خرماتو، حتى ودع أكثر من 230 بين شهيدا وجريح من شباب، وشيوخ، ونساء، وأطفال، وتركوا خلفهم أفواج من الأرامل، والأيتام، والثكالى.
كل هذا وتلوح الكراسي المختبئة في صومعتها الخضراء بالنصر المؤزر، والهزيمة الكبرى لدى قوى الظلام، والتكفير، والبيانات الرنانة التي صعقت أذاننا من اجل الحصول على غنيمة الحرب الطائفية، والحزبية، والقومية؛ وهي الأوراق التي وضعت في صندوق الانتخابات في 30 نيسان من هذا العام.
إن المبادرة التي أطلقت من القوى الوطنية آنذاك بصرف أربع مليارات دولار، وإلحاق مجموعة من أبناء العشائر الرافضة إلى هذه المجموعات الإرهابية في صفوف القوى الأمنية، وتامين مناطقهم بأنفسهم"وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها" وقد جوبهت هذه المبادرة بالرفض الشديد، واتهموا أصاحب المبادرة بالوقوف مع الجانب الأخر، والتأمر على أبناء الشعب.
اليوم وبعد مرور عدت أشهر على هذه المعركة الطاحنة، والقائمة بين قواتنا الأمنية، وداعش الإرهابية؛ والتي راح ضحيتها المئات من أبنائنا في القوات الأمنية، وتهجير المئات من العوائل، وتهديم الدور، وشل الحياة بالكامل؛ وكبدت الدولة خسارة مليارات الدولارات، واستنزفت كثير من الذخيرة، وحرقت العشرات من معدات القوى الأمنية.
هذه العاصفة الرهيبة، والماراثون الطويل الذي جعل شرخا كبيرا بين مكونات الشعب العراقي، والذي بدا باتهام الآخرين، وكل من يريد حلحلة الأمور سلميا يتهم بداعشي وخائن، ومتآمر على أبناء الشعب العراقي.
حيث نرى هذه الأيام بدأت الحوارات، واللقاءات تجري هنا، وهناك، وفي دول مجاورة، وتقاسم المصالح الشخصية، والحزبية، وأعطيت التنازلات تحت الطاولة؛ وخلف الأبواب الموصدة، وفي الغرف المظلمة، وبدا الحديث يطرق مسامعنا عن مفهوم عفا الله عما سلف...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش


.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا




.. الاحتلال الإسرائيلي يدمر مستوصف الزيتون بمدينة غزة


.. بحضور نقابي بارز.. وقفة لطلاب ثانوية بباريس نصرة لفلسطين




.. من أذكى في الرياضيات والفيزياء الذكور أم الإناث؟