الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة سقوط الموصل

عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)

2014 / 6 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مأساة سقوط الموصل


War is the continuation of Politik by other means
الحرب امتداد للسياسة بوسائل اخرى...... الجنرال كلاوزفيتز

لم تسقط الموصل , بل سقط النظام السياسي , امام العصابات المتوحشة والتي ترفع الرايات السوداء و حلفائها من البعث الفاشست .
سقط النظام الذي أسسته الادارة الامريكية القاتلة للشعوب , سقط النظام الفاشل, حيث يحتل العراق المرتبة رقم 11 في سلسة الدول الفاشلة, failed-state , لعام 2013 .

يعرف المفكر نعوم تشكومسكي الدولة الفاشلة, failed-state , هذا التعريف:
1. عدم القدرة على حماية مواطنيها من العنف ومن الدمار.
2. وأعتبار نفسها فوق القانون
3. تعاني من عجز ديمقراطي , democratic deficit , يجرد مؤسساتها من اي جوهر حقيقي.
4. عدم القدرة على اقامة علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي.

وبشكل عام , فان الدولة الفاشلة, لا تؤدي الخدمات الأساسية لمواطنيها, مثل: التعليم والامن و ادارة الحكومة..الخ....الدولة الفاشلة هي دولة فساد . لا تستطيع ردع عدوان داخلي او خارجي.
والأهم من كل هذا, أن الدولة الفاشلة دائماً تواجه الانهيار , collapse, في اي لحظة.

منذ عام 2003 وكل شهر , يسقط حوالي 1000 شهيد, نتيجة صراع مافيا الحكومة مع مافيا العصابات المتوحشة.
أسست الحكومات بعد 2003 جيشاً هزيلاً ,جيشاً فاسداً, وغير مهنياً. وكما هو الحال في كل مؤسسات الدولة, لم تستطيع الحكومات بعد 2003 ان تبني دولة State, واصبح العراق مثلاً صارخاً في الفساد,و الفشل. و أسوأ مدن العالم في تدهور مستويات المعيشة، مع ميزانية لعام 2014 تساوي 150 مليار دولار, 19% منها للجيش, بما يعادل 29 مليار دولار.

والحكومة العراقية منذ 2003 ولحد اليوم هي حكومة , الكليبتوقراطية.. Kleptocracy , و الكليبتوقراطية تعني: حكُم اللصوص.
وهي شكل من اشكال الفساد السياسي و الحكومي حيث توجد الحكومة لزيادة الثروة الشخصية والسلطة السياسية من مسؤوليها , على حساب السكان على نطاق أوسع. وغالبا ما يتحقق هذا النوع من الفساد الحكومي من قبل اختلاس أموال الدولة.
صفاتها:
الرَّشْوُة , المحسوبية , الفساد الحكومي المستفحل, اقتصاديات الفساد , تزوير الانتخابات, محاباة الأقارب, مال الرُّشى: مالُ يُفرد لرشوة الموظفين الحكوميين. يعتبر العراق على رأس هذه الدول.

ومقابل هذا , تأسست منظمات أرهابيه من ضباط الجيش السابق و من مجرمين و قطاع طرق, ومدمني مخدرات ولصوص وقوادين وعلماء دين مشعوذين , ومن بقايا البعث الفاشستي...الخ

وكما يقول هيجل ان التاريخ يعيد نفسه , مرة كمأساة, والثانية مهزلة, لذلك, ارتدى المالكي قناع بوش الذي سلم العراق للقاعدة , فأن المالكي سلم الموصل وتكريت وبيجي و غداً بغداد الى عصابات الرايات السوداء المجرمة,وساهم بشكل كبير في نجاح مشروعهم في بناء مقاطعة تمتد من الرقة ودير الزور غرباُ الى الموصل وصلاح الدين شرقاً .

ليست الحكومة الحالية و كذلك الحكومات التي جاءت بعد 2003 , حكومات وطنية, وكذلك داعش و القاعدة وفرقة النقشبندية, وبقايا البعث الفاشستي, هي منظمات مجرمة وارهابية و مصاصي دماء و قتلة وسفاحين.

أن الصراع الحالي في العراق هو صراع, مافيوي, لاهوتي, يرتدي ازياء دينية , وقناع طائفي, وبالفاظ و مفردات اسلاموية من الطرفين.
هذا ما يبدو على السطح لكن الصراع العميق هو بين جماهير شعبنا و بين الطرفين الهمجيين, داعش وباقي المجموعات الأرهابية, و الحكومة الفاشلة.

ينادي الكثير من الاصدقاء برص الصفوف و الوقوف بوجه الأرهاب الاسود.
لكن مع من نقف و مع من نصطف؟

أي حديث عن الاصطفاف مع الحكومة الحالية هو ضرب من العبث, والمقارنة مع ديغول, اثناء الحرب العالمية الثانية , او مع ماو تسي تونغ و تشان كاي شك, اثناء غزو اليابان, مقارنة لا معنى لها.

جميع حلول الحكومة الحالية سوف تؤدي الى المزيد من نهر الدماء و الى المزيد من الانقسام و التشرذم وضياع اراضي العراق, وشعارها الآن: وليكن من بعدي الطوفان... Après moi le deluge.

الحل المؤقت و السريع:
يملك الأنكليز كل الشروط المادية للثورة...ما ينقصهم هو روح الثورة ......ماركس

أستقالة الحكومة الحالية و تشكيل حكومة مؤقته , حكومة انقاذ وطني, حكومة , غير طائفية , حكومة قادرة على دحر الارهاب الاسود الذي بدأ يأكل الاخضر و اليابس. حكومة تلغي نهائياً نظام المحاصصة الطائفية الكريه, وتعطل الدستور الحالي و تحل البرلمان العراقي , برلمان القوادين و مهربي الحشيش و تجار الجنس , وتعيد بناء الدولة على أسس المواطنة.

لكن كيف تاتي الحكومة المؤقتة؟

هل تأتي بواسطة انتفاضة شعبية؟
هل تاتي بواسطة انقلاب عسكري؟
هل تأتي بواسطة تدخل خارجي؟ هناك احتمال كبير بتدخل ايران و تركيا و امريكا .
هذا الامر متروك للزملاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرتزقـــة يعملون فلماذا التدخل
كنعان شماس ( 2014 / 6 / 12 - 12:12 )
تحية يا استاذ جاسم الزيرجاوي طالما المرتزقة يعملون بحماس فلماذا التدخل السافر ؟؟؟ اظن سيتركوهم احدهم يفترس الاخـــر الى ان يتطـــــهروا من قيم البـــــــدو ويامنون بالانتماء الى ثقافة العصر وشريعة حقوق الانسان تحية


2 - حروب المافيا
عبد الحسين سلمان ( 2014 / 6 / 12 - 13:51 )
شكراً لك أخي شماس
هذه هي حروب المافيا , مافيا الحكومة و مافيا الأرهاب الاسود
ومن خصائص المافيا الرئيسية هي أن تفترس بعضها البعض والضحية جماهير الناس


3 - المأساة والمهزلة
يعقوب ابراهامي ( 2014 / 6 / 12 - 22:00 )
التاريخ يعيد نفسه , مرة كمأساة, ومرةً ثانية كمهزلة
هذا القول يُنسب إلى كارل ماركس لا إلى هيجل


4 - خطأ غير مقصود
عبد الحسين سلمان ( 2014 / 6 / 13 - 03:55 )
المعلم
آسف على هذا الخطأ الغير مقصود
وشكراً لكَ
Hegel remarks somewhere that all great world-historic facts and personages appear, so to speak, twice. He forgot to add: the first time as tragedy, the second time as farce
لم يعتقد ماركس أن التاريخ يعيد نفسه, هذه العبارة من باب السخرية .
والجمل السابقة هي سخرية ماركس من هيجل عندما قال:في فلسفة الحق 1837
A coup d’état is sanctioned as it were in the opinion of the people if it is repeated. Thus, Napoleon was defeated twice and twice the Bourbons were driven out. Through repetition, what at the beginning seemed to be merely accidental and possible, becomes real and established.”


5 - التاريخ
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 09:57 )
ومن شِيَم التاريخ أنه لا يتخلّف عن تلقين الدرس، حتى إنْ أبطأ أو تأخر، وسواء تعرّجت به الطرق أم استقامت

اخر الافلام

.. ما هو تأثير أمراض القلب على صحة الدماغ؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. تعديلات في أعلى مناصب الدولة المصرية: تغييرات شكلية أم نِتاج




.. حزب الله يتوعد باستهداف مواقع إسرائيلية جديدة ردا على اغتيال


.. انتخابات رئاسة إيران.. فتح مراكز اقتراع الجولة الثانية




.. زحمة #الانتخابات تجتاح العالم.. من يقرر نتائجها؟