الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا أحترم الديانة المسيحية؟

جهاد علاونه

2014 / 6 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


يسألني أهلي والناس وأصدقائي على الإنترنت لماذا أنت تكتب الكثير من المقالات عن يسوع وعن المسيحية وفي الحقيقة أنا أهتم بهذه الديانة جدا لأنها تحترمني جدا وتهتم بي مثلي في ذلك مثل الملايين من البشر الذين تهتم بهم الديانة المسيحية, إنها تؤسس للسلام, فمعظم نشاطات الكنائس المسيحية تعمل أعمالا خيرية تؤسس للسلام وليس للحرب, فهذه الديانة تتابع الفقراء والمرضى بينما الديانة الإسلامية تتابع تجار السلاح ودهاة السياسة والاقتصاد, وأنا والديانة المسيحية نتبادل نفس المشاعر والأحاسيس فهي تبادلني الاحترام وأنا أحترمها جدا وهي تهتم بي كفقير الحال وأنا أهتم فيها كونها تهتم بي وبفقري أكثر مما تهتم بالسياسة, فأنا عندها أفضل من حزب سياسي أو وزير أو نائب في البرلمان أو عضوا في مجلس الشيوخ, وهي تهتم بالمرضى ولا تهتم بالملوك وتحاول الوصول إلى كافة الفقراء والمعوزين في الوقت الذي يهتم فيه غيرها بسفك الدماء من أجل الوصول إلى السلطة, وهنالك مقولة تقول: هنالك من يفضل أن يبيع قضيته بكرسي كيهوذى الأسخريوطي وهنالك من يفضل أن يصلب من أجل قضيته كالسيد المسيح, والمسيح صُلب من أجل المعذبين في الأرض والفقراء وثقيلي الأحمال ولم يُصلب من أجل الوصول إلى كرسي أو من أجل أن يكون ملكا أو رئيسا لإحدى الجمهوريات.

وأجمل ما في الديانة المسيحية أنها تقدس الرابطة الأسرية وتحمي الأزواج , فكافة الأزواج المخلصين لبعضهم تعلموا هذا الوفاء وهذا الإخلاص من المسيحية نفسها وهي صلب العقيدة المسيحية التي لا يوجد فيها لا زواج ثاني ولا ثالث ولا رابع ولا إماء ولا مِلك يمين, وتهتم باقي الأديان السماوية بالسياسة وتقدسها وتدافع عن حقها في ممارسة السلطة(الثيوقراطية) الدينية , ونجد المسيحية على النقيض من كل ذلك حيث لا ينشغل رجل الدين المسيحي في السياسة فهو يعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله, وبدل أن تهتم الكنيسة بالوصول إلى السلطة نجدها تهتم عوضا عن ذلك بالمشاكل الاجتماعية الأخرى ذات البعد الإنساني الكبير مثل : اهتمامها بالفقراء ومد يد العون لهم ومساعدتهم على تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة وحماية الفقراء من قسوة الحياة وجشع التجار وطمعهم واحتكارهم للسلع الغذائية وبمقابل ذلك تقوم الكنائس عموما بالوصول إلى كافة الفقراء في العالم مهما كانت ديانتهم ومهما كانت عقيدتهم, وهذا أفضل عند الكنيسة مليون مرة من صرف الأموال على الأحزاب السياسية التي ترغب في الوصول إلى السلطة وممارستها , لذلك عزف المسيحيون عن ممارسة التجارة واهتموا بالتجارة مع الرب وتركوا خلفهم المشاريع ذات الربح الوفير واهتموا بقضاء أغلبية أوقاتهم مع المعوزين ومع العجزة ذوي الاحتياجات الخاصة.

لذلك يصح جدا أن يطلق الناس على المسيحية التي أول ما ظهرت ظهرت كجماعة أطلقوا عليهم لقب (الغرباء) فلقب الغرباء أطلقه الرومان على المسيحيين المخلصين لمؤسسة الزواج والمخلصين للفقراء والذين يهملون الاهتمام بالسياسة وبالحرب ويشجعون أنفسهم على هجر أوطانهم ليصلوا إلى وطنهم الحقيقي في السماء, وبدل أن يهتموا بالسياسة اهتموا بمساعدة الفقراء, وإذا كانت معظم العائلات تتعرض للتحلل والإبادة فإن العائلة في الديانة المسيحية بمقابل كل ذلك تزداد تماسكا ونشاطا ملحوظا, لقد أهملت الكنيسة اهتمامها بالفلسفة والاشتغال فيها وفضلوا عليها الاهتمام بالمرضى ومحاولة شفائهم بدل أن يضيعوا وقتهم الثمين في المجادلات, فعلا هذا الدين دين غريب على الناس, المتدينون يهتمون بالعلاقات الأسرية وبالمرضى بدل اهتمامهم بتأسيس حزب سياسي أو منتدى ثقافي تكون أهدافه الوصول إلى السلطة.

وأنا في كافة الجلسات العائلية أناقش العائلة في نشاطات الكنيسة أو الكنائس, والكل يعتقد أن نشاط الكنائس واهتمامها بالعجزة وببناء المستشفيات لشفاء ومعالجة المرضى, نعم, يرونه أنه نشاط تبشيري, في حين أنا أراه أو لا أراه نشاطا تبشيريا بقدر ما أراه أنه بطبيعة الحال عقيدة الدين المسيحي فالمسيحية حين تساعد الفقراء وتهتم بهم لا يكون دافعها تبشيري بل ذلك يأت من صلب عقيدتها التي نشأت أول ما نشأت على الاهتمام بالمرضى وبالعجزة وبالفقراء لأن المسيح لم يأت إلى الأصحاء بل جاء أول ما جاء إلى المرضى واهتم باسم الروح القدس بمساعدة المرضى وتحقيق المعجزات من أجل شفائهم, فاهتمام الكنيسة بالمعذبين في الأرض من مرضى وفقراء ليس دعاية دينية بل هو أساس العقيدة المسيحية.

إننا نجد اليوم الديانة الإسلامية تنفق على الأحزاب السياسية الدينية الملايين من الدولارات--$-- بل المليارات من الدولارات وتتسبب بأزمات سياسية خانقة ومشاكل اقتصادية وحروب ينتج عنها الهجرات للسكان الأصليين كما يحدث ذلك اليوم في سوريا والعراق والحبل على الجرار, بينما نجد الكنيسة تتصدى لتلك الأزمات وتعالج جرحى الحروب وتوصل للاجئين السياسيين المؤمن الغذائية وابني لهم المستشفيات وهذا ليس نشاطا تبشيريا بل هو صلب العقيدة المسيحية, فالإسلام يتسبب للناس بالكوارث والمسيحية تتبنى علاج تلك الكوارث وما ينتج عنها من أزمات, وفعلا هذا دين غريب تنفق فيه الكنيسة الملايين من الدولارات على شفاء المرضى والجرحى ومساعدة اللاجئين وتلك المشاكل على الأغلب تتسبب فيها الجماعات الإسلامية التي تهدف إلى الوصول إلى السلطة وممارسة السلطة على رابية من الجماجم البشرية, بينما المسيحية لا تهتم بالسلطة وإنما تهتم بالمرضى والعجزة والفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة,إنها ديانة تؤسس للسلام العالمي بينما الإسلام يحضر نفسه لحرب عالمية جديدة
لهذا السبب أنا أحترم هذا الدين المسيحي جدا جدا جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 14 - 23:16 )
أنا عكسك تماماً , فأنا لا أحترم المسيحيه , و السبب :
صور من الإرهاب المسيحي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412521
وجاء فيه :
جاء في كتاب (الحمر والبيض والسود) للكاتب الهولندي (جاري ناس) حيث يقول :
[فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود , ويقيمون الكمائن حولها!... فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق , يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم!... بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء , لاتخاذهم عبيداً , ولاغتصابهم جنسياً أيضاً] .


2 - بين المسيحية والأسلام
شاكر شكور ( 2014 / 6 / 15 - 03:34 )
نعم يا استاذ جهاد ، التعاليم الأسلامية ظلمت كثيرا الأخوة المسلمين وأجبرتهم ان يعشقوا السيف والأنتقام لحد وضع السيف كعلم لبعض الدول كالسعودية واصبح يلحق مع السيف عبارة (واعدوا لهم) ، كما ان تلك التعاليم لم تعطي اي ضمان للمسلم لينال الأبدية لأن نبي الأسلام قال : (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) وقال ايضا : (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) وهذا يعني لا توجد فرقة ناجية لأن الذي يدخل الجهنم لا يمكن ان يخرج منها لأنه أمر مقضي ومقرر ، فمن له عقل لا يتبع نبي لا يعرف مصيره ولا يثق بإلاهه (خيرالماكرين) ان ينجيه من عذاب الآخرة علما بأن نبي الأسلام برأ نفسه واعلم وأنذر المسلمين بمصيرهم الأبدي المجهول وفق الآيتين اعلاه ، تحياتي ومودتي


3 - من يكون الانسان المحترم
مروان سعيد ( 2014 / 6 / 15 - 07:50 )
تحية للاخ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
الانسان المحترم هو الذي يحترم مشاعر الاخرين ويتعاطف مع مصائبهم ويحاول حل مشاكلهم وتخليصهم من اوجاعهم ومعاناتهم ويساعد الفقير ويطعم الجائع ويكسي العريان ويدفئ البردان ويطبب الجرحى ويفتح الاعين العمياء ويجلب السعادة والسلام للبشر اجمعين
اما الغير محترم يحمل السلاح ويعمل بلتجي وغازي يقطع الطرق ويرهب البشر مسافة شهر ويقول امرت ان اقاتل واقتل واقطع الايدي والارجل والرقاب واسمر الاعين ويقول ايضا انكحوا بنات الاصفر والاحمر وما طاب لكم
حلوة هي ماطاب لكم لوفكر البشر بها لعرفوا من يتبعون ومن قدوتهم
وللجميع مودتي


4 - شاكر شكور
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 15 - 09:55 )
صور من الإرهاب المسيحي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412521
وجاء فيه :
جاء في كتاب (الحمر والبيض والسود) للكاتب الهولندي (جاري ناس) حيث يقول :
[فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود , ويقيمون الكمائن حولها!... فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق , يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم!... بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء , لاتخاذهم عبيداً , ولاغتصابهم جنسياً أيضاً] .
و هنا الإرهاب المسيحي المعاصر في افريقيا الوسطى :
https://www.youtube.com/results?search_query=%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%87+%D9%81%D9%8A+%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7+%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89


5 - ليسوا سواء ...تعليق حذف دون مبرر ...تلاااااااح
عبد الله اغونان ( 2014 / 6 / 15 - 13:41 )

الكاتب أو ادارة الحوار المتمدن لايحترمان شروط الكتابة والتعليق

تلاااااااااااح


6 - الى عبد الله خلف
مثير الحق ( 2014 / 6 / 15 - 21:36 )
اذا اردت ان تعرف جيدا عن الاسلام والخير والسلام ......عليك ان تلاحظ جرائمهم الان في العراق بجميع مذاهبه الاسلامية فالشيعة يقتلون بمليشياتهم بدم بارد واهل السنة يقتلون بوحشية لانظير لها لكل من لايؤمن بما يؤمنون به


7 - رد على خلف تعليق رقم 5
شاكر شكور ( 2014 / 6 / 15 - 22:45 )
يا سيد خلف لن يفيدك الأستشهاد بتجاوزات المسيحيين لتبرير التجاوزات الناتجة عن التعاليم الأسلامية ، هذا منطق يائس وغير سليم ، ثق يا عبدالله اتمنى لك كل الخير وابدية في الجنة وثق ايضا ان الحكم في يوم الدينونة لا رجعة فيه لأن الله لا يبدل كلامه وعندما اخبركم نبيكم بالقرار والحكم المسبق (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) يعني القرار بدخولكم الجهنم هو حكم مقضي ، لا تصدق يا خلف ان هناك استئناف او اعمال صالحة تشفع للخروج من الجهنم لأن حكم الدينونة لعزل الأشرار عن الأبرار لايكون بعد الدخول الى جهنم بل قبل الدخول اليها ومن يدخلها لا يخرج منها وتروي الأحاديث ان بعض الناس كانت تقول إننا نبكي عندما نسمع الآية ( وإن منكم إلا واردها ) فلا ندري إن كنا سننجوا منها أم لا ، وأكد نبيكم على ذلك بقوله : (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) ، إذن كيف يتبع الأنسان دين يؤدي به الى جهنم ؟ اين عقولكم يا خلف فلا تكابر لأن ابديتك اثمن من الهراء الذي تكتبه ظننا منك انك تدافع عن الإسلام


8 - رموز الانسانية
أمير العراقي ( 2014 / 6 / 15 - 23:05 )
كيف يمكن تناسي دور ( الام تيريزا ) و( فلورنسا ناتنغيل ) التي وضعت الاساس لمهنة التمريض الانسانية وعملت متبرعة تمريض الحرحى والمرضى اما نحن المسلمين فلدينا الهوسات والصيحات والخناجر والسيوف والنساء مستعبدات منذ ساعة ولا دتهن الى اللحد تحية للسيد جهاد الحقاني وانعطافاته الجميلة ..


9 - مممم
ابو العبد ( 2014 / 6 / 27 - 09:34 )
انت بروتوستانتي مهرطق بجدارة
لو ما زال هناك سلطات كنسية لربما انت الان محروق او هربت للإسلام




على فكرة ما رأيك بالانجيليين في امريكا - و منهم جورج بوش- هل تحترمهم؟؟ هل الملاحدة في امريكا يحترمونهم ,هل اي صاحب عقل يحترمهم؟

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة