الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السجن المدني بالرشيدية: اكتظاظ وتجويع ووضعية صحية متردية

علي بنساعود

2005 / 7 / 27
أوراق كتبت في وعن السجن


الأوضاع بالسجن المدني بالرشيدية (الجنوب الشرقي المغربي) ليست على ما يرام، هذا ما يمكن أن نخلص إليه من تقرير للفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان
التقرير يفيد أن مدير هذه المؤسسة اعترف للجنة الإقليمية المكلفة بمراقبة السجون بتعاطي بعض النزلاء للمخدرات!!! وإن أضاف أن إدخال هذه المواد المحظورة يتم بطرق سرية عبر رميها من فوق السور!!!، ساعة استبدال الحراسة!!!

التقرير الذي أعدته الجمعية بناء على ما عاينه رئيسها خلال زيارته للسجن ضمن أعضاء اللجنة الإقليمية المومأ إليها أعلاه، وعلى شكايات السجناء وتظلماتهم، سجل أيضا أن هذه المؤسسة تعاني من الاكتظاظ مقارنة مع السنوات السابقة (أزيد من 17 سجينا في الزنزانة الواحدة!!!) رغم أنها لا تحتضن، حسب ما صرح المدير، سوى 355 سجينا من بينهم 25 امرأة و24 حدثا وطاقتها الاستيعابية هي 500 نزيل، ومصدر الاكتظاظ، حسب التقرير، هو أن بالسجن بناية تضم مجموعة من الأحياء ما تزال غير مشغلة!!!

نفس التقرير لاحظ أن الزنازن تحتاج إلى الترميم والطلاء وتفتقر للأسرة والأفرشة، وأن السجناء يفترشون الأرض ويلتحفون أغطية قديمة مهترئة... وأنهم مختلطون لا تراعي الإدارة أية اعتبارات في توزيعهم على الزنازن والأحياء: (سلفية جهادية- حق عام/ متعلمون- أميون...)

التقرير أضاف أن الوضعية الصحية للسجناء متدنية، إذ أن مجموعة أمراض تنتشر بينهم أهمها الأمراض الجلدية (الحكة) وأمراض العيون والجهاز الهضمي والتنفسي والسكري علاوة على الأمراض النفسية، وتوقف عند حالة خاصة هي حالة السجين "الحسين بوتغاسين" (رقم الاعتقال: 27154) الذي أصبح لا يغادر مصحة المؤسسة بعدما فقد القدرة على الحركة من جراء مرض السرطان... وهو أمر أرجعته الإدارة إلى كونها لا تتوفر على طبيب خاص بالمؤسسة وغير متعاقدة مع أي طبيب لا من القطاع العام ولا من الخاص، وذلك لهزالة التعويضات المخصصة لذلك (600 درهم شهريا) مقابل كثرة السجناء المرضى (معدل السجناء المرضى الذين يعرضون يوميا على الطبيب هو ستة) وللخصاص الذي تعرفه المنطقة في الأطر الطبية ولضعف الاعتمادات المخصصة للأدوية...، وبالمناسبة، فقد التمست الإدارة تدخل مندوبية الصحة للرفع من مستوى التطبيب بالمؤسسة... وأضافت أن الحل الذي لجأت إليه مؤقتا هو إحالة المرضى على مستشفى مولاي علي الشريف الذي خصصت إدارته فضاء مسيجا للسجناء...

تغذية السجناء أيضا حظيت باهتمام التقرير، حيث سجل أنها هزيلة أساسها القطاني والخبز والشاي وأنهم مضطرون للاعتماد على دعم أسرهم، وللطبخ بأنفسهم، خارج الزنازن!!! وهو أمر أرجعته الإدارة إلى ضعف الاعتمادات التي تخصصها الإدارة المركزية لذلك...

تقرير الجمعية سجل أن السجن يتوفر على مخبزة ومصبنة ومسخنة، وكلها في وضعية جيدة لكنه لم يسبق تشغيلها لأن الإدارة العامة للسجون لم تأذن بذلك!!! ولذلك يضطر السجناء إلى الاستحمام بالماء البارد، معتمدين على إمكانياتهم المادية في توفير مواد النظافة!!!

الجمعية سجلت أيضا وجود نواة مكتبة لكنها فقيرة في حاجة إلى التطوير والدعم...، كما سجلت أنه، باستثناء محو الأمية التي يستفيد من دروسها 36 سجينا، لا يستفيد باقي السجناء من أي تكوين أو أنشطة ترفيهية أو رياضية!!!

أما بخصوص فضاء الخلوة العائلية، فسجل التقرير أن الإدارة لا تشغله خوفا، حسبها، مما قد ينجم عن ذلك من حوادث بين السجناء وزوجاتهم!!! سيما أن الإدارة المركزية حملتها مسؤولية تشغيله...

هذا وقد اشتكى السجناء الذين استمعت إليهم اللجنة، حسب التقرير، من الأحكام الصادرة في حقهم واعتبروها قاسية، وأضافوا أن التحقيق الذي خضعوا له كان شكليا حيث لم يستمع إليهم بما يلزم من جدية... أيضا اشتكى بعض هؤلاء من رفض القضاء دمج عقوباتهم ومنهم السجين خالد العنزي (رقم الاعتقال 29423) الذي تم رفض إدماج عقوباته أربع مرات...!!!

وقد ختمت الجمعية تقريرها بتسجيل أن موظفي السجن هم من يؤدي ثمن الحوادث التي تقع، وكمثال على ذلك، استشهدت بتنقيل اثني عشر حارسا إلى بوعرفة، وذلك إثر انتحار سجين... وقبله تم تنقيل أحد الموظفين بدعوى تعاونه مع الحركة الحقوقية، وذلك إثر نشر الجمعية لتقرير حول الأوضاع بهذه المؤسسة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية


.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب




.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين


.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟




.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان