الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة داخل «الإيباك»

قاسيون

2005 / 7 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


«المموّل»
تأسّست إيباك (اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للعلاقات العامّة» في العام 1951، ولم تكن تستخدم حتّى السبعينيّات سوى حفنةٍ من المشاركين، لكنّها تعدّ اليوم، وفق المعلومات الصادرة عنها، 85 ألف عضو و165 مستخدماً بدوامٍ كامل، كما تبلغ ميزانيّتها السنويّة 33.4 مليون دولار. علاوةً على المقرّ المركزيّ، الموجود في واشنطن بجوار الكونغرس، إلى جانب مكاتب في نحو عشرٍ من الولايات الأمريكيّة وكذلك في «إسرائيل».

تعتمد إيباك على شبكةٍ تضمّ أكثر من 70 منظّمة، معظمها ممثّلةٌ في لجنتها الإداريّة المكوّنة من 50 عضواً. وبناءً عليه فإن إيباك تتفرد في كونها مطالبة بأن تسجّل نفسها كمجموعة ضغط؛ أمّا المنظّمات التابعة لها فهي لا تخضع لهذا الإلزام. غير أن التنوّع الكبير داخل اللجنة الإداريّة يسمح للوبي المؤيد لإسرائيل بوضع سياسته على أرضية توافق واسعة إذ أن هذه اللجنة تضم ممثّلين عن الحزبين الأمريكيين الكبيرين والنقابات ومنظّمات أرباب العمل، وهم في معظمهم ينتمون «للمجتمع المخمليّ» وعليهم التحدّث علناً على جميع المستويات، بصفتهم «مانحين» و«جامعي تمويلات» في الوقت نفسه، في إطار الحملات الانتخابيّة للسياسيّين المتميّزين بمناصرتهم لإسرائيل. إنّ ما يدعوه الأمريكيّون بالتمويل، أي ليس فقط جمع المال بل أيضاً فنّ الحثّ على التبرّع، أكثر أهميّةً بكثيرٍ من التبرّع نفسه. بطبيعة الحال، فالأمر لا يتعلّق بطرق الأبواب، بل على سبيل المثال بجمع مبالغ كبيرة في سهراتٍ مخصّصة لهذا الغرض. والمموّل الجيّد ليس فعالاً وحسب على المستوى المالي بفضل دوره المبنيّ على مضاعفة الأموال، بل عليه أيضاً أن يبرهن على تمتّعه بعلاقاتٍ ممتازة وعلى قدرته على استثمارها في الوقت المناسب.
هنا أيضاً، يجري الحرص على الالتفاف على القانون الأمريكيّ. فالإيباك ذاتها، بصفتها مجموعة ضغطٍ رسميّة، ليس لها الحقّ في تقديم التبرّعات للسياسيّين. وبالمقابل، فلكلّ عضوٍ من أعضاء اللجنة الإداريّة الحقّ في القيام بذلك بصفته الشخصيّة. هنالك طريقةٌ أخرى في الالتفاف على المنع تتمثّل في تأسيس لجانٍ سياسيّة (PAC) لا تقوم بأي شيء سوى تأسيس وكالاتٍ ملحقة بالإيباك مموّهةٍ بالكاد، لكنّها تستطيع مع ذلك أن تنشط على نحوٍ شرعيٍّ تماماً بصفتها مانحةً للأموال أو جامعةً لها. وللعلم توجد في الولايات المتحدة عشرات من تلك اللجان المحلّية.
إن إيباك أكثر نفوذاً بكثيرٍ من أيّ لوبي آخر يعمل لحساب دولةٍ أجنبيّة. وكما يشير مسؤولو المنظّمة، فإنّ أكثر من ألفي مقابلة تجري كلّ عامٍ مع أعضاء الكونغرس، وهي بالطبع مقابلاتٌ شخصيّة وليست مجرّد اتّصالاتٍ هاتفيّة. وإذا علمنا أنّ هنالك 100 سيناتور و435 نائباً في مبنى الكونغرس الأمريكي فإنّ كلّ برلمانيّ أمريكيّ يقابل إذاً مندوبين عن اللوبي المؤيد لإسرائيل أربع مرّاتٍ في السنة وسطيّاً.
الجميع يعرفون الجميع
من مبادئ إيباك، باعتراف زعمائها، مساندة السياسة الإسرائيليّة أيّاً كانت الحكومة الموجودة في السلطة داخل الكيان الإسرائيلي. وهناك تقليدٌ يسري ليس فقط في إيباك، ولكن في جميع المنظّمات اليهوديّة الكبرى الأخرى، وهو يقضي بتحريم أيّ انتقادٍ علنيٍّ لسياسة إسرائيل. وقد أدّى عدم احترام تلك القاعدة الضمنيّة أثناء الفترة القصيرة التي تولّى فيها إيهود باراك العمّاليّ في العام 2000 رئاسة الوزراء إلى اضطرابٍ داخليٍّ كبير. فللمرّة الأولى، انتهك العديد من قادة المنظّمات اليهوديّة الكبيرة، ومن ضمنهم اللجنة التنفيذيّة للإيباك، ذلك المبدأ ووجّهوا على مسؤوليّتهم رسالة لأيهود باراك تضمّنت انتقاداتٍ لاذعة لليمين الإسرائيليّ، الذي يريد «التخلّي عن القدس». وفي الواقع، فإنّ كلاًّ منهم حرص على أن يذكر بجوار اسمه اسم منظّمته وطبيعة مهامّه. في المقابل وخلال اجتياح لبنان عام 1982، امتنعت المنظّمات اليهوديّة الأمريكيّة كلياً، بما فيها المعادية لإسرائيل والتي تلبس لبوس اليسار، عن انتقاد حكومة اليمين علناً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA