الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خليفة وأخوته مع داعش

محمد الحداد

2014 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



كان لي اتصال هاتفي مع ابني الكبير الذي يسكن في مدينة أخرى يوم أمس، وتحدثنا طويلا، حيث بدأنا حديثنا حول بطولة كأس العالم، ومن سيلعب أفضل ممن، ثم انتقل الحوار لما يجري في العراق حاليا، وتطرقنا لداعش، حيث قال لي: أتذكر خليفة، صديقي في الصغر.
قلت: نعم، أليس هو الذي قدم وعائلته من الجزائر هاربين من الفتنة هناك.
قال لي: نعم هو.
قلت: وما أمره.
قال: هو من مقاتلي داعش، وقد عاد توا من القتال في سوريا، حيث يقول أنه قتل المئات من الأطفال والنساء والرجال.
قلت: مستحيل، فهو كان ولدا لطيفا.
قال: الكثير قد تغير.
قلت: أتذكر أنه كان دائما يسأل، هل هذا اللحم اسلامي أم لا، ولا يقبل أن يأكل حتى في بيتنا قبل أن يسأل عن كل شيء.
قال: نعم، هو كذلك.
قلت: ولكن كيف أصبح داعشيا.
قال: هم ثلاثة أخوة، الكبير كان يشتغل ببيع المخدرات، والقي القبض عليه، وحكم بالسجن بضع سنين، وكما تعرف فأنه يحصل على اجازات من السجن لرؤية عائلته، وفي هذه الاجازات اتصلت به داعش، وأفهمته بأن ما كان يقوم به حرام، وعليه التوبة، ولا تكون التوبة إلا بالذهاب للقتال في سوريا، وقتل الشيعة والعلوية الكفرة الذين لا يريدون تحرر شعب سوريا.
وهكذا هرب وسافر الى سوريا.
ثم قال: أما أخوه الاوسط فقد لحق به بعد ذلك، وهو ما زال معه هناك.
ثم التحق بهم خليفة أيضا، الأخ الاصغر.
قلت وما سبب اقتناع الباقين.
قال: الجميع فشلوا في دراستهم، ولا يعملون، ويستلمون القليل من المساعدات، حيث هم شباب، فتضغط عليهم الدولة بمؤسساتها حتى يعملوا، لذا اخوهم الكبير اصبح يبيع المخدرات، وبالنتيجة استطاعت داعش عن طريق استمالتهم بالدين والمال كي يقاتلوا معها.
قلت: ولم عاد خليفة.
قال: هو فقط مل من الوضع، لا شيء أكثر من ذاك.
قلت: وهل أخبرتم الشرطة.
قال: أنا قلت له اذهب بنفسك للشرطة وأخبرهم، ولكني لا أعرف هل فعل أم لا.
قلت: ولم لا تفعل أنت.
قال: أنا أخاف أن ينتقم هو، أو أصحابه مني إن عرفوا بالأمر، فهم يقتلون لأي سبب، أو حتى بدون سبب.
قلت: وماذا كان يفعل في سوريا؟
قال: حسب قوله فإنه كان يأخذ الاوامر بالدخول مثلا لشارع معين في حي معين، وعليه قتل كل من يصادفهم، أطفال، نساء ، شيوخ، شباب، أيا كان، عليه أن يبيدهم جميعا.
انتهت المكالمة مع ابني، وتذكرت بعدها لقاء تم عام 2008 مع امرأة قادمة من العراق في زيارة أقامها لها ناشطون عراقيون ضد الاحتلال الامريكي للعراق، كان غرضها حشد المؤيدين لإخراج المحتل ومساندة البعث، تسمي نفسها أم صدام، وتقول بأنها من سكنة كرادة مريم، وكان بيتها بالضبط أمام بوابة القصر الجمهوري من جهة الجسر المعلق.
كانت تريد متطوعين من كل الاعمار، ومن الجنسين، لمقاتلة الامريكان في حينها، وهي تعد بتدبير كل الامور لهم.

محمد الحداد
13 . 06 . 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا