الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديانا الترك ضحية جريمة الشرف

طوني سماحة

2014 / 6 / 14
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


جريمة جديدة نضيفها الى إرث جرائم الشرف. جريمة لا يميز القضاء الدولي بينها و بين سائر الجرائم ، لكن مجتمع الشرق الأوسط و شرق جنوب آسيا رفّعها الى مرتبة الشرف. جريمة يرفضها المجتمع الدولي بمختلف أطيافه، فيما مجتمعاتنا تضفي عليها هالة من القداسة، حيث يُعطى المجرم أحكاما مخففة و يخرج من السجن بين أهله و جيرانه بطلا مرفوع الرأس. كيف لا و قدغسل العار بالدم!
كتبت جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 6 حزيران/يونيو 2014 مقالا بعنوان "هكذا خُنقت ديانا الترك بيد شقيقيها". و يروي الكاتب كيف أن أحد الشقيقين أمسك بديانا بينما قام الآخر بخنقها حتى الموت. و أعاد الشقيقان سبب فعلتهما الى أن "ديانا لطخت شرف العائلة بسبب خروجها المتواصل ليلا من دون معرفة أماكن تواجدها." تب شرف يسكن بين فخذي امرأة و لا يغسله سوى الدم.
أولا دعوني أوضح أنني، و بسبب قناعاتي الدينية، لست مع الزنى كما أني رافض لأي علاقة جنسية خارج إطار الزواج. لكن رفضي يتوقف عند إيذاء الآخر جسديا و نفسيا و فكريا. من أنا لأمد يدي و أخطف حياة إنسان كائنا من كان؟ من أنا لأختزل الشرف في علاقة جنسية تقوم بها امرأة، فيما شرفي كمواطن في عالم ثالث يُداس كل يوم من الأجهزة السياسية و الدينية و الاجتماعية؟ من أنا لأتحول ثائرا و سفاحا عندما يخيل لي أن امرأة تمارس الجنس مع آخر بينما أحني رأسي خانعا، خاضعا و ذليلا للمستبدين الطغاة الذين يهينوني ألف مرة كل يوم؟ من أنا لأضع نفسي مكان الله عز و جل فأقرر متى و كيف و لماذا أخطف حق إنسان بالحياة؟
لقد ماتت ديانا و قبلها عشرات الآلاف من النساء، منهن من زنى و منهن من خُيّل لقاتليهن أنهن زناة. أود أن أسأل: كم رجلا قتلنا باسم الشرف؟ ألم يلطخ رجال شرف عائلاتهم بعلاقات مشبوهة أو بالخمرة أو بالمخدرات أو... أو... أو...؟ أم أن الرجل، و بحسب الفكر السائد، رجل و بالتالي لا يكون رجلا إلا إذا أقام علاقات جنسية مشبوهة؟ غريب كيف أن عضو الرجل الذكري يضعه فوق المحاسبة و فوق الشرف و فوق القيم، فيما عضو المرأة يجعل منها سجينة ثقافة ترهبها. إنه ازدواج الشخصية و انفصامها في مجتمعاتنا الذي يعطي زيدا ما لا يسمح به لعمر.
لا سيداتي، سادتي،
لا أسمح لإنسان كائنا من كان أن يصوغ لي شرفي. فشرفي أكبر من أن يرسم أواطره إنسان آخر، إنما أنا أرسم له الحدود بأفعالي و تصرفاتي و قيمي. إن كانت زوجتي خائنة، فهي تكون قد حكمت على نفسها بالعار و ليس عليّ، و ما علي في هذه الحال سوى الانفصال عنها. فهي في هذه الحال الجلاد و أنا الضحية، و لن أسمح لنفسي أن أصبح جلادا مثلها كي أغسل العار. و إن كانت أختي سيئة السمعة فسمعتها تسيء إليها أولا و آخرا، و هي من سوف يدفع الثمن نفسيا و اجتماعيا و فكريا و روحيا.
نعم، أنا ضد الزنى لكنني لست مع سفك الدماء، و إلا إن كان لا بد من السيف، فليكن على رقبة الجميع رجلا كان أم امرأة، أميرا أم فقيرا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. امرأة تتقدم للترشح على منصب رئيس الجمهورية في إيران


.. كلب هجــــ م علي طفــــ لة فأصبحت ملكة جمال




.. التحالف الوطني يطلق مبادرة لتعليم صناعة الخبز بأنواعه لدعم و


.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات السابقة والناشطة الاجتماعية ابتها




.. رئيسة رابطة سيدات الشويفات شيرين الجردي