الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الإرهاب

سعد الله خليل

2005 / 7 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


وأعني بالثقافة: مجموعة القيم والمعارف والعادات والتقاليد والأعراف التي تنتج أخلاق الفرد وتحدد وسلوكه، وأولوياته، وأهدافه، وأسلوب حياته، وطريقة تفكيره،ورؤيته للأمور، وتعامله مع الآخرين.
وثقافة الإرهاب، ثقافة عريقة وأصيلة لدى الأعراب الأشد كفرا ونفاقا، ومن هم أجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله. وتاريخها ضارب في القدم، وأفعالها مشينة يندى لها الجبين.
بدأت هذه الثقافة بالانتشار منذ أن بدل الرعيان اسم المرأة من (آلهة الخصب والحب والجمال) إلى اسم مشتق من الأفعى - الحية، التي تعتبر رمزا للجهل والغدر والسم والشر، هو (حواء). واضطهدوها واتهموها بإغضاب (يهوه)، وإخراج آدم من النعيم الذي كان يرفل فيه، إلى جحيم الدنيا. ومنذ أن أمرهم يهوه على لسان موسى كما قيل (والآن فاقتلوا كل ذكر من الأطفال، واقتلوا كل امرأة عرفت مضاجعة رجل. وأما إناث الأطفال اللواتي لم يعرفن مضاجعة الرجال، فاستبقوهن لكم- سفر العدد 31/17).
واستمرت هذه الثقافة في التوسع والانتشار، واكتسبت حياة جديدة على يد رعيان - أعراب آخرين، ادعوا أن جميع آيات الرحمة والمجادلة بالحسنى والتعايش مع الآخر، قد أُلغيت (نُسخت) بآية واحدة تدعى آية السيف، تدعو لقتل المعارضين في الرأي - المشركين حيثما وجدوا.
لم يعد بإمكان أحد أن يدعي أن القتل والإرهاب لا يمت للمتأسلمين بصلة، والأحداث المتتابعة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، مرورا بمذبحة الأقصر، ومذابح الجزائر، وجرائم (11سبتمبر)، وقطارات مدريد، ولندن، وصولا إلى جريمة شرم الشيخ التي قُتل فيها أكثر من ثمانين إنسانا. عدا عن التفجيرات اليومية التي تحصد بالجملة أجساد المدنيين العراقيين. كل هذه الجرائم تؤكد على الإفلاس والانحطاط الأخلاقي لهؤلاء الإرهابيين القتلة، كما تؤكد على احتقارهم للحياة البشرية التي خلقها الله وفضلها على الحيوات الأخرى، وتؤكد ولعهم بالذبح وسفك الدماء التي ربما يظنون أنها كالأضاحي تقربهم من الله، وعشقهم للانتحار الذي يتوهمون لجهلهم أنه يفتح لهم طريقا واسعة سريعة للجنة حيث ما يشتهون من خمر وعسل وحوريات.
لقد أصبح القتل والإرهاب مذهبا إسلامويا له قواعده وفكره ومرجعيته وشيوخه، وله مموليه وأتباعه وجنوده. لقد أصبح الإرهاب في عرف هذه الطائفة واجبا دينيا من جانبه وتركه ونبذه فقد كفر واستوجب العقاب، ومن اقترفه ينال عند ربهم الأجر والثواب.
لا يخفي هؤلاء الإرهابيون دوافعهم وأهدافهم المتمثلة بالقبض على زمام السلطة، بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية، وإعادة دولة الخلافة، دون أن يوضحوا لنا بأي خليفة سيقتدون؟ بمعاوية أم يزيد أم الوليد أم السفاح؟ ولهذا أقاموا المعسكرات، والمدارس الدينية، وعبأوا الشباب ودربوهم على القتل والانتحار وتصنيع الأحزمة الناسفة والمتفجرات، وقسموا العالم إلى دارين، دار للكفر وأخرى للإسلام، ورفعوا شعار الولاء والبراء، وخدعوا الناس بمقولات ومصطلحات، منها أن الحاكمية لله لا للشعب، وادعوا أنهم يمثلون الله، وأن هدفهم نشر الإسلام، ووسيلتهم في نشره السيف، فمن أسلم على هواهم عاش، ومن رفض مات، ومن يقول بغير السيف، يدعو لإلغاء فريضة الجهاد، ومن يلغي الجهاد عدو لله دمه مباح!
لقد أصبح المسلمون جميعا بسبب حفنة من الإرهابيين في مواجهة مع العالم، وفي مواجهة مع الحضارة الإنسانية ومنتجاتها التي نرفل جميعا بنعيمها، وفي مواجهة مع قيم الحرية والحق والعدالة والجمال، وفي مواجهة مع حقوق الإنسان، دون أن يعي أكثرية العلماء – وبعضهم راضون مسرورون محرضون - خطورة ذلك وتداعياته على الإسلام والمسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-