الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة على الارهاب

عباس ساجت الغزي

2014 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الانتفاضة على الارهاب
موقف الجيش الاخير الذي لا يحسد عليه في حربه ضد الارهاب, والذي كان السبب فيه المؤامرة والخيانة للبعض من الشركاء السياسيين والقادة الامنيين , كان نتيجة حتمية لهيجان شعبي عارم جاء كرد فعل للصدمة الكبيرة التي رافقت الانسحاب الغير منظم للجيش والخسائر المادية الفادحة التي مونيَّ بها, والتقدم السريع للمجاميع الارهابية المسلحة من تنظيمات (داعش) والقاعدة والبعث والخونة.
وجاء بيان المرجعية في خطبة الجمعة من كربلاء المقدسة بضرورة اعداد العدة لمواجهة المد الارهابي المدعوم من بعض دول الجوار والمسنود من قبل بعض السياسيين , حيث طرحت مسالة الجهاد الكفائي للدفاع عن ارض العراق والمقدسات والاعراض, لما يمر به البلد من وضع خطير فرزته تداعياته سيطرة الارهاب على بعض مدن ومناطق نينوى وكركوك وصلاح الدين, والتهديد والتلويح بالهجوم والقيام بهدم المراقد المقدسة للإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) في سامراء واجتياح حزام بغداد والمخطط الارهابي الكبير بالسيناريو المرسوم للداعشين من قبل دول الجوار.
وما ان انتهت خطبة الجمعة حتى هب العراقيون برجالاتهم شيوخاً وشباباً لتنفيذ امر المرجعية الرشيدة بالتطوع لنصرة ومساندة الجيش العراقي الباسل في الحرب ضد الارهاب, ليتزامن ذلك الحضور وتلك الدعوة مع الولادة الميمونة للأمام الحجة المنتظر (ع) ليكون عرس بهياً شهدته المحافظات الجنوبية, وقد امتازت محافظة ذي قار كعادتها عن بقية المحافظات العراقية بسرعة تلبية النداء, وتسطير ملحمة فريدة من نوعها بالعدد الهائل للمتطوعين والذي عجزت مراكز التطوع المخصصة عن استيعابه وبكافة الاعمار والشرائح الشيوخ منها والشباب والنساء وحتى من لم يبلغ سن التكليف كان حاضراً ليعلن عن رغبته بحمل السلاح بوجه الارهابيين والتكفيرين.
مشاهد ذات معانٍ ودلالات كبيرة تذكرتنا بالانتفاضات الشعبية التي شهدها العراق في الماضي, لكنها مختلفة هذه المرة فبدل ان تكون ضد الحكومة, جاءت لتعلن وقفتها مع الحكومة في حربها ضد الارهاب والقضاء عليه, وتقديم الارواح قرابين من اجل صد الخطر ونصرة المذهب وتنفيذ اوامر المرجعية والوقوف مع ابناء شعبنا في المدن العراقية التي وقعت فريسة الارهاب الاعمى الذي لا دين له.
التسابق في تدوين الاسماء في لائحة المتطوعين والرغبة في الانتقال الى مناطق القتال, كان واضحاً من خلال الاندفاع والطلب والالحاح من المسؤولين عن ذلك, وكذلك من خلال جلب المتطوع للمستمسكات الشخصية كاملة, وحمل العدة والسلاح الشخصي لمن كان يملك سلاح, بل تعدى الامر الا ان تشكل العشائر العراقية ألوية خاصة بها بكامل معداتها واسلحتها والحضور الى مراكز التطوع على شكل ارتال مدججة بالسلاح, ووسط تلك التحركات وهذا الوعي الجماهيري وتلك الانتفاضة الشعبية, اظن ان لا مكان للإرهاب في ارض العراق بعد هذه الاحداث.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط