الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ومانيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا-

فاروق الجنابي

2014 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


"ومانيل المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"
في غِمار الحياة الكئيبه التي يعيشها العراقيون ،تَتَشَظى احلام ورديه في مخيلتي تبعث في نفسي املا" بالنجاة من غول الظلم والحرمان. وعندما اتصفح وريقات مذكراتي العقيمه ،اجد انني في بحر التفكير المنطوي على تفائل مشؤوم ،لان مايحدث في عراقنا يحتاج الى معجزة الاولين والاخرين لتصحيح مساره نحو الافضل. اقولها بصراحة المُتَحدي ،انني اصبحت أسير التأمُلات البعيدةِ المنال،اناشد نفسي واسحل افكاري نحو مجهول الحياة العفنه التي تَقَولبَتْ في مجتمعٍ خالٍ من الطروحات التي تصنع فيك آمال الخير والمستقبل الجذاب. ان حلولنا باتت صعبة المنال منحسِرة الافاق ،ضَحِلة ،مشؤومه ومتفككه.
غربان جاءت لنا في ليل مُدلَهِم ،قادَتْنا نحو الهاويه دون دليل، واعراف لاتفهم معنى الحياة السعيده مترنحه بين الماضي ومآسيه وبين حاضرٍ اناني يحكمه من لا ذمة له ولا ضمير، يجيدون بناء مستقبل ضَحِلٍ خالٍ من المقومات الانسانيه وبعيد عن الكرامه والعِفّه،تناسوا حقوق الانسان وما لهم وما عليهم من بنود لتوفير الحياة السعيده. ان المجتمع العراقي يتوجه نحو سياسة اللامنتمي للوطن ،يتوجه نحو الشرود لعالم الاستغلال وتسهيل عملية الاجرام ليرفع المستفيدين نحو قِمَة الكراهيه وتفتيت الحياة المجتمعاتيه. في ظل الشعور الداخلي السقيم للطائفيه دون اعلانه ،تجد الناس متهيئين للقفز نحو الانتقام للمجهول الذي دخل ضيفا" على افكارهم دون مقدمات ،ومما يزيد في الطين طينا"،انك ترى من يقود هذا العفن المستشري هم رجال دين وضعوا عمائِمَهُم فوق رؤوسِهِم ليُبعِدوا شكل رذيلتهم من التقييم ،يساعدهم في ذلك سياسون أُميّوا الاحساس بِقِيَم الحياة ،حريصون على مصالحهم الذاتيه ،سكارى في جو الفساد المُزَكّى باقوالهم المعسولة. لن ينتهي الحاضر المنظور من شبح الحياة التعيسه بالشكل الذي يتبعه شعب لا يعرف ما يريد سوى ليلةٍ من الامان وكيس طعام يسد به رَمَقهُ ،ولا يفكر ان المطالب لا تأتي بالتمنى وليس له في التفكير غَلَبَه .اذا استمر عراقنا بهذه الحاله المُزرِيَه ،فان الحق يجب ان يقال ،وان المنطق يجب ان يفصَح عنه، بان العراقيين لا يستحقون حياة كريمة البُعد ،نزيهة المنظر ،رفيعة المستوى،وستسدل عليهم ستارة الحضاره ويبقون في رواق الخيبه والتخاذل الى البعيد من الزمن.
تستيقظ يوميا" على اصوات المآسي في ازقة بغداد ومدن العراق وترى القتلى، وتقول لنفسك الحمد لله انك ليس بضمنهم وكأنك الوحيد الذي يُعَوَل عليه ليعيش، وينسى ما يحدث بآخرين لا ليلهم لَيل ولا نهارهم ابيض. ويَتَأقلَم هذا الشعب على حياة القتل والظلم الخالي من الرحمه ،تاركا" الاوباش تنهش في جسمه دون حراك. يذهب الملايين الى اجسادٍ موضوعةٍ في قفصٍ مباركٍ ،يطلبون منها الخلاص ممن يقتادهم نحو الموت ،ينسون انفسهم انهم الاحياء وليس من في العالم الآخر ،وعليهم الهيجان ضد الطاغوت بما اوتوا به من قوه ،وان يسيروا بِمَلايِنَهم نحو المستبِد لكسر جَبَروتِه وانزال غضبهم فيه .نعم مطالبة الاحياء تأتي من الاحياء لانفسهم لتثور على واقع طال امده، واصبح جَلِيّا" ضرورة تحطيمه بعزمِ شعبٍ نفذ صبره من ظلم ظالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة