الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 4/4

اليزيد البركة

2005 / 7 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


العقلية الانقلابية بين الأمس واليوم

كان في الاتحاد إزاء موضوع العنف ثلاثة اتجاهات رئيسية:
1- اتجاه يؤمن بالديمقراطية وبالأساليب الديمقراطية.
2- اتجاه يؤمن بحمل السلاح وكان بدون زخم واسع داخل الحزب ، غير أنه تعزز بعد اغتيال الشهيد المهدي بدماء جديدة ذات فكر اشتراكي قادمة من الاتجاه الأول وخاصة الشباب.
3- اتجاه ذو ميولات انقلابية منحدر من العائلات الحضرية القديمة.

بعد اغتيال الشهيد المهدي اضمحل الاتجاه الاول على حساب الاتجاهين الىخرين وأصبح الحزب منقسما إلى قسمين كبيرين من 1967 تقريبا إلى 1973.
وللحقيقة فإن الاتجاه المسلح من طينة أناس مختلفة عن طينة الاتجاه الانقلابي المغربي، فعندما نحلل الممارسة الانقلابية التي قام بها صدام حسين مثلا تجدها ممارسة قائمة على تضحية وكفاح وروح قتالية، ولكن الطينة الانقلابية المغربية طينة تحتاج دائما على حطب للموقد تتوفر فيه روح التضحية والروح القتالية. وهذه الطبيعة استمدتها من طبيعة الفئة التجارية المغربية قديما ، فهي عندما تتناقض مصالحها مع مصالح المخزن كانت تلتجئ للفلاحين خارج المدن لتأليبهم بطريقة أو بأخرى للقيام بتمرد.
وفي تاريخنا الذي عشناه وجدت العقلية الانقلابية في شباب الحزب حطبا، ولكن بالمقابل ف‘ن تناقضها مع المخزن لم يكن تناقضا بارزا وقويا، بل تبقى دائما في موقع الساعي إلى لعب دور الحكيم لضمان مكان عند الانتصار أو الفشل.
فنحن في ذلك التاريخ كنا حطبا فقط وكان هناك من يحرك عدة خيوط في سرية تامة، وعند الفشل المحتوم "سيحسن قيادة الحزب في المنعرجات"
وبهذه الصفات فإن من مصلحة العقلية الانقلابية وجود عدة قوى في المجتمع يمكنها الذهاب إلى أبعد الحدود، وإذا لم تكن موجودة تسعى إلى إيجادها أو توهم على أنها موجودة حسب الظروف.

في القديم كان أمل العقلية الانقلابية في شباب الحزب ، ثم في فترة محددة في ضباط من الجيش.
والآن تغيرت البوصلة، فالأمل عندها في الملك محمد السادس ولكن كمظلة فقط، أي على الملك ان يواجه بمفرده الحركة الأصولية وعليه بمفرده أن يواجه اللوبيات القوية للعهد السابق.
ماهو موقع العقلية الانقلابية من هذا؟
علنيا مع الملك، وعمليا تملق لا حد له للحركة الاصولية وتملق للوبيات العهد القديم، وهكذا تبقى طبيعة العقلية الانقلابية واحدة لم تتغير ، تتمثل في عدم القدرة على مواجهة الواقع وفي عدم الوضوح والاجتهاد في التضليل.
عقلية تمثل تاجر الأثواب الذي فتح دكانه لكل زبون قادم لا فرق بين هذا وذاك ، يستقبل الجميع بابتسامة التاجر العريضة ويجتهد في تقديم بضاعته لا يكل ولا يتعب في شرح جودتها وفي ذم غيرها من الأثواب.
نحن أيضا الذين حملتا السلاح ضد النظام وبالرغم من تبنينا للنضال الديمقراطي لنا سلبياتنا الخاصة ولكنها لا تقارن بسلبيات العقلية الانقلابية.
لقد ورثنا ثقافة المقاطعة الشاملة ليس فقط في ما يتعلق بمقاطعة الانتخابات وهو موقف صحيح لا غبار عليه ، لأن العملية مغشوشة من أساسها وفي أسلوبها وفي هدفها ، ولا نعرف لحد الآن أن هناك برلمانا ناجحا في أي بلد من البلدان بدون ديمقراطية.
ولكن ثقافة المقاطعة التي أعنيها هي مقاطعة كل شيء آت من الدولة بما فيها لجان مناقشة القانون الانتخابي أو قانون الجماعات المحلية ....الخ.
إن ثقافة المقاطعة هذه مفهومة عندما كان باب واحد مفتوحا وهو أن يكون المشارك "مخازنيا" يقول كلمة واحدة هي :"نعم يا مولاي"، ولكن الظروف تغيرت، بحيث يمكن لأي أحد أراد أن يكون مخازنيا وإذا أراد أن يكون له رأيه الخاص له ذلك، ويمكن أن يدافع عنه ولكننا لحد الآن ما نزال نجتر معنا ثقافة ورثناها من تجربتنا المريرة مع المخزن الذي لا يقبل إلا الخدام.
غير أن هذه السلبيات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجعل منها رئيس مجلس النواب دليلا على العمل من أجل اللجوء إلى العنف ولو كان استطاع أن يخرج من العقلية الانقلابية لتكلم عن الإرهاب القائم الذي يفرض نفسه وبقوة ليس فقط داخل المغرب بل في كل بلدان العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد موافقة حماس على -مقترح الهدنة-؟| المسائية


.. دبابات الجيش الإسرائيلي تحتشد على حدود رفح بانتظار أمر اقتحا




.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذه حزب الله بطائرة مسيرة


.. -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر! • فر




.. استعدادات أمنية مشددة في مرسيليا -برا وجوا وبحرا- لاستقبال ا