الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجري في العراق لعبة استخباراتية

محمود حامان

2014 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ما يجري في العراق لعبة استخباراتية
تصريحات قياديي حزب الدعوة والسيد المالكي ضد إقليم كردستان العراق والمكون السني ليست تصريحات شخصية انفعالية غير مدروسة بل هي تصريحات مدروسة بدقة متناهية سياسياً وأمنياً وتكتيكياً وورائها الاستخبارات الإيرانية والسبب كلما زاد احتمال سقوط النظام السوري كلما زادت الضغوطات الايرانيه على نظام المالكي ليستعد لسد الفراغ الذي سوف يشكله النظام السوري في المحور الإيراني لأن إيران تعرف جيداً بأنه لا يمكن ان يكون لها دور إقليمي بدون عمق عربي وفي ظل الظروف والتحالفات العراقية الحالية لا يمكن للمالكي ولا لأي شخصية شيعية عراقية ان تقوم بهذا الدور . صحيح قام حزب الدعوة في الفترة الأخيرة بإضعاف الكتلة السنية من خلال استهداف رموزها واستبعادها عن الساحة السياسية إلا ان الدور الكردي مازال قوياً جداً في الحكومة العراقية لا يستطيع المالكي الاستفراد بالقرارات الإستراتيجية الهامة وبناء التحالفات الغير مرغوبة كردياً .
لتحرير المالكي من القيود الكردية والسنية هناك خياران إما زيادة الضغوطات على إقليم كردستان العراق والرموز الاجتماعية والسياسية السنية للموافقة على جميع قرارات المالكي وهذا مستحيل من قبل السيد مسعود ا لبارزاني والقيادات السنية أو ان يدفع إقليم كردستان العراق والمحافظات السنية إلى الانفصال لتحرير التحالف الشيعي من القيود الكردية والسنية وتأكيداً لكلامي منذ بداية الثورة السورية زادت الضغوطات على إقليم كردستان العراق مرة بعدم إرسال مخصصات الإقليم من الموازنة مرة بفرض العقوبات على الشركات النفطية المتعاقدة مع إقليم كردستان ومرات ومرات تصريحات نارية بمناسبة أو بدون مناسبة من قبل المالكي وقيادات حزب الدعوة على رموز وقيادات المكون السني ولم يكتفي باستهداف القيادات بل يحاول حاليا استهداف المحافظات السنية عسكرياً بحجة القاعدة وتنظيم دولة العراق والشام علماً ان اغلب المحللين والخبراء يقولون بأن ايران والمالكي وراء تنظيم دولة العراق والشام وتأكد ذلك من خلال الاحداث الاخيرة لتنظيم دولة العراق والشام في سوريا . اذن لمصلحة من هذه التصريحات النارية الاستفزازية والتصرفات الغريبة من قبل السيد المالكي مرة يطالب بتأسيس جيش رديف للجيش العراقي ومرة يطالب بتسليح المدنين هل هذا لمصلحة وحدة العراق أم تقسيم العراق ؟ قد يقول القائل إيران كانت تاريخياً ضد قيام دولة كردية كلام منطقي إلا ان الظروف الإقليمية والحالة السورية سوف تضع إيران امام خيارين أحالاهما مر ومر جدا
الخيار الأول : ان تدفع إقليم كردستان العراق والمحافظات السنية إلى الانفصال أو تجميد العلاقة مع الحكومة المركزية عملياً هذه الحالة تعني انقلاباً عسكرياً شيعياً بدون ضجة وبالتالي يتحرر المالكي وفيما بعد التيار الصدري ومنظمة البدر الأقرب إلى إيران من قيود الاتفاقيات والتحالفات الكردية وبهذه الحالة تستطيع إيران إن تختار شخصاً ما بمواصفات بشار الأسد ليقود العراق باتجاه المصالح الإيرانية وبذلك تسترد من جديد دورها كلاعب استراتيجي إقليمي من خلال محور جديد هو محور إيران – العراق – بعض المكونات الشيعية في دول الخليج بدلاً من المحور القديم إيران – سوريا – حزب الله .
الخيار الثاني : من المعروف انه حتى يكون لإيران دور إقليمي من الضروري ان يكون لها عمق عربي أي امتداد عربي وفي حال سقوط النظام السوري لا يوجد بديل إلا العراق إذا لم تقم العراق بهذا الدور يعني غياب الدور الإقليمي لإيران وهذا يعني سقوط النظام الإيراني خلال مدة لا تتجاوز سنة بعد سقوط النظام السوري بسبب الوضع الداخلي .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل الولايات المتحدة الأمريكية مع الخيار الأول وهو إن يبقى لإيران دور إقليمي الجواب طبعاً نعم لأن سقوط النظام الإيراني يعني :
1- يتحول العراق إلى دولة ديمقراطية فدرالية موحدة ليست بحاجة إلى شراء الأسلحة بمليارات الدولارات وتقترب من منظومة الدول الخليجية وتساهم في استقرا ر الخليج
2- إن مليارات دول الخليج وخاصة السعودية سوف تذهب إلى البنية التحتية والاستثمارات الإستراتيجية بدلاً من شراء الطائرات والصواريخ الأمريكية خوفاً من مد النفوذ الايراني
3- سوف تدفع دول الخليج تدريجياً الى التخلص من القواعد الأمريكية الموجودة على أراضيها
4- قد تتحول دول الخليج من بيع نفطها باليورو أو بأية عملة أخرى وهذا يؤثر بشكل كبير على العملة الأمريكية وعلى الاقتصاد الأمريكي
5- وتأكيداً لكلامي الولايات المتحدة الامريكية تحارب ايران علناً لارضاء دول الخليج تعمل وتخطط سراً لصالح دور ايران الاقليمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا