الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صغار الرجال لا يستطيعون الوقوف إلا في صف الأقزام

على عجيل منهل

2014 / 6 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


ان منجزات رئيس وزرائه المنتهية ولايته نوري المالكي- رغم طول القائمة الكارثية لهذه الأعمال وأثرها الفظيع على الشعب العراقى وعلى المنطقة ككل- والتى ادت الى سقوط الموصل لابد التذكير بأهمها - وهو: جعل العراق، وهو البلد الغنيّ اقتصاداً وثقافة وحضارة، واحداً من أكثر البلدان فساداً وتخلّفا وتراجعاً على كافة الأصعدة.
واستطاع بنجاح العوده بالبلد - الى الخلف-ونجح فى -تجميع الصلاحيات العسكرية بين يديه، وتكييف الأجهزة الأمنية لتكون طوع إشارته، وافساد وتطويع مؤسستي البرلمان والقضاءوالسيطرة على البنك المركزى وبقية المؤسسات المستقله
إنها حقاً مأساة أن نشهد سياسياً مثل نوري المالكي، كان قد بنى تاريخه السياسي على محاربة الدكتاتورية في العراق، ينهي حياته السياسية بتكرار ممارسة دكتاتورية أسوأ، وفي تحالف مع البعث السوري ذي السجل الذي يخجل صدام. صحيح أن المالكي كان حتى وهو يدعي محاربة الدكتاتورية، يعيش ويعمل في كنف الدكتاتورية السورية والدكتاتورية الإيرانية، وما يزال متحالفاً مع نظامي الطغيان هناك ضد شعوبهما. وهو ما يقدح في أي مزاعم ديمقراطية لمثله. ولكن كان المرتجى أن يكون تعلم شيئاً من مآلات الطغاة، وهو الذي تولى شنق صدام.-
وفي المقابل استعار نظام المالكى - تكتيكات النظام السوري فتداول الإعلام قصص هروب المئات من أفراد تنظيم «القاعدة» من السجون العراقية، وغيرها من قصص عن هروب حاميات عسكرية وأمنية --كان آخرها هروب الجيش العراقي في الموصل- لاستدراجهم لاحتلال مدن غربى العراق ، ومن ثم محاصرتها واستهداف حاضنتها الاجتماعية بالبراميل المتفجرة والقصف المدفعي وتحويلها الى كمّ اجتماعيّ بائس ومهمل يتلقّى معونات النزوح.
وبذلك تكتمل إنجازات نوري المالكي والأسد وأثبتت نجاعتها، وتؤكد أهليتهما لحكم الشعبين للأبد، فالشعب العراقي الذي يعاني الأمرّين من فساد السلطة وتغوّلها وفشلها في تقديم أولويات الحياة الكريمة، من ماء وكهرباء وطرق وسكن وأمن، أعاد انتخاب أعاد انتخاب رئيس وزرائه المزمن، كما فاز شريكه السوريّ في الاستبداد، بشار الأسد، أيضاً برغم مئات آلاف القتلى والرهائن والسجناء وملايين النازحين.
إذا كان انتزاع مدينة مثل الموصل-- ثاني مدن العراق-وأخرى مثل تكريت - في قيمتها الرمزية، بوصفها مسقط رأس صدّام حسين- ومن الجدير بالذكر تم اعادة المحافظ السابق فى عهد صدام حسين الى ادارة محافظة صلاح الدين لقد تعاونت - داعش-والعشائر والوحدات النقشبندية والضباط من جيش العراق السابق للسيطرة على الموصل وصلاح الدين - ويبدو من قراءة الاحتمالات الاخرى للمشهد،- كأنْ يكون المالكي هو الذي بيّت هذا الانهيار الدراماتيكي للوحدات الموالية، مما يجعله أقرب إلى انسحاب متعمد منظّم، يمكن ان يحقق للمالكي سلسلة أغراض كثيرة خبيثة ويكون هو المنقذ والمستفيد الاول -
بين هذه الأغراض، ثمة فرصة إحداث فتنة، في الموصل ومحيطها، و هو إطلاق يد «داعش» في المنطقة، كي تعيث فيها فساداً، وتكرر سيناريوهات مدينة الرقة السورية، فتحلل وتحرّم وتكفّر، وتزيد وطأة المخاوف الأهلية من شبح «الخلافة الإسلامية»؛ فضلاً عن تمكين هذا التنظيم من «اغتنام» أسلحة ثقيلة، يتعمد الجيش العراقي تركها في المخازن، وتتولى «داعش» نقلها إلى داخل وحداتها المقاتلة في سوريا-- وتم نقل الاسلحه العراقيه المتروكة امس من قبل داعش الى داخل الحدود السوريه - غرض ثالث هو مسارعة المالكي إلى استغلال الوضع، ومطالبة البرلمان العراقي بفرض قوانين الطوارىء، الأمر الذي سيتيح له سلطات استثنائية ضدّ جميع خصومه، وضدّ المجتمع بأسره.حسنا فعل البرلمان بمنعه من الحصول على قانون الطوارىء-----
ان العراق -يتعرض الى مخاطر جدية تهدد وحدته ونسيجه الاجتماعي و كيانه، والعملية السياسية برمتها، مما يتطلب ان يبادر الجميع، احزاب سياسية، وجماهير شعبية، وقوات مسلحة وبيشمركة الى التعاضد والتكاتف والارتفاع الى مستوى التحديات، والترفع عن صغائر الامور والحساسيات والانطلاق العاجل والتوجه الجاد لاقامة حكومة انقاذ وطنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - داعش تدعو
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 14:16 )
- النساء في الموصل الى -الحشمة والستر والجلباب والخدر وترك الخروج من المنزل


2 - رغد صدام حسين
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 14:17 )
- فرحانة بمقاتلي الوالد وبانتصارات عمي عزت


3 - أحتلال الموصل- احتفالات فى غزه
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 14:27 )

بأن العشرات من عناصر التنظيمات السلفية الجهادية نظموا وقفة فى مدينة رفح، جنوبى قطاع غزة، احتفالا بسيطرة -داعش-، المحسوب على تنظيم القاعدة، على عدة مدن ومناطق فى العراق.
ورفع المشاركون فى الوقفة أعلام تنظيم القاعدة، ورددوا هتافات منها: -خيبر خيبر يا يهود.. جند محمد سوف يعود-، و-دولة الإسلام باقية-، و-لا للروافض-.


4 - غزة تتضامن وتقف مع داعش ضد العراقيين
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 13 - 15:13 )
تحية دكتور علي
شكرا على الخبر اللطيف جدا جدا
في تضامن واحتفالات شعب غزة في سقوط الموصل على ايدي الدواعش
خبر بالباكيت
لكل الاخوة من اليسار ومن الشيوعيين في هذا الموقع وخارجه
نتمنى أن تسيطر داعش على غزة حتى تكمل الحسبة
ويسيطرون على رام الله
اللهم آمين
ليسمع العالم الحر المتضامن مع شعب غزة
مع أي نموذج من الاحرار ـ الارهابيين ـ يتضامنون
نتمنى على اليهود في العالم أن يستثمروا تضامن غزة مع داعش خير استثمار
تحياتي للدكتور


5 - تحياتى لك اخى العراقى
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:03 )
سبق ان اقاموا سرادق العزاء بعد اعدام صدام حسين امر غريب وعجيب يحتفلون بسقوط الموصل بيد القوى الظلامية السوداء


6 - - وليد حنا بيداويد
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:18 )

سيلوس العراقى
Friday, June 13, 2014 - وليد حنا بيداويد

اذا كانت حكومة غزة مشتركة لابل لها اليد الطولى فى تفجير كنيسة سيدة النجاة فى بغداد وقتل اكثر من ستون شخصا وطفلا وشيخا وامراءة ولها اليد فى تفجير معابد اليهود هنا وهناك واذا كان قد اشتركوا فى الغزوة العراقية وارسلوا الف ومائتان وواحد انتحارى فجروا انفسهم فى بالقرب من مدارس اطفال واسواق ومساطب العمال فى العراق وسرقوا البنوك وقتلوا المسيحيين الابرياء فى دورهم ومنها فى البتاوين والدورة والبلديات، فما بالك ان هؤلاء لا يرتكبون الافضع عندما يدفعهم هنية وغيره من رؤسائهم المؤمنين بالله لارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعب لطالما كانوا ضيوفا مكرمين فى العراق ياخذون نصف حصة الشعب العراقى ويطعنونه بخناجرهم المسمومة من الخلف
اكيد انهم يباركون داعش واخواتها انها لفرصتهم لكسب الغنائم التى لطالما ينتظرونها بفارغ الصبر منذ سنوات


7 - غريب أمر الفلسطينيين
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 13 - 17:18 )
أخي دكتور علي
أن مواقف الفلسطينيين ضد الشعوب العربية لا يمكن فهمها وفهم أهدافها
انها تعبر عن ذكاء فلسطيني في سهولة خسارة اصدقائه
انهم يعتقدون بأن العراقيين ينسون مواقفهم المعادية لهم
انهم لن يتعلموا مثلما لم يتعلموا من أخطائهم الفظيعة بحق أنفسهم اولا ودائما
فهم ضد اسرائيل وضد اليهود ولازالوا يعيشون في زمن خيبر
وهم ضد العرب وشعوب العرب
ويقفون مبتهجين أمام الويلات التي تقع على شعوب أخرى
كيف لا يشعر الذي يعاني بغيره المتألم؟
أمرهم غريب جدا
تحياتي لك
ونتمنى سلامة العراق بأجمعه من الارهابيين ومن الدماء بسرعة
ونتمنى له حكومة عاقلة تسعى الى تحقيق مصالح مواطنيها
والكف عن الاختلافات الدينية والطائفية الكريهة والقاتلة


8 - ألأخ العزيز الأستاذ علي منهل المحترم !
ماجد جمال الدين ( 2014 / 6 / 13 - 17:18 )

شكرا لك على هذا المقال الغني والذي رغم إختصاره يوضح اهم الأشياء.

المؤسف أن بعضاً ، ليس من العامة والغوغاء بل من يُحسبون على فئات المثقفين يصورون الأمور ليس كما نراها جلية للعيان ويعاني منها شعبنا آلاما لاتطاق .. ولا أدري ما الذي يعمي بصائرهم ؟ ـ هل هي طائفيتهم البغيضة وأحقادهم أم مصالح إنتهازية بحتة أم تعودهم على العبودية ، ولكنهم بدون أي خجل يروجون للمالكي بأنه المهدي المنتظر وولايته يجب أن تمتد لآخر الزمان ... أو ربما لآخر قطرة دم عراقي يراق لتمتلئ جيوبهم أكثر بالمال السحت .

تحياتي المخلصة


9 - ايها العراقى
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:39 )
وإذا جاهدتم في سبيلهم فدعوهم يقدمون أولادهم الصُّفوف، ويهجرون “الخضراء” ويعيشون مثلما تعيشون، لا تكونوا مشاريع القبور ولهم مشاريع القصور


10 - كتب الاستاذ المفكر رشيد الخيون
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:41 )

مازلنا حائرين بالسَّؤال: مَن فتح بوابات الحبوس، بـ”أبو غريب” و”التاجي”، و”البصرة”، ومَن هذا الغريب الذي يقود الأرتال في صِرة بغداد، ويخرقها على مدار الأيام والسَّاعات بالتَّفجيرات؟ بينما قدرت تلك القيادة على أنفار مِن المتظاهرين في ساحة التحرير ضد الفساد(2011) وبطشت بهم. فقالوا عنهم حينها: إنهم هؤلاء القاعدة والبعثيون! حتى جاء خبر الموصل، ورئيس وزراء البلاد لم يتحرك بسريره مِن أرض الخضراء، يقول لمنافسيه أو شركائه اشترطوا كلَّ شيء، أختم على مراكب مِن الورق والهزائم، مقابل الولاية الثَّالثة.


11 - التكفيريين
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:43 )
يطلع الصَّبح ويمسي المساء وهي تتحدث عن البطش بالتَّكفيرين، لم يبق زعيم منهم لم يُعلن عن قتله. بعد وصول هؤلاء إلى الخضراء سنعود ونقول ما قاله محمد مهدي الجواهري(ت 1997): “مضى حمزة الصَّياد يصطادُ غبشة/ فآب وقد صاد العيشة غرابا”.


12 - اخى الاستاذ ماجد جمال الدين المحترم
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:48 )
،على السيد المالكي وكل فريقه السياسي وجوقة مستشاريه ان يفسح المجال والطريق امام حكومة انقاذ وطني تتحمل مسؤولياتها خلال فترة انتقالية زمنية محددة ، الوحدة الوطنية في خطر والعراق ووحدته الجغرافية وسيادته واستقلاله في خطر اكبر .


13 - ذكرت كلينتون
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 17:59 )
وذكرت كلينتون في تصريحات لـ(BBC)، العراقي نوري المالكي، أن يثبت بشكل لا لبس فيه أنه قائد لكل العراقيين وليس لطائفة معينة.
وأضافت، أن الجيش العراقي، بحاجة أن يحقن ببعض الالتزام والمهنية، وهذا ما كانت تحاول أن تفعله الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون، -لن ترسل الولايات المتحدة قواتها إلى العراق، ليس فى المستقبل القريب، ولكن اعتدت ألا أقول (أبداً) في السياسة-.


14 - الأخ وليد
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 13 - 18:37 )
شكرا لتعليقك التفصيلي اعلاه والذي نشره الاخ الدكتور علي مشكورا
نعم أخي ان حكومة حماس في غزة هي منظمة ارهابية لا تقل ارهابا عن داعش بل أتعس منها
انها أحد رموز محور الشر الكبرى في الشرق الاوسط
وان حماس حاقدة على اليهود وعلى المسيحيين وتهدف الى القضاء عليهم
حالها حال باقي فصائل المقاومة الاسلامية الفلسطينية
وهي معروفة جيدا
نتمنى أن يتم نزع سلاح المنظمات الارهابية والقضاء عليها نهائيا
تحية


15 - - عمل غير متعمد - كما اعتقد -تحياتى استاذ وليد
على عجيل منهل ( 2014 / 6 / 13 - 19:19 )
اهذه الازدواجية يا حوار المتمدن
Friday, June 13, 2014 - وليد حنا بيداويد
قامت ادارة الحوار المتمدن المساندة لتطلعات داعش واخواتها بحذف تعليقى على كلام السيد سيلوس العراقى بينما قام الاخ على عجيل منهل بعمل كوبى ونشره، ماهذا يا اخوة فى الحوار اللا م هل نحن امام دائرةامنية سعودية ام امام محكمة اسلامية سلفية ام امام كلتاهما
محبة


16 - أكيد
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 13 - 20:12 )
أكيد غير متعمد
ربما طلب أحدهم من الرقيب حذف التعليق
مع أن التعليقات ليس فيها ما يسيء الى أحد ولا فيها تجني
وليس في هيئة ادارة الحوار المتمدن سلفيين أو ماشابه
والا كنا هربنا من زمان
احتراماتي للجميع

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA