الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصحاب الكروش... والشوارب الرهيبة.

حسين الركابي

2014 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أصحاب الكروش... والشوارب الرهيبة.
مشاهد وإحداث متسارعة يمر فيها العراق هذه الأيام، وقد وقع بمنزلق خطير ورهيب، وبإحداث كبيرة وسريعة من حرق مدن، واحتلال محافظات، وتهجير اقضية، ونواحي، وتخبط حكومي كبير، وقرارات مرتبكة، وقادة مفككين، ومنظومة أمنية غير قادرة على حماية نفسها من قوى التكفير والظلام داعش.
ان المنظومة الأمنية التي تشكلت بعد سقوط النظام عام 2003 ، وبدأت تأخذ دورها الحقيقي في بسط الأمن، والاستقرار، وحماية المؤسسات، والأماكن الحيوية في البلاد؛ وقد واجهت اكبر هجمة إرهابية، وطائفية في الأعوام المنصرمة التي تلت سقوط النظام ألبعثي؛ وبالرغم من قلة العدد، ونقص كبير في الذخيرة، والمعدات العسكرية، والتي في وقتها لم يكن هناك طائرات هليكوبتر، أو صياد الليل لإسناد القوات الأمنية، حيث حققت منجزات كبيرة آنذاك، واستطاعت إن تبسط الأمن في معظم مناطق العراق.
يبدو إن هذه المنظومة الحيوية، والمهمة في البلاد؛ لم تسلم من جرثومة المحسوبية، والمنسوبيه، والطائفية، والحزبية، والفساد الإداري، والمالي حالها حال المؤسسات، والوزارات الأخرى؛ التي أصبحت اليوم عبارة عن مؤسسة العشيرة، والعائلة، ووزارة الحزب، والطائفة بعيدة عن المهنية والوطنية.
لا شك إن سقوط محافظة نينوى، وبعض المدن الغربية بيد قوى الإرهاب، والتكفير داعش، وفتح السجون وإخراج المجرمين، والقتلى منها؛ يعد مؤشرا خطيرا على مستقبل العراق، والعملية السياسية برمتها، ويجعلنا اليوم نقف على حافة الهاوية، وتقرير المصير بسبب الإرباك، والتخبط السياسي الحاصل بين قادة العراق، وفي مقدمتهم القادة الآمنيين.
لم يكن أمر الخيانة، والتخاذل بالجديد على هؤلاء القادة الأمنيين، والذي تسنموا المناصب العليا في القوات الأمنية منذ 2006، وإنما لهم تاريخ حافل بمثل هكذا انكسارات، وانهزامات؛ والتي بدأت بهزيمة الجيش، وحرق جميع معداتة في أحداث الحرب على الجارة الكويت، والذي لبسوا هؤلاء القادة لباس أهل ميسان، واختبئوا بين نسائها؛ وفي 2003 لبسوا لباس أصحاب الماشية، وصاروا يرعون الأغنام، والبقر في صحراء المحافظات الجنوبية، واليوم لبسوا السروال الكردي، واختبئوا في جبال كردستان، وسلموا أهل نينوى إلى خفافيش الظلام، والقتلى، والمجرمين، وكما يقال المثل"من شب على شي شاب علية".
يجب محاسبة ومعاقبة هؤلاء القادة أصحاب الكروش الكبيرة، والشوارب الرهيبة، الذي ناداهم فيها قائدهم قبل دخوله إلى حفرة الجرذان"شوكت تهتز الشوارب"، وإبعادهم عن هذه المنظومة الحيوية، والكبيرة؛ وتصفيتها من تلك العناصر أصحاب السوابق، والتاريخ الأسود، والذي عادوا تحت رداء المصالحة الوطنية، والمصالح الحزبية، والشخصية؛ واستغلوا ضعف إدارة الدولة، وقراراتها الفردية، والارتجالية، وجعلوا هذه المؤسسة تعمل ضمن إطار الحزب الواحد، ومفهوم القائد الأوحد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات