الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامات الترقيم على حافة الخارطة

كاسي يوسف

2014 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


علامات الترقيم عند حافة الخارطة

كاسي يوسف
هل هي بداية النهاية لخارطة المنطقة,التي ألفنا توزيعها ولم نتآلف ضمن حدودها كمجموعات متنافرة ,وغير متقاربةوهل هي الحلقة الاخيرة من مسلسل الفوضى الخلاقة,التي كانت ترمي اليها السياسة الأمريكية ابان ولاية بوش الابن ,على لسان كوندوليزا رايس رضي الله عنها, أم أننا نحلم كما المحشش اليافع.
نجوم متداخلة,وكواكب بلا كهرباء, وعواصف رملية من فعل الانسان ,وهلالين متوازيين ,أشكال غريبة تطرح على المواقع,كخرائط للمستقبل القريب,للمنطقة الأكثر حرارة بسبب التفاعلات السياسية,بين عناصر ذوات خاصية مختلفة كيميائيا,والنتيجة كل هذه الكمية ردود الفعل الدولية والاقليمية,على كل طارئ وجديد في اللوحة,المليئة بالصور ,والمشاهد الضبابية,الموغلة في الابتعاد عن المتوقع.
.
فالتبدلات الجيوسياسية هي قاب قوسين أو أدنى من استحضار الأرواح ,بعد انتهاء ولائم المنتصرين في أبيات الشعر,والأحلام التيمنية, وليس على أرض المعارك في العراك الشيطاني ,على رقعة الشطرنج المليئة بالبيادق الرخيصة,والاوراق الجاهزة للحرق,وأكباش الافتداء ,وتقديم المغريات للبعض كراقصات العهد العباسي,والتهديد للبعض بغزوات كغزوات الجاهلية المثيرة للغبار,وأصوات الحديد المصقل.
المشهد مماثل لساعات الغروب المغبرة والساخنة,و ضجيج المراحل النهائية لما قبل اشتعال نار الحرب,تلك الحرب التي سُعرت نيرانها طائفيا منذ ان اندلعت الثورة السورية,وما قبلها الحرب الاهلية في العراق ابان سقوط نظام البعث هناك ,اثر عملية تحرير العراق من قبل التحالف الدولي ضد الارهاب.
الأوضاع تسير الآن بسرعة جنونية نحو مشهد لابد أن يليه التعقل,الذي فقدت المنطقة وجوده منذ اتفاقية لم تأخذ بعين الاعتبار شعبا يصل تعداده لأكثر من خمسين مليونا,كالشعب الكوردي,تلك الاتفاقية التي تُعتبرُبمثابة محكمة صورية بحق الشعب الكوردي الذي لم يكن له اي وزن في المعادلة الدولية ,في تلك الفترة,عندما قرر المنتصرون توزيع المنطقة ,كما تتم توزيع قطعة الخبز.
تصريحات المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية مايكل هايدن,حول نهاية حقبة سايكس بيكو,وقطعية تفتيت دول,وتغيير خارطة المنطقة جذريا,تلك التصريحات التي ادلى بها خلال المؤتمر السنوي السابع حول الارهاب,والذي نظمه معهد جيمس تاون في 12 ديسمبر 2013,تعطي دفعا قويا للنظرية القائلة بقرب انتهاء مدة صلاحية اتفاقية سايكس بيكو,وبروز كيانات جديدة,وتفتت دول,بما يعني خارطة جديدة للمنطقة.
الدولة ضرورة انسانية,ورمز من رموز التحضر البشري,والدولة لا يحتاجها الله والوحوش كما قيل,والشرق الاوسط يشهد انهيارا لمنظومة الدول التي اقيمت على انقاض الامبراطورية العثمانية,بشهية المنتصر,وليس بحكمة العادل,فكانت المحصلة صورة سوريالية لتاريخ المنطقة,حاول الرسام المهووس ب(التجديد) أن يرسمها لمنطقة الشرق الاوسط,وبذلك حاول العمل على انشاء نظام بالتضاد من نواميس الطبيعة,فتفككت الهيكلية المقدسة تلك في آخر المطاف,لأنه لا يمكن أن يبقى الشذوذ قائما كقانون,مهما دافعت عنه الشياطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و