الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكافأة الارهاب وجني ثماره

حسين عبدالله نورالدين

2005 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


في كل مرة يضرب فيها الارهاب سواء في العراق او فلسطين او مصر او اي مكان في العالم تنطلق التبريرات والمسوغات في الاعلام العربي. وتسارع قنوات الاجترار باستضافة المحللين والمزايدين الذين يؤيدون الارهاب بالقول ان ما جرى ويجري ماهو الا نتيجة للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط.
ان هذ التبرير عذر اقبح من ذنب.
فلم يتاذى شعب في العالم من سياسة الولايات المتحدة مثلما تأذى الشعب الفيتنامي ومع ذلك لم ينزلق هذا الشعب الى الارهاب.
فما الذي جعل الارهاب ظاهرة ملتصقة بالمسلمين او لنقل ما الذي يشجع الارهاب "الاسلامي" الذي تقوده القاعدة؟
الذي يشجع هذا الارهاب هو نحن جميعا: الاعلام والصحافة والحكومة.
فالاعلام العربي باستضافته لجنرالات الكلام مثل منتصر الزيات او مصطفى بكري او عبد الباري عطوان، وما شاكلهم فانه يتيح لهم اعطاء التبرير تلو التبرير وكانهم يقولون للارهابيين "ولا يهمكم، استمروا ونحن معكم".
والارهابيون يلتقطون الفكرة ويعتقدون انه سيكون هناك من يؤيدهم. وبالفعل يكون هناك مثل هؤلاء المؤيدين. حتى عندما يكون الارهاب في مصر فان اسلاميا مثل منتصر الزيات او فهمي هويدي لا يقول ان ما يجري هو عمل ارهابي مستنكر ويسكت بل نجده يبرر ويفسر ويحلل ويجعل من الابيض اسود.
ان الارهابيين يجب ان لا يعطوا اي فرصة ولا يمنحوا اي منبر سواء في القنوات الفضائية او الصحافة.. وعندما يمر حادث مثل حادث شرم الشيخ على بشاعته وارهابة فيجب على القنوات ان تكتفي بالخبر والصورة والتعليق الجريء الذي يدين هذا العمل لا ان يعطي الفرصة لاي كان من اجل التبرير والتسويغ.
الصحافة في مصر وغير مصر (الاردن مثلا) دابت هذه الصحافة على وصف الارهاب الذي يجري في العراق بانه مقاومة وطنية. طيب . ما الذي جرى في شرم الشيخ؟ اليس الذي يقود الارهاب في العراق هو نفسه الذي قاد عملية شرم الشيخ الارهابية.؟ فلماذا نصف ما جرى في شرم الشيخ بانه ارهاب جبان وعندما يكون الحديث عما يجري في العراق نقول انه مقاومة وطنية؟
المطلوب صحوة اعلامية وصحفية ووقفة مع الذات والتوقف عن دعم الارهاب سواء بمعرفة او بغير معرفة. فالارهاب ارهاب مهما كان مصدره ومهما كان هدفه.
مطلوب من الصحافة العربية ومن الصحافيين ان يتوقفوا عن منح اوصاف البطولة والمقاومة لما يجري في العراق او فلسطين من اعمال ارهابية.
ومطلوب من الحكومات العربية ان تتوقف عن الرضوخ للارهابيين الذين يقدمون مطالباتهم عبر نوابهم الاسلاميين في المنابر والصحافة والمساجد والبرلمانات.
فاذا رضخنا للفار واعطيناه قطعة الجبنة التي طلبها اليوم فاننا سنضطر غدا ان نعطيه كوب الحليب الذي سيطلبه. ولا ندري ماذا يطلب بعد غد.
على الحكومات ان تخفف الجرعات الدينية في الاعلام الرسمي وان تشجع الانفتاح والتلاقي ولا ترضخ لاي مطالب لهؤلاء الظلاميين الرجعيين.
ان القلعة التي تساوم تسلم.
واذا بدأ مسلسل الرضوخ للجماعات الاسلامية ولو باشكال تبدو في اولها بسيطة وليست ذات اثر واضح (مثل جمعيات تحفيظ القران، مخيمات تقيمها الجماعات الاسلامية، مراكز صحية للجمعيات الاسلامية، وغير ذلك) الا انها بتراكمها مرة بعد مرة ستشكل جبل الجليد الذي يطيح الانظمة والحكومات والدول بعد ان يكون قد فات الاوان.

حسين عبدالله نورالدين
كاتب صحفي
عمان الاردن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال