الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتحول الحب الفاشل إلى صداقة ناجحة؟

رضوى فرغلي

2014 / 6 / 13
الادب والفن


حين تفشل علاقتنا مع من نحب، نشعر بالانكسار، ونفقد الاتزان النفسي والعاطفي.. قد نتصرف مثل طفل مهزوم أو مثل وحش كاسر خصوصا في بداية الصدمة، لكن بعد أن نستعيد قدرا من توازننا ونتجاوز المرحلة الضبابية، ننظر للأمر بطريقة مختلفة، نحاول تقييم العلاقة مرة أخرى وأخذ موقف حاسم منها.



لا أتكلم هنا عن علاقة حب من طرف واحد، أو أخرى انتهت أو أصبحت غير ممكنة لأسباب خارجة عن إرادة الطرفين، أو اقتضت الضرورة تحويلها إلى صداقة باعتبارها العلاقة الوحيدة المتاحة أمام الشريكين والتي تحقق قدراً لا بأس به من القُرب والحميمية، لكن في هذه الحالة يظل الحب نابضا في القلب دون قدرة على معايشته في الواقع، كأنها علاقة حب مع إيقاف التنفيذ!.. لكنني أقصد تجربة حب خاضها الشريكان ولأسباب غالبا ما تكون مؤلمة، توقفت بهم العلاقة في منتصف الطريق وبقيت داخل كل منهما مثل هاجس يطاردهما، أو ندبة تخلق في النفس إحساسا مستمرا بالشجن!





حينما تفشل علاقة الحب يفكر البعض في الانسحاب أو الابتعاد نهائيا عن الشريك والانفصال عنه عاطفيا ومحاولة تناسي تفاصيل العلاقة التي قد تشعره بالحنين إليها، وربما يساعد نفسه بإقامة علاقة حب جديدة تحتوي آلامه وأحلامه المحبطة، أو يفضل استكمال حياته بأي حلول أخرى عملية، والاكتفاء من العلاقة السابقة بذكرى غائمة!





آخرون يؤرقهم الحنين ولا يستطيعون القفز بسهولة على مشاعر مازالت تنبض داخلهم رغم فشل العلاقة. لذا يحاولون الإبقاء على العلاقة في صورة أخرى لا تضطرهم لخسارة بعضهما البعض بشكل تام، فيرددون لأنفسهم والآخرين: نحن الآن أصدقاء.. لكن هل فعلا تتحول علاقة الحب الفاشلة إلى صداقة؟!



للأسف، إن مفهوم الحب مشوه أصلا لدى نسبة كبيرة من النساء والرجال، فالكثيرون لا يعرفون كيف يخوضون تجارب الحب، وأغلب الناس يساوون بينه وبين العلاقة الجنسية البحتة، بينما ينقلب الحب لدى آخرين فجأة إلى كراهية معلنة أو ضمنية كأن الفشل جرح نرجسي لذواتهم عليهم أن ينتقموا له من الطرف الآخر!



لذا من الصعب أن تتحول علاقات الحب "المأزومة" إلى صداقة، لأنها ببساطة فقدت أشياء مهمة وجوهرية اعتاد عليها الطرفان، وخسارة مريرة لحالة من الاندماج والتوحد والانكشاف الكامل، ما يجعل علاقة الصداقة المحتملة مشوهة ومتراجعة خطوات كثيرة للوراء، ومفرغة من محتواها العميق. إن العلاقة الجديدة ربما تشبه الصداقة لكنها ليست صداقة حقيقية، فقد يلتقي الشريكان كثيرا ويتصافحان ويسألان عن أحوال كل منهما من وقت لآخر، لكن شيئا ما تشوه وترك أثرا سلبيا من الصعب تجاوزه، خصوصا إذا كان للعلاقة بُعد جسدي حميم!





وقد يقبل البعض بهذه العلاقة الشبيهة بالصداقة إذا كان يجمعه بشريكه السابق مجال عمل أو نشاط اجتماعي مشترك أو زواج سابق وبينهما أطفال، بشرط توفر وعي ونضج نفسي وفكري عال، لكن ظلال العلاقة الأولى تبقى مثل شبح مؤرق يصيب العلاقة بالشلل في بعض المرات أو إلى الأبد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف