الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف اليمينى هو سمة أساسية للعقود المقبلة

ممدوح مكرم

2014 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


التطرف اليمينى هوسمة أساسية للعقود المقبلة
سبق و قلنا و كتبنا و أكدنا ؛ كلما تتعمق أزمة النظام الرأسمالى ، و تبدأ الأرباح فى التناقص ( فائض القيمة المعولم هنا ) من جراء الأزمات الدورية الهيكلية فى بنية اقتصاد النظام ، هذا معناه مزيد من الحروب و الصراعات و القمع و العنف ، لأن التأزم الاقتصادى يستتبع بالضرورة تأزم سياسى ، و يتأجج الصراع الاجتماعى ، فيتم تصدير الأزمات للخارج ، و من ثم تشتعل الحروب و الصراعات ، و فى الغالب تكون هذه الأزمات بيئة حاضنة للأصوليات الدينية ، و التعصب الشوفيينى القومى و العرقى ، و الطائفية و المذهبية ، وهى تستخدم كمطية للتغطية على أزمات النظام و تناقضاته الحادة التى يعجز عن حلها بسسبب جوهرة المستغل و أنانيته المفرطة و لا إنسايته ، حتى يحافظ النظام على بقاء أقصى قدر ممكن من الربح و التحكم فى الطبقات المستغلة فى المركز ، و التحكم فى الأطراف .
وهذا بالضبط ما يحدث فى منطقتنا ( منطقة الشرق الأوسط ) فهى تقع فى طرف من أطراف النظام الرأسمالى ، و فى نفس الوقت تمثل الحلقة الرخوة فى النظام ، فالتناقضات ( تناقضات النظام الرأسمالى ) كثيفة حدا و عميقة و مركبة فى هذه المنطقة لعدة اعتبارات :-
- وجود الكيان الصهيونى و ما يمثله من أداة وذراع و امتداد للإمبريالية ، بإعتباره كيان استعمارى استيطانى عنصرى إحلالى .
- وجود النفط و الغاز وهو ما يثير لعاب و شره الشركات دولية النشاط العاملة فى هذا المجال .
- اعتبارات جيو-بولتيكية و جيو- استراتجية لها علاقة بمتاخمة المنطقة لروسيا و الصين و امتدادات أمنهما القومى .
- اعتبارات ثقافية و أنثربولجية حيث تتوزع المنطقة على ثقافات و عرقيات و مذاهب و طوائف رغم إنضوائها تحت عنوان كبير ( الثقافة العربية - الإسلامية ) و لكن هناك إحياء لهويات و ثقافات و مذاهب و طوائف فرعية بل حتى إحياء ثارات تاريخية و مذهبية ..وهذا يسّهل كثيرا تقسيمها و تفتيتها ، بإشعال حروب وصراعات لا تنتهى .
إذن ما يحدث فى المنطقة منذ ما يعرف( بالربيع العربى ) هو انعكاس لأزمة النظام الراسمالى فى دول المركز ، تصدرها للأطراف وخاصة فى جانبها الرخو ، و الأزمة الأوكرانية كذلك مرتبطة بما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط ، و التناقضات التى تتعمق بين أمريكا من جهة وروسيا من جهة أخرى ، وهى تنعكس كذلك على وجود المحاور الإقليمية فى المنطقة و صراعها خاصة فى سوريا و العراق و لبنان .
يمكن أن نجمل ما نريد أن نقوله : أنه لا يمكن فهم سياق ما يسمى بالربيع العربى و ما يحدث فى مناطق أخرى من العالم ، بدون تحليل اقتصادى ( سياق الأزمة الاقتصادية العالمية ) و ربطه بالتحليل الجيوبولتيكى ( كرافد للجغرافيا السياسية التى يحاول أن يغيبها البعض ) و ربطا أيضا بالأوضاع الاستراتيجية فى الإقليم ، ومعرفة دور كل طرف إقليمى و موقعه من النظام .
وهذا يغيب عن ما ينزعون نزوعا ليبرالويا ، أو إسلامويا ، و حتى فى أوساط اليسار المشوش إما بسبب التمويل ، أو و بسبب عدم قدرته على اعمال أدوات معرفية حقيقية يحلل بها ما يحدث منطلقا من الواقع دون اسقاطات ذاتوية أو إيديولجية .
و للأسف أن كثيرا من وسائل الإعلام و الإعلاميون الجهلة يكرسون للسطحية و السذاجة لما يحدث ، و يتبعهم نفر ليس بالقليل من غوغاء النشطاء السياسيين و الحزبيين الجهلة ، مما يراكم الماساة و الأزمة و يخلق حالة من التشوش و اللايقين الذى يقود إما للعدم أو الإنتحار ؛ وفى أحسن الأحوال ( بيع كل شيئ و الرقص على الحبال بدولارات معدودة )!!
و فى نظرنا ستسمر تلك الحالة لعقود ، إلى أن يتبلور بديل حقيقى، الإتحاد الأروبى يمر بأزمة عميقة قد تودى به ؛ خاصة مع صعود اليمين المتطرف ، كذلك الولايات المتحدة تعانى أزمة خانقة و مكتومة بسبب الوضع الاقتصادى المتردى منذ العام 2008 م ، و هناك خصم من القوة الأمريكية لحساب الدول الصاعدة ( روسيا ، الصين ) .. وفى دول الأطراف تتصاعد الموجات المذهبية و العرقية و الدينية و الطائفية و المذهبية ، وهى شكل من أشكال اليمين المتطرف .
كل هذا وغيره ينذر بمزيد من الحروب و الصراعات و المذابح و الإرهاب ، كرد فعل على الأزمة ، و سيكون النصيب الأكبر لأطراف النظام الرأسمالى ؛ حيث كما قلنا تتكثف و تتعمق التناقضات رأسيا و أفقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا