الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداعشية صناعتها وموتها ....

دروست عزت

2014 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لن تنتصر الداعشية في أي مكان ٍ .. وليست لها أية علاقة بالدين ولا بالهدف الديني بقدر ما هو أنها تحقق ما هو مطلوب منها .. بالرغم من إن القوى الدينيه ليست أقل منها سوءاً .. وكل ما ترونه مما يحدث هو موجه ومخطط بذكاء أستخباراتي دولي متفق .. فتقوي الداعشية في مكان وتضعفها في مكان آخر .. تساعدها دولة ما ومن ثم تتوقف المساعدات عنها فجأة لتقدم لها دولة أخرى كل ما تحتاج .. وتتبدل أسمائها وتتكاثر بأسماء الرسل والصحابة والمعارك الدينية حسب المنطقة واللزوم ليجذبوا بذلك الحمقى والبسطة من الدول والمنطقة ..
فالداعشية قوة متنوعة تتشكل من المتدينين المتشددين الحمقى وحثالات مجتمعات دول العالم لتصفيتها تحت غطاء ما تقتنع به .. بالإضافة إلى القتلة المآجورين من الدول واًصحابي السوابق من المدمنين والمحكومين بالإعدام وكل هؤلاء يستخدمون عند اللزوم كأحجار الشطرنج لتحقيق خريطة الشرق الأوسط الجديد ..

وبالإضافة إلى القوى العنصرية القومية التي تتسلق بأسم الدين لتحقق مآربها القومية بعد أن فشلت نتيجة شوفينيتها ونهبها للدولة التي كانت قوية فيها أو تسلط عليها .. إلى جانب بعض الفئات المضطهدة المظلومة من الأنظمة القائمة الطائفية أوالدكتاتورية .. والتي رأت نفسها مهمشة من قبلها .. لذلك ترى من الأفضل المشاركة من خلال هذه القوى الشريرة التي تقاوم الأنظمة وحتى إن أختلفت عناوينها أو غاياتها .. لأن لا حول لها ولا قوة غير أن تقاوم مع من يقاومون الطغاة المتلسطين على رقاب الناس حتى وإن كانت هي داعش أو فاحش .. فالأولويات عندها تبقى سقوط الطاغية ..
فالداعشيون ستستخدم حتى تنتهي مهمتها بالكامل ومن ثم سينهونها بشكل ما .. أو سينقلونها إلى دول إخرى حسبما تحتاج أسيادها ..

أما من يحلل ويتوقع بإقامة دولة الخلافة أو دولة همج .. أراهم غير صائبين .. لأن من ستكون خطرة على كل المجتمعات لا مكان لها من الآن وبعد .. وبالضبط على الدول الكبرى .. وبالأخص بعد سقوط الأتحاد السوفياتي القطب المنافس للدول الراسمالية والفكر العلماني الخطر على جغرافية فاتيكان ومن يحيطون بها مصلحة ً ..

وأية أيديولوجية أخرى مرفوضة مهما يكن الثمن .. وخاصة الفكر الإسلامي المتخلف في نظرهم .. والخطر على ايديولوجيتهم .. وخدمتها لقومية معينة ببناء شوفيني وتسلطي غير متحضر .. وثقافة غير مرحبة بها من العلمانيين في الدول العربية والإسلامية ومن الدول الغير متدينة بها .. لهذا ستعمل هذه القوى على منع أية دولة داعشية لولاية الخلافة والتي هي نفسها عنوان لم يعد يناسب العصر والجيل والعقل والمدنية ..
وبات معروفاً للكل بأن ما يجري هو تحريك دولي مشترك .. وأستخبارتي موجه ومنسق بين هذه الدول والدول الأقليمية والقوى السياسية المهمة في المنطقة .
لتحريك الخلايا النائمة في مجتمعاتها .. وتفعيل القوى الدينية في المناطق المتواجدة فيها بأسماء ٍ وعناوين لأستخدامها في مخططاتها .. وتصفيتها في النفس الوقت ..
وتكون مهمة الداعشية أو ما شابهها والمولودة من القاعدة التي هي اصلاً مصنوعة من الأستخبارات الدولية التي تسعى للتغير في المنطقة وتوزيعها النفوذ بين بعضها البعض حسب المشاركة ومراكز القوى ..
فمهمة القوى الدينية الموجهة ومنها الداعشية هي لتشويه للفكر الإسلامي بشكل متطرف الغير لائق للعصر .. من القتل والنهب وقطع الأيادي والمحاكم الأرتجالية في الشوارع حسب مزاج أمرائها الأميين .. وأصدار الفتاوي الكيفية حسبما ترتاء لهم .. وحسب رغباتهم وحاجتهم المكبوتة مثل نكاح الجهاد الذي لا يليق بالمجتمعات وحتى الحيوانات .. و تأجيجها المستمر للطائفية لتقسيم الجغرافية والقوى الوطنية والمتدينة عن بعضها البعض ..
ولذا تراها دائمة الخلافات بين بعضها .. وشديدة التلاحم في أحايين آخرى ..
تراها تدعي سقوط الأنظمة أحياناً وتساندها في نفس الوقت بطريقة ما .. وتدعي لدولة الخلافة وهي في النفس الوقت تسيء لها بشكلٍ مقرف ٍ بمنع الحريات والتحركات وفرض الحجاب والصلاة والزكاة والجزية على البعض وضرب وقتل وتهجير ونهب المجموعات البشرية الغير متدينة بدينها .. وتوزع الرتب الدينية بين بعضها البعض وأغلبهم أميين ولا يفهمون لغة القرآن كتابهم المقدس ..
وكما ظهر للعيان إنها ليست جسما واحداً في العمل في الجغرافيات التي تتحرك فيها أو تقيم بسلطاتها وبسلطانها .. بل تتصارع على النفوذ بأمر أسيادها التوجيهات الخارجية التي تسيرها كما تريد .. كي تخلق ثقافة هشة مليئة بالكره والحقد على بعضها البعض وبأسمائها العديدة ..
والغاية ليست هي تلك الموجهة من دوائر الأستخبارات بل اللذين يلتحقون بها من الخلايا النائمة بأسم الجهاد والحوريات والعربدة في الجنة واللذين هم أصلاً متخلفون عقلياً ومكبوتين داخلياً أو مغسولي الدماغ من خلال جهلهم بالدين .. وينجذبون من خلال الخبثاء وتجار الدين اللذين يستخدمون الناس السذج في تحقيق مآربهم بأقوال الله وأقوال الرسول في الترهيب والترغيب .. وتبقى كل ممارساتها مكروهة مقرفة عند من يحيطون بها .. حتى وإن سكتوا خوفاً أو تظاهروا بأنهم مقتنعون بها ..

فالداعشية ظاهرة سياسية مرحلية أكثر من أن تكون عقائدية .. وأستخباراتية موجهة أكثر من أن تكون فكرية منطلقة من أهداف ٍ نبيلة .. ولهذا يكون ميلادها وموتها في يد من صنعوها .. بعد ما أن تنتهي مهمتها .. كما وضعت وخططت من المركز الأب الأكبر أمريكا والبابا الساكت المتحرك ..

دروست عزت - سويد

/16 / 2014/6








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فريق تركي ينجح في صناعة طائرات مسيرة لأغراض مدنية | #مراسلو_


.. انتخابات الرئاسة الأميركية..في انتظار مناظرة بايدن وترامب ال




.. المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين يزور إسرائيل لتجنب التصعيد مع


.. صاروخ استطلاع يستهدف مدنيين في رفح




.. ما أبرز ما تناولته الصحف العالمية بشأن الحرب في قطاع غزة؟