الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة المهزوم

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2014 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


هزيمة المهزوم
الدكتور جاسم الصفار
بغداد 12/06/2014
الاحتلال الثلاثي (داعش والبعث والمتعاونين معهم في اجهزة الدولة المركزية والمحلية) لمدينة الموصل والتمدد باتجاه المدن الاخرى كان زلزالا هائلا كشف فشل وهزال مشروع الدولة القائمة على المحاصصة الطائفية والاثنية. انها دولة خائبة لا حياة لها لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل. وهي الاساس الذي كان يقوم عليه مشروع نظام الشرق الاوسط الجديد الامريكي الصناعة والمنشأ.
فمنذ كونداليزا رايز وزيرة الولايات المتحدة الامريكية السابقة، عرابة مشروع الشرق الاوسط الجديد القائم على اساس نظريتها في ان ضمان استقرار المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط لا يتحقق الا بالفوضى الخلاقة التي تهز دول المنطقة من جذورها. ووفقا لتوجيهاتها، جهزت المخابرات الامريكية مشروع نظام جديد في الشرق الاوسط يستدل بتجارب افريقية واسيوية ويهدف الى انشاء اليات عجز دائم في بنية الدولة يشغلها عن التنمية وينأى بها عن اي طموحات جيوسياسية او حتى وطنية استقلالية سواء في المجال السياسي او الاقتصادي.
واعتمد المخطط الامريكي لزراعة اليات العجز في بنية الدول الشرق اوسطية على تدمير بنيتها التحتية المتحضرة واستبدالها ببنى اخرى قائمة على الايديولوجية الدينية وروح البغضاء الاثنية والمذهبية، تكون ارهاصات ولادتها حرب اهلية مدمرة. وقد كانت حلقات هذا المشروع الاهم سوريا ولبنان والعراق وبعض دول شمال افريقيا.
ومن بين جميع الدول التي استهدفها المشروع الامريكي، كان العراق الدولة الاكثر تهيئا لتنفيذه. فقد سعى صدام حسين طوال فترة حكمه الى خلق نموذجا للإنسان المنافق والمتزلف والمنزوع الارادة. وقد اغلق الرئيس المقبور جميع فضاءات المعرفة امام العراقيين، بحيث اصبحت حتى دور العبادة اماكن غير امنة للتفكير الديني او المعرفي المتحرر. وانتهى في عهده مبدأ الولاء للوطن ليصبح الولاء لشخصه في جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
فكان القرار السياسي الذي هو بالأساس قرار القائد الضرورة، مالك البلاد والعباد صدام حسين، ملزما للمؤسسة العسكرية في كل نظام عملها. الامر الذي اسقطها مهنيا وجعلها تمنى بالهزائم في جميع معاركها الواحدة تلو الاخرى الى ان كانت هزيمتها المخزية والنكراء امام قوات الاحتلال الامريكي.
تغير الوضع بعد 2003 لتكون اليد الطولى في العراق للمحتل الامريكي في تنفيذ مشاريعه ومخططاته في بلد مهيأ لها اجتماعيا وسياسيا. فكان مشروع المحاصصة الطائفية والاثنية الذي بني عليه مبدأ تقاسم السلطات وتوزيع الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية. اضافة الى مشروع اخر لا يقل عنه خطورة ويشكل صمام امان لكل التغيرات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في البلاد، انه مشروع القواعد او الركائز السياسية العميلة في البلاد.
ويقوم مشروع القواعد او الركائز السياسية العميلة على اساس زرع رموز سياسية في متن الاحزاب الفاعلة في البلاد بحيث تكون اعين امريكا واذانها في وطننا، تستدل بها على متغيرات الوضع وتتحكم في مساراته. وهذه الركائز هي الامينة والمؤتمنة على تنفيذ مشروع المحاصصة الطائفية والاثنية في جميع مؤسسات الدولة العراقية وعلى رأسها المؤسسة العسكرية.
لذا كانت المؤسسة العسكرية منذ نشأتها مؤسسة خربة بائسة منخورة بالمحسوبية والمنسوبية والرشوة والفساد. لقد كانت كما اريد لها ان تكون. فلم يتوقف المنافقون منذ نشأتها عن المطالبة بعودة العسكريين البعثيين اليها والتحكم في مفاصلها. وسوقت فكرة عودتهم تارة بحجة الاستفادة من خبرة الكوادر العسكرية في جيش الهزائم السابق، وتارة اخرة كشرط من شروط المصالحة الاجتماعية.
فهل كان من المعقول ان نتوقع من عسكريين لم يتعلموا في يوم من الايام اصول الولاء الى الوطن، وكان كل ولائهم لقائدهم "المفدى" صدام حسين، موقفا اخرا في الدفاع عن الوطن والتضحية بالنفس من اجله. او هل كان من المعقول ان ننتظر من عسكريين خدموا دكتاتورا دمويا معاديا للشعب ان يضحوا بأنفسهم من اجل شعب كانوا سابقا ادوات قهره.
لقد كان من الاجدى ان لا يذعن الوطنيون واصحاب القرار في السلطة العراقية لضغوط منفذي المشاريع المشبوهة وان يمضوا قدما في بناء جيش جديد خالي من البعث واذياله. جيش قائم على مبادئ الولاء للوطن ولقواعد المهنية العسكرية. وقد نجحت تجارب شعوب اخرى في الماضي القريب، منها روسيا السوفيتية وكوبا وفيتنام وغيرها في بناء جيوش جديدة اثر تغيير بنيوي في تركيبة الدولة ومبادئها السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أخي جاسم مو بالزور ما أسكن وياك!
حميد كركوكي {صيادي} ( 2014 / 6 / 12 - 04:45 )
هاي شلون مصيبة؟ شلون نفهمكم ؟ يا مثقفي ال{{الجدا جدا وجدا عراقين }} مانگدر نعيش سوية، شيعتكم باالبصرة والنجف وسنينا وابعثينا با الرمادي والموصل و الكاكه بشمالنا المش حبيب وجدا مو حبيب! قسمها وأنچب أكتب شعر،، وتفصيلات التقسيم الجاري.
ولك عراق مو أقدس من يوغزلافيا؟ قسموا ذاك الدولة وهسه كل واحد بداره منچب وساكت..
خلص ذاك اليوم شروگي ينضرب باالبسطال التكريتي والفلوجي ويگول نعم سيدي. الفلوجي والعاني مايسمع أوامر المعيدي!
الكريدي أتعلم يروح لپاريس ولندن چاشلون يرضى بيابة كيمياوي و صلبوخ شروگي يكفخه على راسه؟
دأسكت هاي مؤآمرة وموقامرة و خريان خرة،،،
ليش مايصير بصراحة المثل الكوردي يگول:
{برامان برايي وه‌ چيخمان جداي) أخوتنا أخوة لكن فرشتنا مش سوة.

اخر الافلام

.. السنوار لا يعلم عدد الرهائن وأماكنهم.. وإسرائيل تقتل إثنين م


.. الملف النووي الإيراني.. إلى تصعيد جديد مع الغرب




.. روسيا تسقط 87 مسيرة أوكرانية.. وبوتين يحدد الشروط -غير المنط


.. واشنطن بوست: أمريكا كثفت منذ بدء الحرب جمع المعلومات الاستخب




.. مراسل الجزيرة: تقديرات إسرائيلية بانتهاء العملية العسكرية في