الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الرابعة

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2014 / 6 / 16
مقابلات و حوارات


حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ " المثقف العضوي الفاعل" من " بؤرة ضوء" - الحلقة الرابعة

الإسلام السياسي ولاهوت اليسار ،قابعان في أقبية مؤسساتها المقدسة , وامتهانهم قراءة نصوص فلاسفتها ورموزها وتمسكهم بالتطبيق الحرفيّ لها ، مالم يكن للدس والتزوير الذي يتحكم ببعضها حضورًا.
4.هل ترى أن بالإمكان تنضج فلسفة تكون أكثر المناهج غاية لإدراك الوطن وتغييره؟

الجواب :
المشكلة ليست في فلسفة التغيير ؛ المشكلة تكمن فيمن يطبقها ، هذا إن كان يوجد هناك من يريد تطبيقها ، أصلاً . الفلسفة ، أي فلسفة ، تحتاج إلى حواضن إجتماعية فاعلة تتبناها و تطبقها و تطورها من خلال الممارسة . لغاية ، 1978 ، قام حشع بهذا الدور المجيد ، و كان الأمل يحدوا الوطنيين لجذب شرفاء البعث نحو الفكر الوطني الثوري معهم ، و لكن النصر كان من نصيب النزعة الفاشية العشائرية لصدام و زمرته ؛ فتوالت الكوارث الإجتماعية-الإقتصادية-السياسية الواحدة أسوأ من قبلها : الحملة الأمية لمحو الوطنية (1978-1980) ، الحرب العراقية الإيرانية و المقاومة الأنصارية الخجولة في كردستان (1980-88 ) ، حملة الأنفال و تفكك الحركة الأنصارية (1989) ، غزو الكويت و تدمير البنية التحتية للعراق بصواريخ الأطلسي الفتاكة (1990-1) ، انتفاضة آذار 1991 و الإنتقام الرهيب للأجهزة القمعية الصدامية من المدنيين الأبرياء العزل في 16 محافظة (1991- 1996) ، الحصار الدولي المبيد (1991-2003) الذي لم يصب بالأذى إلا المواطن العادي ، الغزو الأمريكي المدمر للعراق (2003-2011) ، الحروب الأهلية الطائفية و القومية المستعرة (2004-2014... ) . طوال عهد الإنحطاط الدموي المستديم هذا (1978-1914...)- و الذي لم يشهد قريباً منه أي بلد آخر في التاريخ الحديث - هجر ملايين العراقيين الشرفاء بلدهم (ستة ملايين ، و يزيدون ) ، و أستشهد و تعوق الملايين (إثنا عشر مليوناً ، و يزيدون ) ، و أصبحت أعداد اليتامى و الأرامل مهولة . إزاء هول هذه الجوائح الفلكية الأقوى من كل شيء آخر كائن حولها أو في خضمها ، فقد إنطحنت طحناً مريعاً الطبقة الوسطى و الطبقات الفقيرة في العراق و المثقفين الوطنيين و الثوريين - و أولهم المرأة العراقية البطلة المجبرة على تحمل وزر كل الكوارث النازلة على بيتها و الحائرة بين متطلبات تربية و إسكان و إكساء أيتامها ، و بين مقتضيات تأمين لقمة الخبز المرة لهم .
و لهذا كله ، فقد تقزم دور فلسفة التغيير ، و اضمحل دور الطبقات الثورية العزلاء و الأحزاب الوطنية ، و انهدمت أركان الوعي الثوري ، و ساد الساحة - المكشوفة لخساس مجتمعات شعوب المنطقة كلها - أصوات دوي الصواريخ و المتفجرات و لعلعة الرصاص يومياً . و تهيمن خلف العقول المحركة لهذه الأسلحة كلها ثقافة الفرهود و القتل المجاني و الإغتصاب و الإقصاء . كل الكتل السياسية القوية المتصارعة على الساحة في العراق تتسابق مع بعضها في القتل و النهب و الدجل و الإقصاء ، و هل تليق بها ثقافة أخرى ؟ أما ما تبقى من القوى الوطنية-الثورية الضعيفة أصلاً ، فقد تفشى فيها مرض الزعامة ، و تفاقمت أزمتها بسبب إنحسار الوعي الوطني و سيادة التربية الإنتهازية و ثقافة "شيِّلني حتى أشيِّلك" ، فتشظت و تفتت وصارت أشبه بفزاعات الحقول غير القادرة على الحراك . و على مستقبل العراق السلام .


انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان عند ناصية سؤالينا "5. لماذا لم تظهر كيانات اجتماعيّة مكتملة، قادرة على النظر بوضوح إلى مصلحة الشعب و القيام بدور سياسي محدّد لاتجاه التطوّر التاريخيّ و الحد من تخلّف و تفكك البنى الاجتماعيّة و الاقتصاديّة وشراء الذمم ؟"
"6.كم سنحتاج من الزمن لتأسيس حياة واقعية فاعلة وليست على الورق في مجتمع ديمقراطي ، من حق أفراده العمل والراحة والحصول على الخدمات الطبية المجانية والتعليمية، والمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق ، وحق المواطنة لجميع الأجناس والقوميات، والحريات السياسية ، وحرية الصحافة ،وحق التصويت والانتخاب ؟ " الحلقة الخامسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصويب
حسين علوان حسين ( 2014 / 6 / 16 - 16:45 )
تحية حارة للرفيقة فاطمة الفلاحي المحترمة و لكل القراء الأعزاء .
ورد خطأ في التواريخ المدرجة في الجملة:
طوال عهد الإنحطاط الدموي المستديم هذا (1978-1914...) ، و الصحيح هو :
طوال عهد الإنحطاط الدموي المستديم هذا (1948-2014...) ، مع الإعتذار للجميع .


2 - تحية للكاتب حسين علوان حسين
مريم نجمه ( 2014 / 6 / 16 - 22:48 )
تحليل صائب , مطابق للمنطقة العربية كلها ...

شكر وتحية للكاتب المحترم ننتظر المزيد

ومحبتي للمحاورة المبدعة الصديقة فاطمة


3 - تحية للأستاذة الفاضلة مريم نجمة المحترمة
حسين علوان حسين ( 2014 / 6 / 17 - 08:14 )
سيدتي الكريمة
جزيل الشكر على كلماتك الرقيقة في ت2
و الفضل في كل ذلك يعود للرفيقة العزيزة الأستاذة فاطمة الفلاحي المحترمة ، التي -جرّت ألإجابات جرّاً- مني بألمعيتها .
مع التقدير .

اخر الافلام

.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات


.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل




.. لبناني انتقد حزب الله فتعرض لضرب مبرح! #منصات


.. السنوار تحت الأرض -لا يعلم- خسائر غزة.. ونتنياهو يُبعَث من ج




.. بالصواريخ بوتين -يشعل- كييف.. وزيلينسكي -يلجأ- لبولندا !| #ا