الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان

هويدا طه

2005 / 7 / 28
الادب والفن


لا تجد قناة فضائية عربية استجابت لرغبة الولايات المتحدة في (دمقرطة المنطقة) على الطريقة الأمريكية كقناة mbc2 ! فهذه القناة التي تبث للمشاهد العربي أفلاما أمريكية على مدى الأربع وعشرين ساعة.. وبعد أكثر من عامين ربما أو ثلاث من بدء عملها.. أصبحت نافذة عربية على المجتمع الأمريكي وهواجسه.. فهي تصنف ما تبثه من أفلام على مدى أيام الأسبوع.. أفلام رومانسية.. أفلام الأكشن.. أفلام الرعب.. أفلام الكوميديا.. أفلام تاريخية برؤية أمريكية.. أفلام الخيال العلمي.. أفلام حتى للخيال السياسي! وعموما وقبل الخوض في نوعية بعينها من تلك الأفلام.. فإن صناعة السينما الأمريكية هي بالفعل صناعة شديدة الاحتراف والروعة فنيا وتقنيا.. وهي صناعة ضخمة مهيمنة.. تديرها عشرات المليارات من الدولارات سنويا.. ولا يوجد في العالم كله صناعة سينمائية تجاريها، من خلال هذا العدد الضخم من الأفلام الأمريكية التي تبث يوميا على قناة mbc2 تعرف المشاهد العربي عن قرب على هواجس المجتمع الأمريكي.. فرغم أن هناك أفلاما تمس النفس البشرية بعمق.. ويتضح من عمق الحوار بين الشخصيات صدق تعبيرها عن (آلام الإنسان) وضعفه في لحظات ما.. إلا أن المعروض من تلك الأفلام الجيدة هو دائما الأقل، غالبية الأفلام المعروضة تظهر هواجس (أمريكية الطابع).. هذا الانفلات المخيف لطلاب المدارس الثانوية في أفلام تتناول حياة الطلاب الأمريكيين في هذه المرحلة.. هذه المنافسة الضارية على الوظائف.. هذا الانتشار المفزع (لثقافة المسدس) في حياة الناس هناك.. هذه الذاتية الأمريكية المفرطة في أفلام تظهر (التفوق الأمريكي) على كل شعوب العالم، الأمريكي دائما بطل خارق القدرات.. دائما ينتصر على الروس والصينيين.. ينقذ الكوكب قبل انفجاره بثانيتين.. يخلص العالم من شرور (الإرهابيين) من بورتريكا وآسيا والشرق الأوسط!
من هذه النوعية التي تبثها قناة mbc2 بانتظام.. أفلام الرعب، لا تعرف بالضبط (دوافع) غرام الأمريكيين بهذه النوعية من الأفلام، بعضها يشعرك بالحيرة.. لا توجد قصة.. لا توجد رسالة.. لا يوجد حتى رابط بين الأحداث.. لا يوجد إلا (فن القتل)! بل وتلمس فيها (تلذذ) بمشاهد الدم والأشلاء.. ثم تلمس وراء هذا التلذذ عبثية وعدمية غريبة.. وخيال مهووس بعدو خفي.. ليس لوجوده هدف إلا استهداف الأمريكي الصالح!
من تلك الأفلام هناك (فئة) تختص بوهم ربما لم يعرف عنه العالم إلا من الأفلام الأمريكية.. أفلام مصاصي الدماء! مسلسلات وأفلام وقصص تهيمن عليها فكرة (مص الدماء).. في البدء ضقت ذرعا بهذه (التفاهة).. وضايقني أكثر إعجاب أولادي وأصدقائهم بها.. وكالعادة.. في كل مرة أراهم مهووسين بنوعية ما من الأفلام.. أشاهد معهم بعضها لأرى.. ما الذي يعجبهم فيها؟! لن يروا فيها بالطبع ما يراه المسكون بهاجس التفتيش فيما وراء الأفلام! وللإنصاف.. من بين عشرات الأفلام عن مصاصي الدماء هناك لمحات تستحق التأمل! فتلك الأفلام تدور حول فكرة (أنهم في كل مكان) يستعملون التكنولوجيا والكمبيوتر.. يتكاثرون.. عندما يمتصون دم ضحيتهم.. تصبح الضحية فيما بعد.. منهم! بعضهم (يتمرد) على تلك الهوية وينضم إلى البشر ليدافع عنهم ضد هذا الشر الدموي، في فيلم (بلِيد) يقول بلِيد-البطل- لصديقته:(مخالبهم في كل مكان.. في السياسة والمال والأعمال.. يملكون نصف التجارة.. تقنيتهم عالية.. إن أردتِ البقاء حية.. تعلمي الضغط على الزناد)! واحد من مصاصي الدماء قال لذلك المتمرد:(جانبك البشري جعلك ضعيفا.. كان ينبغي أن تستمع إلى صوت دمك)! ربما يكون واحد أو أكثر قليلا من تلك الأفلام يستحق المشاهدة.. وربما التأمل.. لكن فكرة أن يكون للرعب صناعة متكاملة تغذيه.. هي فعلا فكرة غريبة.. أحيانا تتساءل.. ألا يكفينا نحن العرب رعبنا الدائم من أمريكا؟!.. سلاحا وقنابل وصواريخ وجيوشا.. حتى تأتينا قناة mbc2 بأفلام رعبهم هم؟! وبهذا الانتظام الأسبوعي على شاشتها؟! هم يخافون من مصاص الدماء (الخفي) في مجتمعهم.. لكن مصاص دماءنا نحن.. ليس خفيا! نحاول أن نقاومه- ننجح أحيانا.. ونفشل كثيرا- لكن وكما قال بلِيد لصديقته في نهاية الفيلم: ما زال عليّ دور أقوم به.. ما زالت المعركة مستمرة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد