الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقدام قوات تركية

حاتم خانى

2014 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


استقدام قوات تركية
تعلو اصوات المواطنين الكورد في كوردستان وفي كل انحاء العالم داعية حكومة الاقليم وجيشها من البيشمركة ومطالبة اياها بعدم تفويت الفرصة الذهبية التي اتيحت الان للكورد باعادة المناطق المستقطعة من كوردستان , هذه الفرصة الناريخية التي انبثقت الى الوجود بعد دخول المجاميع السنية المسلحة في مواجهات مع الجيش العراقي واجبار هذا الجيش على الفرار من المناطق السنية ومن ضمنها المناطق الكوردستانية خارج الاقليم , مما اعطى قوات البيشمركة الفرصة لاعادة تلك الاراضي الكوردستانية الى ما كانت عليه قبل الاستيلاء عليها من قبل الحكومات العراقية السابقة .
ان عودة هذه المناطق الى كوردستان وبهذه الطريقة الربانية لا يمكن ان تتولد حتى في تلك الاحلام التي تكلم عنها المام جلال ( سهل الله شفاءه ) , ولكن لابد للكورد وقياداتهم الجلوس في طاولة مستديمة والتباحث والتشاور والتفكير بوضع خطط ما بعد ذلك والاعداد لمجابهة كافة الاحتمالات والاحداث وتوقع الاسوأ , وذلك لتقليل الخسائر المحتملة والاحتفاظ بهذه الاراضي الكوردستانية وعدم التفريط بها مهما كانت الوعود والاغراءات التي ستطرح امام الكورد للتخلي عنها وهذا ما سيحدث تماما , وستتولد نتيجة ذلك تحديات كبيرة امام الامة الكوردستانية تحاول جرها الى نشوب خلافات داخلية بين الاحزاب الكوردية لتفريقهم مرة اخرى او احداث اضطرابات بين مكونات شعب كوردستان او محاصرته اقتصاديا او مجابهته عسكريا , بالاضافة الى الضغوط الدولية التي ستلجأ اليها الدول المتضررة من كوردستان الجديدة . ولابد من تحليل هذه التحديات ووضع الحلول العقلانية لها لكي تستطيع كوردستان ويتمكن شعبها من اجتياز هذه العقدة التي لازمت الكورد طيلة تاريخهم وهي البقاء تحت رحمة الاخرين .
ان اولى هذه التحديات واكبرها واعظمها خطورة على مستقبل كوردستان هي ايران التي قال عنها الملا مصطفى البارزاني رحمه الله ( انها اسوأ من العراق وتركيا ) سواء نتيجة الحدود المشتركة او عن طريق التدخل المباشر في العراق لمساعدة ومساندة الحكومة الشيعية في بغداد , لذا يجب الاستعداد لذلك والتخطيط جديا لهذا التهديد وخاصة ان السياسة الايرانية تمتاز بالرؤيا الظلالية وعدم الوضوح عند التعامل مع الجهات الاخرى ولا سيما اذا كانت هذه الجهة هي كوردستان التي يعتقد الايرانيون انها لقمة سائغة تستطيع في اي وقت ان تبتلعها وتقدمها هدية الى المرجعية الدينية للشيعة , ولابد من الاشارة الى ان تدخل ايران في العراق لصالح الحكومة العراقية ضد مسلحي الطائفة السنية قلبت موازين القوى لصالح هذه الحكومة التي اصبحت الان اما متفوقة على قوة البيشمركة التي تمتلكها كوردستان او على الاقل موازية لها . ولكن يجب ان يكون المبدأ الاصلي للقيادة الكوردية هو تجنب القتال الى الرمق الاخير والبحث عن الحلول الاخرى ولاسيما اننا بتنا نملك ما تصبو اليه الدول الاخرى وقد تكون مستعدة لمساعدتنا والوقوف الى جانبنا وحمايتنا ايضا اذا تم اغراؤها بنسبة من النفط الكوردي المستخرج من كركوك العائدة حديثا الى احضان امها كوردستان وهكذا اصبح الوضع الكوردستاني الان يستدعي وجود قوة اخرى تلعب دورا كبيرا في معادلة موازين القوى بعد دخول القوات الايرانية الى العراق او تقف كقوات فصل بين القوات العراقية وقوات البيشمركة في الوضع الحالي المستحدث ولمنع نشوب اي حرب بينهما لحين التوصل الى حل يرضي الطرفين . فعلى القيادة الكوردية مناشدة الامم المتحدة او الولايات المتحدة لارسال قوات سلام للفصل بين الكورد والعراق , واذا كان لابد فأن الحفاظ على اراضي كوردستان يحتم على القيادة الكوردية تقديم طلب الى الحكومة التركية لمساعدة الكورد ومنع اندلاع صراع جديد تدخل فيه قوى اخرى بالاضافة الى الاطراف المتحاربة الان .
ويعتقد ان الحكومة التركية مستعدة للقيام بعمل جديد يعوضها عن الفشل الذي منيت به في المنطقة العربية حيث كانت تعول كثيرا على استعادة العلاقات القديمة بينها وبين مستعمراتها العربية السابقة والغنية , اضافة الى انها لا تريد ان تكون بعيدة عن الاحداث التي قد تغير خارطة المنطقة او ان تترك ايران كلاعب اساسي في هذه الخارطة الجديدة وان وجودها قد يساهم في تفاديها تلك التأثيرات الكبيرة التي تتولد في الصراع المحتدم الان.
والنقطة الجوهرية الاخرى فان العراق تحكمه الان حكومة شيعية ترتبط بعلاقات وطيدة مع ايران الخصم الدائم لتركيا , وان انسياب النفط من خلال الانابيب المارة في الاراضي التركية مهددة في اي لحظة بالتوقف من جانب الحكومة العراقية الشيعية والتي دعت الى ذلك عدة مرات للضغط على تركيا وسحب تأييدها ودعمها لاقليم كوردستان , لذا فأن تحول قرار السيطرة على هذا النفط الى حكومة كوردستان قد يكون اكثر ملائمة لتركيا وسيكون هناك طرف سني خلق حديثا الى جانب تركيا في مقابل الطرف الشيعي الجديد في المنطقة والمتحالف مع ايران .
اضافة الى ذلك فان اقليم كوردستان الغني بالنفط قد لا يبخل على منحها نسبة من هذا النفط او معاملة تركيا معاملة خاصة جدا عند تصدير هذا النفط اليها وسيكون ذلك عاملا اقتصاديا كبيرا جدا لتركيا التي تفتقر لوجود هذه الطاقة الرخيصة في اراضيها .
وخلال الفترة السابقة اثبت اقليم كوردستان انه كان عامل استقرار وازدهار اقتصادي لتركيا لا كما كانت تتخوف منه هذه الدولة الحاضنة لاكبر اقلية كوردية في المنطقة بان وجود اقليم كوردي متاخم لاراضيها والتي يقطنها اخوتهم من نفس القومية قد يؤدي الى زعزعة الاستقرار فيها وهذا مما طمأن تركيا من هذا الجانب ودفعها الى تفضيل التعامل مع الاقليم اكثر من تعاملها مع الحكومة العراقية .
وبالنسبة لكوردستان فقد اثبتت تركيا انها افضل شريك اقتصادي مجاور لها وانها الممر الاكثر امانا واستقرارا لكوردستان مع العالم الخارجي , وان السياسة العلنية والواضحة لتركيا كانت السبب الاساسي في هذا التبادل المنفعي بين الطرفين .
لذا يعتقد ان استقدام قوات تركية ونشرها في مناطق الاقليم المستقطعة سيساهم في استقرار كوردستان ويجنبها
الدخول في صراع مع القوى العراقية الاخرى التي تدعمها بقية القوى الاقليمية المجاورة للعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|