الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية فشل خطط الوحدات الاستعمارية

كوسلا ابشن

2014 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



حتمية فشل خطط الوحدات الاستعمارية

وحدت الامبراطوريات الاستعمارية مستعمراتها تحت سلطتها المركزية , سواء كمواطنين كامل المواطنة من جهة , حالة روما , او مجرد عبيد وموالين وخاضعين من جهة اخرى , حالة الاستعمار العربي , ومن بعده الاستعمار السلجوقي .
اخضعت روما مستعمراتها وشعوبها لسلطتها المركزية ولقانونها المدني , من دون تمييز بين مواطني روما ومواطني المستعمرات , العملية التي اوصلت مواطنيي المستعمرات الى تاجي روما , قياصرة اراميين وامازيغ تربعوا على عرشي روما , امثال القيصر الامازيغي سيفروس وابنه كركلا صاحب قانون منح الجنسية الرومانية لمواطني مستعمرات روما سنة 212 م ّ كل المواطنين الاحرار في الامبراطورية يتمتعون بالجنسية الرومانية ّ
انهيارالحضارتين الفارسية والبيزنطية ادخلت منطقة الشرق الاوسط ومن بعدها شمال افريقيا في عهد التوحش لما عاد الملك للاستعمار البدوي الذي استعبد شعوب المنطقة واضطهدها وخرب عمرانها و حضارتها ونهب خيراتها , وباستكمال احتلال اوطان الشعوب الشرق اوسطية والشمال الافريقي , يعلن البدو قيام الدولة ( الاموية ) العروبية العرقية ومركزها دمشق على كافة اراضي ( الغنيمة ) الشعوب المحتلة , وتوحيدها بالاستلاء على مقاليد السلطة السياسية والاقتصادية والعسكرية و فرض سياستها ونمط اقتصادها وفرض ثقافتها ولغتها , وبقيت كذلك حتى انقراض الاحتلال العرقي بتحرير الشعوب العجمية لاراضيها او باحلال استعمار جديد ( المغولي , السلجوقي والاوروبي ) محل الاستعمار القديم ( العروبي ) .
احتياج الامبريالية لادوات بلقنة غنيمة العثمانيين , صنعت القوم ( القومية ) العربي و ( الوطن العربي ) , الوهم الذي استغلته الحركة العرقية العروبية بالتفكير في اعادة استعمار اوطان الشعوب الشرق اوسطية والشمال الافريقي وهذا ما كرسته بشكل او بأخر اتفاقية سايس – بيكو ( حسب المصالح الامبريالية ) التي وزعت الغنيمة العثمانية على عملائها واتباعها من السلالات العروبية , ضد ارادة الشعوب المحلية الاصلية .
المخطط الامبريالي في صناعة القومية العربية والكيان العروبي , خارج الموطن العربي وفي اقطار مختلفة , اعاد فكرة توحيد المستعمرات العروبية الاموية تحت سلطة مركزية عربية.
اصبحت المؤامرة الامبريالية مرجعية ثابتة للحركة الشوفينية العروبية في السعي لتحقيق حلم الوحدة والهيمنة والسلطة والمركزية بقيادة الزعيم والقائد الفذ القريشي العربي ( الشريف الحسين , جمال عبد الناصر , حافظ الاسد , صدام حسين , ملك ملوك ادغال افريقيا القدافي ... ) , تحقيق حلم الدولة العربية العرقية الموحدة فوق تراب الشعوب المقهورة جندت له الشوفينية العروبية التها الدعائية وترسانتها الايديولوجية الهادفة لتدمير هويات الشعوب المقهورة وابادتها واستعابها قسريا في العروبة الاستعمارية بقوة الايديولوجية , المدرسة والمسجد والشارع , او بقوة السلاح ( مجزرة الريف في المروك ومذبحة حلبجة في كردستان و ... ) سياسة القتل و التدمير والتعريب الممنهجة في اوطان الشعوب الغير عربية والمحتلة من طرف شرذمة من الشوفين الاعراب لم تنتج الا الازمات والصراعات , لا هي حققت القضاء التام على الشعوب الغير عربية في اوطانها ولا وحدت اوطانهم على رياية العروبة الاستعمارية .
استحالة التوحيد الكلي في غياب الشروط الذاتية والموضوعية للوحدة , التجأت الجماعات الشوفينية الاستعمارية الى الوحدات الاقليمية ( وحدة مصر وسوريا سنة 1958 , الوحدة الورقية بين مصر وسوريا وليبيا سنة 1971 , وحدة ما سمي ب ( المغرب العربي ) 1989 .
وحدات شكلية لم تستطيع الصمود في وجه الحقيقة الطبيعية المناقضة للمخطط المؤامراتي الاستعماري العرقي الهادف لتدمير الوجود الطبيعي للشعوب وثقافتها وحضارتها واستبدالها بكيان عرقي اجنبي غير قابل للتعايش الطبيعي مع المكون الاصلي ولا حتى المكونات الدخيلة الاخرى .
الوحدة تاريخيا تقوم على اساس طبيعي , انتماء الجماعات ( الشعوب ) للاصول المشتركة , ثقافية , حضارية , لغوية , تاريخية , سيكولوجية , اقتصادية , سياسية واولها الارض المشتركة ( وحدة الشعب الالماني و وحدة القبائل العربية سنة 1971 م - اتحاد الامارات العربية – ) , مطلب وحدة الامازيغ في ارضهم شمال افريقيا كقضية شعبية طبيعية في مكافحة الهيمنة الكولونيالية العروبية ومواجهة الهجمة الامبريالية العالمية .
وحدة الدول ( ليس الشعوب ) على اساس المصالح الاقتصادية المشتركة , كوحدة الانظمة الرأسمالية الاوروبية في وحدة السوق الاوروبية ( الاتحاد الاوروبي حاليا ) المبني على تنظيم العمليات الاستغلالية والربحية بين الشركاء الرأسماليين في اوروبا والعالم ( مصلحة الرأسمال الامبريالي الاوروبي في التنافس التشاركي ونبذ الصراع – حالة الحروب العالمية - ).
توحيد اوطان الشعوب الغير عربية تحت راية العروبة , مشروع عرقي استعماري لا ينسجم مع ثوابت الوحدة الطبيعية ولا المصالح الاقتصادية والسياسية , الحاجة لمثل هذه الوحدة لدى الحركة العرقية العروبية تتمثل في الدرجة الاولى في توحيد النشاط العرقي في كل المستعمرات لتشكيل كتلة عرقية موحدة تجمع كل الشوفينيين من اقصى اليسار والى القصى اليمين برنامجها الموحد العرقي هو تدمير الوعي القومي لدى الجماهير الشعبية الغير العربية في اوطانها واستبداله بالوعي القومي العربي , وصرف هذه الجماهير عن التفكير في النضال التحرري وهذه المهمة تسهل عملية ابادة الشعوب الاصلية سواء بالعمل العنفي المسلح او بالنشاط الذهني الايديولوجي وبواسطة اعداء الذات انفسهم وكان اخر اجتماع للكتلة العرقية في 19 – 11 – 2013 في فندق دماروز بدمشق بحضور وفود من كل مستعمرات العروبة ومن بينهم وفد مروكي ممثل في الزاوية المركسو-بعثية النهج الديمقراطي .
الوحدة العرقية القائمة على نظرية خير امة اخرجت للناس وسياسة التعصب القومي والكراهية للاخر تتناقض بالمطلق مع مفاهيم الوحدة السابقة الذكر المبنية على القاعدة الطبيعية او المصلحة المشتركة , ويمكن ادراج تهافت الحركة العرقية العروبية الكولونيالية على مشروع توحيد الاوطان بسبب الادراك لغياب للانتماء الطبيعي للارض المحتلة وغياب الروابط القومية بين الحاكم والمحكوم , بين السلطة الكولونيالية والجماهير الشعبية المقهورة , وتنامي سيكولوجية الخوف من الثورات الشعبية للشعوب الاصلية وفقدان خير عرق اوجده محمد للسلطة وللهيمنة والجواري والعبيد , وتأتي كل المشاريع الوحدوية الفاشلة وغير القابلة للتطبيق في اطار هذه المخاوف , ما يثبت عدمية وجود مقومات الوحدة المبنية على العوامل الطبيعية والاجتماعية .
مشروع – شعار توحيد الاوطان المحتلة , كان ومازال قضية القيادات العرقية , السلطوية , الحزبية و الثقافوية , الحالمة بديمومة الاستعمار العروبي وحرمان شعوب الاوطان المحتلة من حقوقها القومية المشروعة , ولم يكن مشروع- شعار التوحيد يوما شعور بالانتماء الى ارض واحدة و قومية واحدة , بل كان حاجة ضرورية لاضطهاد قوميات الاوطان المحتلة واستغلالها ونهب خيراتها وتدمير الواقع الموضوعي بما هو اوطان للشعوب المختلفة يستحيل توحدها على اساس عرقي شوفيني استعماري .

مشروع - الشعار القومية العربية خارج حدودها الطبيعية , صنعه الاستعمار الاوروبي لتكريس حالة صراع الدائم بين شعوب الاوطان المختلفة والسلطات الكولونيالية العروبية , وايجاد بؤرة للتدخل الامبريالي كلما دعت الضرورة لذلك . هذا المشروع – الشعار التخريبي استغلته الحركة العرقية العروبية الاستعمارية لاعادة انتاج فكرة الدولة العربية العرقية الموحدة على كامل اراضي الغنية الاموية ( السلالة العروبية العرقية الوحشية ) , هذه المؤامرة العروبية – الامبريالية اللاانسانية لتصفية اقوام مختلفة بثقافتها وحضارتها لاستبدالها بعرق واحد لا يؤمن بالتعدد والاختلاف و مشروعه الرئيسي ابادة القوميات الغير العربية ومصادرة اوطانها وتعريب المرتزقة القابلين للمساومة والعمالة للاستعمار و للامبريالية .
مشروع – شعار وحدة الاوطان الغير العربية في وعاء عروبي سيزيد من الاضطهاد القومي والاجتماعي للشعوب الكرد والقبط والامازيغ والاراميين والنوبيين ولا يستفيدون منه غير الذل والفقر والاستبداد, باعتبار هذا المشروع العرقي يرمي الى توحيد الفعل الاجرامي للشوفينيين العرب والمعربين ضد هذه القوميات لازالتها من الوجود او استعبادها , وعلى هذه الشعوب فضح جوهر المشاريع الشوفينية و النضال الجماعي المشترك لمنع الوحدات العرقية الدكتاتورية والنضال من اجل حريتهم واستقلالهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما