الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوندليزا ... البغدادي ... و الآخرون

عبد المجيد بن حادين

2014 / 6 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


نتذكر جميعا كوندليزا و تصريحها الشهير عن الشرق الأوسط الجديد الذي ترغب أمريكا في انتاجه انطلاقا من هجومها و احتلالها للعراق كمرحلة أولى. رئيسة مجلس الأمن القومي الأمريكي حينها كانت صريحة و أخرجت مشروع الفوضى الخلاقة من سراديب المخابرات الأمريكية الى العلن. و حرمت العاطفيين و المتعصبين و المؤيدين لاسقاط النظام العرقي من اتهام معارضيهم بأن نظرية المؤامرة تسكنهم.
مراحل احتلال العراق نعرفها جميعا, بدايتها كانت بالغزو العسكري, بعد حصار طويل تخللته ضربات جوية جعلت العراق أضعف من أن يدافع عن نفسه. و ما ان انتشر الجيش المحتل في كل أنحاء العراق حتى تم انشاء مجلس الحكم برئاسة پول بريمر. المجلس الذي تم حله بعد اقرار نظام حكم جديد في العراق مبني على المحاصصة الطائفية, ليتناوب أعضاؤه (مجلس الحكم) على حكم العراق الى يومنا هذا.
من جهة أخرى الكل يعلم (الا من لا يريد أن يعلم) ظروف انشاء تنظيم القاعدة في اواخر الثمانينات, و الدور الخليجي و الصهيوني في الموضوع. ثم نعلم جميعا الظروف التي تقوت من خلالها داعش في سورية بفضل الدعم الدولي و رفع الحظر عن التبرعات التي أصبحت تجمع لها في كل دول العالم تحت عنوان دعم الثورة السورية و اغاثة المدنيين و كيف زاد عدد المقاتلين في صفوفها بفضل عمليات التجنيد التي تتم في كل أنحاء العالم على مرأى من أجهزة المخابرات التي تسهل عبور المجندين عبر تركيا و الأردن و تيسر سفرهم. في كل ما ذكر اليد الامريكية حاضرة, بل أكاد أجزم أنها اليد الوحيدة التي تحرك الخيوط و البقية كلهم عرائس تحركها تلك الخيوط. الحرب الدائرة الان في العراق بين داعش من جهة مدعومة بعدد من أعضاء مجلس بريمر و من الجهة الأخرى نظام المحاصصة الطائفية بقيادة عضو مجلس بريمر نوري المالكي و انتماء زملاء اخرين له في نفس المجلس ما هي الا المرحلة الثانية (الكبرى) من المشروع المذكور أعلاه, رقعته الشرق الأوسط و أحجاره الشطرنجية ما هي الا كل هؤلاء ممن صنعتهم أمريكا لتنفيذ مشروعها.
ربما يتفق كل العقلاء على أنه يجب (رغم كل شيء) دعم الجيش العراقي في مواجهة داعش, و أنها الطريقة الوحيدة لحماية العراق من الكارثة التي تلم به. لكن هناك من يتناسى أن الجيش العراقي نفسه هو صناعة أمريكية تماما كداعش كوِّن و درِّب و سلِّح من طرف الأمريكان, الذين أعادوا هيكلته و ابتكروا عقيدته الجديدة, لكي يكون وسيلة من وسائلهم في تنفيذ مشروعهم الفوضوي . فكمأ أرادت أمريكا داعش قوية , أرادت جيشا عراقيا ضعيفا يخلع الثياب و يهرب في اول مواجهة, ثم اكتملت الصورة بالانسحاب السريع و الفجائي للجيش الأمريكي .... الفوضى في أبهى حللها.
الحل صعب, و صعب جدا. بل يكاد يكون مستحيلا, لكن لا حل للعراق الا بالتخلص من نظام المحاصصة الطائفية, و هنا للاشارة المقصود ليس نوري المالكي بل النظام بأسره بحكومته و معارضته, و هنا أنا مجبر على استعمال عبارة (بسنته و شيعته) و اقامة نظام علماني. ثم اعادة بناء كل ما يمكن اعادة بنائه في الجيش العراقي بعيدا عن كل ما رسخه الأمريكان داخله و في عقيدته. حينها (و حينها فقط) يمكن للدولة و الجيش العراقيين الانتصار على الارهاب الداعشي و غير الداعشي .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا