الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ القزويني يشعل نيران الحرب الأهلية

كفاح حسن

2014 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


خرج أمس الشيخ الخطيب مرتضى القزويني الكربلائي مرتديا الزي العسكري معتمرا العمامة السوداء و حاملا لبندقية الكلاشنكوف, ليلقي خطبة نارية يحرض فيها زائري كربلاء - بمناسبة مولد الإمام المهدي المنتظر – للإنخراط في الحرب الطائفية التي يجري إضرام نيرانها و تسعيرها بعد أن وصل نظام الحكم الطائفي الفاسد إلى طريق مسدود.
و مرتضى القزويني خطيب من مواليد كربلاء 1930 من عائلة إمتهنت الخطابة. و يفتخر القزويني بأنه وقف ضد نظام عبد الكريم قاسم. حيث إعتقله النظام آنذاك و أطلق سراحه إنقلابيوا شباط الاسود. و يفتخر بوقوفه مع الإنقلابيين لتصفية الديمقراطيين و الوطنيين بحجة إنهم كفار و ملحدين. و ترك العراق مهاجرا في 1971 و إستقر به المقام في الولايات المتحدة الأمريكية. و عاد إلى العراق مع المحتلين الأمريكان في 2003. و عرف بخطبه الطائفية التي أثارت الإستياء. و يحاول بطريقة الخطباء في التلاعب بالألفاظ و مس مشاعر الناس البسطاء لنثر سمومه و طائفيته المقيتة.
لقد عرفنا في تأريخنا الحديث رجال دين ثائرين حقيقيين وفي مقدمتهم الشيخ الحبوبي الذي هب مع أبناء الشعب لمقاومة الإحتلال البريطاني. و إستشهد في خندقه و هو يتقدم المقاتلين في المنتفك. كما أفتى الشيخ ميرزا الشيرازي بمقاومة الإحتلال البريطاني. و كانت فتواه السبب في إنطلاق الإنتفاضة العشائرية التي عرفت بإسم ثورة العشرين. و بعد أن سقط في الإنتفاضة عدد كبير من الشهداء إنتهت الإنتفاضة دون أن تحقق أهدافها الحقيقية. و كانت دموع الشيخ ميرزا تسيل مدرارة و هو يتطلع إلى جنائز الشهداء التي كانت تمرر من أمام ضريح الإمام الثائر الحسين. لقد كان يحمل نفسه مسؤولية إستشهادهم بسبب من فتواه الجهادية. و توفي الفقيد الشيرازي و هو خائف من مواجهة الخالق و دماء الشهداء برقبته.
و لقد عرف رجال الدين بحذرهم الشديد من إصدار فتاوي تؤدي إلى سفك الدماء و الإقتتال الداخلي بين المسلمين. خاصة بعد فتوة الجهاد التي أعلنها الشيخ ميرزا الشيرازي. و لم يخرج عن هذا الخط إلا المرجع محسن الحكيم عندما أحل قتل الوطنيين من أبناء بلده و طائفته بحجة الكفر و الإلحاد. في منتصف الستينيات. و التي إعتمدها النظام العارفي الطائفي في تنفيذه لجريمة قطار الموت.
أن الأحداث الراهنة في البلد , بعيدا عن الصخب و الضجيج الغوغائي, تدل على الفشل المتوقع و الذريع لنظام الحكم الطائفي و المحاصصي الذي دمر البلد. و سمح لمجموعة من الفاسدين و السراق المحترفين للسيطرة على دفة الحكم و سرقة ثروات البلد و تحطيم ركائزه الإقتصادية. إن حكم الحرامية لا يمكن أن يستمر. و لم تستطع صناديق الإقتراع من القضاء على الحرامية و الفاسدين. فكان إنهيار هذا النظام حتمية و ليس بسبب ضربات داعش المزعومة.
إن دور رجال الدين في اللحظات الحرجة هو تهدئة النفوس و حقن الدماء و الوصول ألى حلول وسطية تضمن نزع فتيل القتال و الدمار بين أبناء البلد الواحد..
إلى من يوجه القزويني فوهة بندقيته. و كما تشير الأحداث ففوهة بندقيته ستوجه إلى أخ له في الدين و لكنه ينتمي إلى طائفة أخرى. أليس في ذلك إرتكاب لمعصية كبيرة تتعارض مع واجبه الديني في الرشد و توحيد المسلمين.
و شيخنا القزويني يعتمر عمامة سوداء, و هذه تعني إنه من النسل النبوي الشريف. و هنا أعيده إلى أجداده الأوائل. ألم يلجأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى الهدنة و الصلح في معركة صفين حقنا لدماء المسلمين. و على نفس النهج تخلى نجله الإمام الحسن عن الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين. ألم يوصي علماء المذهب الجعفري بمبدأ التقية حقنا لدماء المسلمين.
فلماذا يريد القزويني اليوم نسيان التأريخ و دروسه و يشعل نيران الحرب على أبناء بلده و دينه؟
إن المراجع الدينية مدعوة – اليوم – إلى نزع فتيل الحرب و بناء جسور محبة و آخاء بين أبناء الشعب الواحد..و لنوجه فوهات بنادقنا نحو عدونا الحقيقي الذي يتربص بالوطن و أبناءه..كما علينا العمل على تخليص البلد من نظام الحكم الطائفي المحاصصي و من السراق و الفاسدين.
كفاح حسن
الرابع عشر من حزيران 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو