الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكويت والعراق والنهاية السعيدة

ناصر المعروف

2005 / 7 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ليحرص ( الخيرون ) من هذه الأمة ، على سلامة وأمن واستقرار ، تلك العلاقة الوثيقة والتاريخية والتي تربط وتجمع مابين دولة الكويت وشقيقتها الكبرى الجمهورية العراقية ، وللحقيقة وللتاريخ بالرغم من ذلك التوجه الإسلامي ( المتشدد نوعا ما ) والذي جاءت به صناديق الانتخابات العراقية الحرة والنزيهة ، وجاءت كذلك بمثل هذه التشكيلة بالحكومة العراقية والتي يتزعمها الآن رئيس الوزراء العراقي الحالي السيد ( إبراهيم الجعفري ) المحترم ، فمن باب الإنصاف والعدل وذكر الحقائق كما هي دون أدنى زيادة لها أو نقصان ، نقول أن السيد الجعفري ( وفيما يختص بالعلاقة الكويتية والعراقية تحديدا ) كان منصفا لها إلى حد كبير وبعيد ، فلم يكن بأي حال من الأحوال ( كويتيا ) مزايدا على حساب مصالح أبناء شعبه العراقي ، ولم يكن عراقيا ( متعصبا ) على حساب مصالح إخوانه وجيرانه الكويتيين ، بل كان بمثابة رجل دولة يعرف تماما كيف يضع النقاط على الحروف وفي أماكنها الصحيحة تماما وخاصة في هذه العلاقة والتي يتحكم بها العامل السيكولوجي ( إي النفسي ) أكثر بكثير من كونها قضية تحمل في طياتها مشاكل حدودية وأراضي ومزارع متنازع عليها !!

ونعتقد كذلك جازمين أنّ على الطرفين ( العراقي والكويتي ) واجب الاحترام بما قامت به هيئة الأمم المتحدة في رسم الحدود مابين البلدين والتي قد أدخلته من باب الحرص والتحصين في الفصل السابع لها ، ونؤكد كذلك أنّ لكل مشكلة عند العقلاء والحكماء والأسوياء له نهايتها والنهاية في رسم الحدود هذه بما أقرته تلك الهيئة الدولية المحايدة ، كانت معقولة ومقبولة وعادلة وهذا بالفعل الذي أكدته تماما حكومة البلدين الحاليتين .
ولهذا لابدّ لنا جميعا ( وخاصة ممن يرغبون بازدهار تلك العلاقة وعملية نمائها نحو الأمام مابين البلدين الشقيقين ) أن نشدّ من أزر هذا الرجل وحكومته ونثني عليه هو والحزب الذي ينتمي إليه بل وحتى غالبية الشعب العراقي الذي أعطاه تلك الثقة المتناهية ، ونثني كذلك على انجازاته الطيبة والخيرة في أمر تلك العلاقة الكويتية العراقية ، والتي قد شابتها ( فيما سبق ولمدد طويلة وتعيسة ) الكثير من الآلام والجروح المفتوحة على مصراعيها وخاصة ما سببه ذلك المعول ( الهدامي الصدامي ) لها ولغيرها !!

ونرجو من المولى تعالى أن تستمر وتسمو تلك العلاقة إلى الأحسن والأفضل بما يخدم مصالح وآمال وأهداف هذين الشعبين الشقيقين

ويكفي الرجل فخرا ( ألا وهو السيد إبراهيم الجعفري ) بأنّه كان هو من السباقين الأوائل لكسر ما يمكن وصفه ( بالهوس العراقي الشعبي ) والمتمثل بنظر إلى ما في ماعون الجيران وغض النظر عن الماعون العراقي الشامل بالخيرات العظيمة والكبيرة التي تحتويها تلك الأرض العراقية المعطاءة ، وكذلك ( من المؤسف حقّا ) أن البعض من القادة الجدد للعراق الجديد قد استسلموا لمثل هذا الهوس الشعبي العراقي الغير معقول اتجاه الكويت وأهلها سواء أكان لأغراض ومصالح انتخابية ما قبل الانتخابات العراقية الأخيرة أو ما حتى ما بعدها !!

ولكنّ رئيس الوزراء العراقي الحالي السيد ( إبراهيم الجعفري ) قطع الشك باليقين في أمر هذه المزايدة الخطيرة هذه ، والتي ذاق الجميع مرارتها ودرجة خطوتها ، وجاءت كلمات الشكر على لسانه وخاصة في خطابه الرسمي والذي تحدث فيه عن الدور البطولي والذي قامت به دولة الكويت في عملية تحرير العراقي من الدنس البعثي الغادر ، فكانت تلك الكلمات السحرية كنسمة الهواء العليلة المنعشة العطرة وخاصة في نفوس وأفئدة من يهمهم ويشغلهم تماما تحسين وتقوية وتوثق تلك العلاقة ما بين كلا الشعبين الكويتي والعراقي ،

ولهذا نشكر السيد ( الجعفري ) و نطلب من المولى تعالى أن يعينه في مساعيه الطيبة الخيرة هذه ، ويحقق كذلك كل ما يتأمله منه شعبه العراقي وخاصة في هذه الفترة الزمنية القاسية والصعبة والتي تمر بها الساحة العراقية ، والشكر كذلك موصولا للحكومة الكويتية التي لم تدخر وسعا بتحسين تلك العلاقة بالعمل المضني لها والمخلص ، وندعوها كذلك بعدم التردد بتقديم كل ما في وسعها لمساعدة الشعب العراقي ، وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة ، والتي يعيشها العراق منفردا عن سائر الدول العربية قاطبة وندعو كذلك حكومة الكويت ومجلس الأمة الكويتي بأن يخصص أغلب مساعدات الكويت الخارجية للعراق وشعبها ويكون لهم نصيب الأسد والجزء الأعظم منها ، وكذلك نوجه دعوة خالصة وصادقة لشعبنا العراقي بأن يفرق تماما ويستفيد من دروس الماضي القريب وليس البعيد بإعمال الفكر والتفريق المنطقي والسليم والصحيح بين من يمدّ لهم يد العون والمساعدة وخاصة في هذا الظروف العصيبة ، وبين من يعمل على بيعهم كلاما في كلام ( لا يغني ولا يشبع من جوع ) خاصة من بعض جيرانهم والذين يصحّ أن ينطبق عليهم تماما القول المصري الشهير والقائل :-

( اسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك استعجب ) !!


تبقى هناك ملاحظة واحدة وهي :-


تخص المسبب الرئيسي والمحرك لها والتي حدثت على الحدود العراقية الكويتية مؤخرا وهو السيد ( مقتدى الصدر ) وجماعته، ونقول لهم :
( كفى والله ! ) فالمحبة والكراهية من الله تعالى ، وغالبية الشعب الكويتي ( بشيعها وسنتها ) لم يحبوك ومن النظرة الأولى ( ولا نقل بتاتا أنهم يكرهونك ) لأنّك باختصار شديد في كل ما تتلفظ به أو تعمله لهو منافيا تماما للعقل السوي وللمنطق القويم سواء قد صدر منك أو من جماعتك المسلحة حتى ( الآن !! ) وأنت بهذا القول المعيب وذلك الفعل المشين بحق الكويت وأهلها ، تذكرهم تماما بما كان يقوله ويفعله طاغية العصرين ( صدام حسين ) ونظامه الفاشستي الجائر والذين لا يهنأ له بالا إلا بتصدير مشاكله الداخلية إلى خارج الحدود العراقية وذلك ليشغل غالبية العراقيين على الرؤية الواضحة لما يدور حولهم وداخل حدود دولتهم ، واعلم كذلك أنّ عدم المحبة هذه ، لا يقتصر أمرها على غالبية الكويتيين ، بل يشاركهم فيه كل أعداء الطاغية ونظامه الجائر والمتضررين منه أشد الضرر ، سواء أكانوا عراقيين أو غير عراقيون السابقين منهم أو حتى اللاحقين ، وإن تظاهروا أمامك ( الآن ) بعكس ذلك تماما !!
فانتبه إلى نفسك جيدا أيّا السيد واتعظ لكل من سبقوك بالمحاولة ولمجرد المحاولة بالعبث والتحرش باللعنة الكويتية !!
واعلم علم اليقين أن اللعنة الكويتية باقية إلى الأبد ولها مفعول السحر العجيب والغريب لكل من حاول الإساءة إلى الكويت وأهلها !!

فهل من متعظ ومدّكر ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار