الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الإعاقة والإرادة تقف -جمعية تأهيل المعاقين- لإعادة تصنيع ذوي الاحتياجات الخاصة

هدلا القصار

2014 / 6 / 14
حقوق الانسان


بين الإعاقة والإرادة تقف "جمعية تأهيل المعاقين"
لإعادة تصنيع ذوي الاحتياجات الخاصة



بقلم/ هدلا القصار
"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"
لنسال أنفسنا لما كلما رأينا معاقا يسيطر على مشاعرنا الشفقة والحزن والتأمل بالمعاق من جميع الجوانب باللاوعي ، دون أن نسال عن معنى هذا الشعور المرتبط بالخجل من إطالة النظر إليه ....
أليس لان كل منا في داخله أعاقة لا نجرأ رؤيتها أو الاعتراف بها؟ بعض النظر عن مدى ظهورها أو ملامستها ... قد تكون داخل أرواحنا أو نفوسنا أو إرادتنا .... فلا نكتشفها إلا حينما ينتابنا الشعور بالتأمل فيما يملك ذوي الاحتياجات الخاصة من أحاسيس مرفهة وألفة ومحبة وتفاؤل... بشعور طاغي بالإنسانية ... إلى أن نشعر بالانجذاب نحوهم دون عناء .
هذا ما خرجت به من "جمعية تأهيل المعاقين" في مدينة دير البلح في فلسطين، هذه الجمعية التي تصنع من ذوي الاحتياجات الخاصة نقطة التحول ايجابية في حياتهم الشخصية، والفكرية، والعائلية، والمهنية، من خلال اكتشاف مكامن القوة داخل كل منهم، هذا إلى جانب ما يمنحهم الثقة في النفس، التي تسهيل لهم الكثير من الأمور المكتسبة، وأهمها البرامج والتجارب العلمية التي تقدم عن طريق جمعيات تأهيل المعاق عامة فهي الأقدر على تقييم نتائج عملية النجاح من أجل النجاح، ومن أهمها العزيمة، والتصميم، والمساندة لهم، لإزاحة الخوف من المستقبل ... بدلا من يترك في صراع مع الذات والآخر، أو السير في تشتت الروح.

هؤلاء هم المعاقين الذين ينتظرون فرصة لمن يعيد تأهيلهم والوقوف إلى جانبهم قبل أن تموت الأشياء في داخلهم نتيجة إهمال أو تجاهل حاجتهم وإمكانياتهم... إذ ما وجدوا من يحثهم ويشجعهم على ما يمكن اكتشاف ميولهم الفكرية وإظهار مواهبهم.... إلا عن طريق مؤسسات أو جمعيات مختصة للاعتناء بتأهيل المعاق أو "تصنيعه" كما أطلق عليه الأستاذ "محمود المسلمي، المدير التنفيذي لإذاعة "فرسان الإرادة التابعة لجمعة تأهيل المعاقين في مدينة دير البلح" التي تقدم خدمات تعليم المعاقين من خلال دورات تأهيلية في عدة مجالات حديثة مختلفة، منها مجال استخدام الحاسوب، والأجهزة الإلكترونية، ومهارات الرعاية الاجتماعية والمهنية والخدمات العلاجية والطبية، والفنية والإبداعية ..... برعاية أشخاص تقنيين في مختلف المجالات، رغم إمكانيات الجمعية المتواضعة، بالتعاون مع العديد من الهيئات المحلية والمؤسسات المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة وغيره كنوع من التعويض والاستقلالية ليستفيد المعاق للنهوض بمستوى الخدمات التي تقدم له .
هذا ما اكتشفناه بعد زيارتنا الأولى لهذه الجمعية خلال دعوة وجهت لنا من قبل المنسق الإرادي لإذاعة "فرسان الإرادة" الشاعر "عبد الرحمن الكرد" الذي يسعى جاهدا لفتح آفاق مع العالم من خلال إذاعة صوت المعاقين عبر "راديو فرسان الإرادة" الناطقة باسم المعاقين في الشرق الأوسط، والتي تقوم بتغطية ما يتعلق بقضايا المعاقين من ندوات ومؤتمرات ومهرجانات وورش عمل ومتابعة نتائج ما أنتجه المعاق، ومتابعة قضايا المجتمع الفلسطيني، عبر أثير هذه الإذاعة التي ترعى أبناء "جمعية دير البلح لتأهيل المعاقين" التي سلطت الضوء على أهم فئة تواصلية مع العالم وهي الإعلام من خلال ذوي الاحتياجات الخاصة الموهوبين ودورهم الريادي في المجتمع الفلسطيني، الذي لا يمكن الانفصال عنه .
لا يخجلنا القول انه لم يكن لدينا فكرة موسعة عن عمق وتفاصيل هذه الجمعية التي تعطي فرصة لأبنائها المؤهلين إعلاميا وهو من أهم الأدوار الإستراتيجية في حياة الشعوب عامة، واخص بالذكر هنا دور ذوي الاحتياجات الخاصة، من حيث التواصل الاجتماعي ودمجهم مع العالم من خلال المقابلات الصحفية التي يجرونها، وغيرها من الفعاليات الأدبية والثقافية والإبداعية... لتنمية خبرات العاملين فيها بمن هم من أسرة المعاقين ليقولوا لنا " لا شيء مستحيل ما دمنا نملك الإرادة والتصميم، بعد أن اكتشفنا ما وهبنا الله به من نعم أخرى....
وهكذا وجدت نفسي بين عائلة ذوي الاحتياجات الخاصة في برنامج على "مائدة الأدب" مع المحاورة الشابة المعاقة بصريا "سمية خطاب" التي أثارت فضولنا الإعلامي بالإبحار في هذه الجمعية لمعرفة المزيد عن قضايا مواهب أطفالنا وشبابنا ... من خلال هذه الجمعية التي تحتضن ما يقارب (120 ) طالب أصم و(10) أشخاص من العاملين في إذاعة الجمعية الخاصة بهم وحوالي (6) معاقين يعملون في الخدمات العامة، كل منهم حسب قدراته وحدود عطائه .... تم تعليمهم وتأهيلهم حسب مواهبهم من خلال عدة برامج تقدمها الجمعية لتنمية مهاراتهم الفكرية، والإبداعية اليدوية، والتكنولوجية الحديث، والتصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والإخراج وغيره، ليتجاوزا ظروف الإعاقة وغيرها على المستوى المحلي، من خلال مرشدين وباحثين اجتماعيين ووسائل الإعلام على يد مختصين في السلك الإعلامي في كافة الأنشطة التي تعمل على قيادة المعاق من جميع الأعمار داخل المجتمع الفلسطيني، ولتؤمن لهم حياة كريمة مساواة بغير المعاق لكونوا أشخاص منتجين من الذات المثابرة، لتعزيز قدراتهم وتزويدها بالتصميم والإرادة .
طبعا هذا بالإضافة إلى الكشف عن الجانب الروحي في خلق إبداعات فنية وغيره، كالفن التشكيلي والحرف اليدوية وغيره، متحدين العالم بتصميم وإسهام في مسيرة حياة وبناء مستقبلهم، ليصبح لهم كيان مستقل بذاتهم، ولكونوا قادرين على معرفة مشكلاتهم واحتياجاتهم، بما أن مثل هذه الجمعيات أو المؤسسات تسعى ليستمتع المعاق بالعديد من المهن التي تكسر حواجز الخوف لديهم بالإرادة والعزيمة للتغلب على إعاقتهم وقدرتهم ... لتدخل الفرحة والابتسامة على أنفسهم وأسرهم والعيش بأمان واستقرار .
فمن خلال تجولنا في داخل أبواب الغرف غرف الجمعية وصولا الى المطبخ، نكتشف ما تحتويه "جمعية تأهيل المعاقين" التابعة لمدينة دير البلح ، التي يرئسها الأستاذ "خالد شعيب" مدير جمعية دير البلح ومدير عام الإذاعة ورئيس لجنة التنسيق لمراكز المعاقين ومدير جمعية المجد، وغيره من الجمعيات الذي كان له الدور الأكبر في تجاوز محنة ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم وتلبية حاجاتهم من عيادة للسمعيات التي توفر للمعاق بالقدر المستطاع مما يحتاجه معاقي الصم، من أجهزة تعويضية .
كما في قسم أدوات الرياضة المعالجة، وقسم للعلاج الطبيعي، وقسم للتعليم من مختلف الأعمار، وقاعة العاب لتعزيز قدرات الطفل، وقاعة لتعليم الصم والبكم من مختلف الأعمال والتوجهات .
وفي الجانب الآخر قسم التدريب على استعمال أجهزة الحاسوب لتوعية وتغذية وتنمية المعرفة لدي المعاق .
ومكتبة تحتوي على كتب تناسب مختلف المراحل، منها التعليمية والعلمية والمهنية والمهارات الفنية، منها الفن التشكيلي المعبر، والتطريز، وغيره من الأشغال اليدوية الإبداعية .
وقاعة عرض لأبرز نتاج ما أنتجته المواهب التي تدربت بإشراف مختصين لتفريغ ما بداخلهم من ضغوطات ... هذه القاعة التي عرض فيها مؤخرا معرض " رتوش" للفنانة التشكيلة المبدعة سائدة الخطيب، التي تجاوزت ثلاثين لوحة، تم فن رسمها بشعور مؤثر ونسيج معبر .....
إذا لنحث الجمعيات المقتدرة والمؤسسات الداعمة على استمرار دعم هذه الجمعية المنتجة من اجل استمرار احتضان ما يستوعبه عقول المعاقين في هذه الجمعية كي يستمر تواصلها في خدمة أبنائنا المعاقين الذين يحتاجون مثابرة وجهد وعطاء يقع على عاتقها، نشدد على دعم وتكاتف ومناصرة الوصول لتحقيق جميع مطالبة ما يحتاجه المعاق لنزرع البسمة معاق يحتاج منا كل التضحيات ... وليتثنى لهم العيش في مجتمع أسوة بالأشخاص العاديين بجميع حقوقهم /حقوقهن الإنساني والمجتمعي والأسري ليتوفر مطالبهم الإنسانية كاملة وليتوفر لهم العيش الكريم الذي نكرمهم به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا