الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاح مونديال الشعوب الفقيرة

خالد قنوت

2014 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


المظاهرات الكبيرة التي قامت و مازالت ضد استضافة المونديال في البرازيل, و التي كلفت حوالي 16 مليار دولار امريكي, لأنها ستصيب الاقتصاد البرازيلي بعجر مالي و ديون كبيرة سيدفع ثمنها الشعب البرازيلي في فترة ركود اقتصادي عالمي حالية كان من الممكن أن يتابع بهذه المليارات مسيرة نموه المتصاعدة كدولة واعدة اقتصادياً, ذكرتني باستضافة سورية حافظ الأسد الدورة العاشرة للألعاب المتوسطية في اللاذقية سنة 1987 في فترة الانهيار الاقتصادي السوري و عزلتها دولياً بسبب حادثة محاولة تفجير طائرة إلعال الاسرائيلية سنة 1986 بتخطيط من رئيس جهاز المخابرات الجوية آنذاك اللواء محمد الخولي حيث ضخت كميات هائلة من أموال الخزينة العامة في ترتيبات استضافة الدورة و إقامة مدن رياضية انشئت بمواصفات فنية سيئة على مساحات من الأراضي الزراعية في اللاذقية, حيث يذكر اللاذقانيون كيف ثبتت الألواح الرخامية بمواد لاصقة رديئة أدت إلى سقوطها بعد وقت قصير و كيف طليت بعض الملاعب و الساحات باللون الأخضر على أنه عشب طبيعي و كيف انقطع التيار الكهربائي عدة مرات اثناء المباريات و تعطلت اللوحة الالكترونية أغلب الأحيان. الاهانة الرسمية الكبيرة التي وجهت للنظام الأسدي في أن دولاً عديدة جاءت بفرقها الرياضية بسفن كبيرة و توقفت عرض البحر لتكون أماكن إقامة للاعبيها كما فعلت ايطاليا و فرنسا و اسبانيا.
كان جل تركيز حافظ الأسد على إظهار قوته العسكرية في الافتتاح و كانت فقرة القوات المسلحة هي الأهم باللباس العسكري في عرس رياضي عالمي, رغم اعتراض المستشارين الفنيين الروس الذين اشرفوا على حفل الافتتاح لكن ما يقرره حافظ الأسد هو كتاب منزل لا اعتراض عليه و لو صرف في أجله آخر قرش من أموال الشعب السوري في زمن بدأنا ننتظر فيه ساعات في طوابير للحصول على علبة السمنة أو تنكة الزيت أو اوراق المحارم و حتى علبة السجائرالوطنية.
كانت سيرة الزعيم الكوري الشمالي كيم إل سونغ هي المثل الأعلى للطاغية الأب في إظهار القوة العسكرية داخلياً و خارجياً و إقامة احتفالات و مهرجانات اسطورية و مظاهر اسراف منقطعة النظير تغطي وقتها عمليات نهب هائلة يقوم بها أزلامه بحجج أنها شركات وطنية كمؤسسة الاسكان العسكري التي حكمها المقدم خليل بهلول و الانشاءات العسكرية التي حكمها اللواء رياض شاليش و غيرهم في ذاك الوقت حيث كان رامي مخلوف طفلاً.
يقدر الخبراء الاقتصاديون آنذاك, أن تكلفة استضافة الألعاب المتوسطية كانت كافية لانشاء محطات معالجة مائية لأكثر المدن السورية التي تعاني شح المياه و مشكلة تصريف المياه الآسنة أو أن يقام مشروعي مترو انفاق في مدينتي دمشق و حلب و بمواصفات عالمية عالية.
كل ما أقيم من منشآت رياضية في اللاذقية تحول لصالح بعض المتنفذين من عائلة الأسد و أزلامهم و لم يتم الاستفادة منها أو تشكيل فريق رياضي على مستوى جيد عربياً أو إقليمياً و لا حتى خرجت برياضي واحد ذي أهمية رغم كل ما يملكه شباب و شابات محافظة اللاذقية من إمكانيات جسدية طبيعية, لا بل تابع النظام مسيرة الاستنزاف المالي بإقامة مهرجانات المحبة كل سنة.
كانت إطلالة الوريث الأول باسل حافظ الأسد و إلقائه كلمة الرياضيين السوريين و تلقينه القسم الرياضي في افتتاح الدورة العاشرة لألعاب المتوسط تستحق عند حافظ الأسد كل سورية و أهل سورية معها ليعلن للجميع أنه وريثه و أن حكم سورية الأسدية مستمر من بعده حتى و لو مر على سورية أجيال لا تعرف أطفالها شكل الموز أو علبة الحليب المجفف.
تحية للمتظاهرين البرازيليين ضد استضافة المونديال على أرضهم و على حساب لقمة عيشهم و ويل للسيدة ديلما فانا روسيف رئيسة البرازيل, و التي تتطلع للولاية الثانية, من غضب الشعب إن خسر المنتخب البرازيلي كأس المونديال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا