الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين ممثل العمال وممثل الآلهة

عادل كنيهر حافظ

2014 / 6 / 12
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


ما بين ممثل العمال وممثل الآلهة
كان لصاحب ألمع نظرية عرفتها أوربا والعالم , الألماني الجنسية والعالمي الانتماء , كارل ماركس , جار وصديق حميم من أبناء العوائل المحافظة , أسمه ملر وكانت هيئته بطوله الفارع وعوده النحيف المبرقع بشعر احمر طويل يتدلى على جانبي وجهه المبرقش النحيف , كما يصفه ماركس الذي يضيف القول: لا تناظر البتة في خلقنا , بيد إننا تؤم الروح .
دامت صحبة ملر الحميمة مع كارل , حتى تركت عائلة ماركس المنطقة إلى مدينة أخرى . وبعد سنوات فراق , التقى الصديقان بفضل مساعي ملر الذي سمع بنشاط رفيقه السياسي , حيث ركب القطار ساعياً يدفعه الحنين لصاحب الصبا والشباب وأيام البراءة ... . ولكنهم تقابلا في لقاء , أستاذ جامعي ورجل دين ( قس) في احد بيوت الله , لكن التباين في الرؤى لم يفسد في الود كثيراً , المهم ضيف كارل صاحبه , وعاهده على رد الزيارة , وأوفى له , عندما زاره واثنين من الأصحاب القدامى .
كان ملر يريد أن يظهر لماركس , بأنه أيضاً مصلح اجتماعي , ويسعى لخير البشر , وبدء القول: هكذا إذن يبدو لي إننا نسير , في عين الطريق المفضي لخدمة البشر , حيث كلانا يدعو للمحبة والسلام بين الناس , والنهي عن المكر والحث على تحقيق العدالة ....لذلك لم أجد بوناً شاسعاً , أو حتى فرقاً كبيراً , في المنطلق الأساسي , والذي هو خدمة المجتمع . ألا تتفق معاي في عدم وجود
فارق كبير ؟ رد ماركس بعدم موافقته ,على عدم وجود فارق كبير ... وهم في نهاية الطريق , التي تنحرف إلى الدرب , المؤدي إلى الكنيسة التي سيحيي فيها القس طقس دينياً , سأل ماركس صديقه : لمن هذا القصر الكبير الفاخر ؟ قال له القس , هذا القصر للرجل الذي يملك هذه الأراضي الزراعية التي تشتغل فيها أهالي المنطقة .. وصلا الكنيسة , وشاهد ماركس الناس المطحونة بالفقر , وبالملابس المهلهلة والوجوه المتعبة التي أعياها ثقل يومها ومنهم من نام , والقس ملر مسفر في حديثه : أن الله سيعوضكم , ولا ينساكم وندعوه لكم الصحة , والشفاء للمرضى , والغفران لموتانا ولينصرنا الرب ...أنهى القس حديثه , وخرجت جموع الكادحين المتهالكة , مسك القس يد ماركس ليخرجا من الكنيسة ,
بيد أن ماركس سأل القس : هل أن الله كان سبب في شقاء هؤلاء القوم التعساء ؟ حاشا لله أجاب القس , واصل ماركس حديثه , الله أعطاهم السمع والبصر والعقل والصحة .... لماذا تحيلهم إلى الرب , الذي انعم عليهم بالكثير , ولا تدلهم على صاحب القصر الذي يمتص جهدهم ويفقر حالهم ويتسبب بكل معاناتهم , كان القس يهم الكلام , لكن ماركس قال له : هاأنذا أجيبك على الفارق الكبير بيننا , انتم ممثلي الرب تدخلون في روع الكادحين , أن الفقر من الله ليمتحن عبده , وإذا صبر على ما أصابه واحتسب إلى الله جازاه الجنة بعد الموت ... أما نحن ممثلي الطبقة العاملة , فندلهم على صاحب القصر المنتصب كالوحش في نهاية الطريق , ونقول لهم هذا مسبب تعاستكم , وليس الله الذي أعطاكم كثير من النعم . هذا هو الفرق بيننا , تبسم القس ملر بلطف , واثنا على ماركس قائلا : كنت ولا زلت
تغلبني , أيها الشرقي العنيد .
عادل كنيهر حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال